اعتبرته تجاوزا للخطوط الحمراء.. ‎إسرائيل تتهم إيران بشن هجوم سيبراني ضد منشآت مدنية

كشفت وسائل اعلام عبرية، يوم السبت، أن المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن السياسي "الكابينت" الإسرائيلي، عقد يوم الخميس، اجتماعا استثنائيا، لبحث تداعيات هجوم سيبراني شنه هاكرز إيرانيون، استهدف البنية الرقمية لمنشآت إسرائيلية حساسة، من بينها شبكات المياه والصرف الصحي.

وذكر موقع "سروغيم" الإخباري العبري، يوم السبت، أن الهجوم السيبراني الذي استهدف البنية الرقمية لمنشآت إسرائيلية حساسة لم يسفر عن أضرار بالغة، بيد أن هناك تقديرات بأن الحديث يجري عن هجوم خطير وتجاوزا للخطوط الحمراء.

وناقش وزراء المجلس خلال الاجتماع تفاصيل واحدة من أكبر الهجمات التي تشهدها ساحة الفضاء السيبراني في الفترة الأخيرة، والذي يبدو وأنها وقعت الشهر الماضي، واستهدفت مواقع حساسة تخص البنى التحتية المدنية في إسرائيل، وأظهرت التحقيقات أن مصدر هذا الهجوم هو إيران.

خط أحمر

ووصفت مصادر على صلة بالاجتماع ما حدث بأنه "تجاوز للخطوط الحمراء"، ولا سيما وأن الهجوم طال أهدافا مدنية، حيث ذكرت المصادر للموقع أن الحديث يجري عن "هجوم يخالف جميع المعايير الأخلاقية حتى للحروب"، مضيفا: "إننا لم نتوقع مثل هذا الهجوم حتى من الإيرانيين، نحن أمام هجوم لا ينبغي أن يحدث".

وحسب قناة "الأخبار 13" العبرية، جاء انعقاد "الكابينت" على الرغم من أزمة جائحة كورونا، وعلى الرغم من عدم تسببه في أضرار جوهرية، على أساس أن الأمر يتعلق بهجوم خطير واستثنائي، مشيرة إلى أن الضرر الذي نجم عنه طال عددا من المنشآت الخاصة بالمجالس البلدية فقط.

وأعلنت شبكة المياه الإسرائيلية الشهر الماضي أنها تعرضت لمحاولات هجوم سيبراني استهدف نظم التحكم والسيطرة الخاصة بقطاع المياه في إسرائيل، وقالت إنه تم التعامل مع الهجوم وتجنب حدوث أضرار كبيرة تستهدف البنية الرقمية لشبكات المياه والصرف الصحي.

وكانت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية قد أشارت في تقرير لها قبل أيام، إلى أن إيران حاولت تنفيذ هجوم إلكتروني واسع الشهر الماضي، وأن هذا الهجوم وجه بالأساس ضد شبكات المياه والصرف الصحي في إسرائيل، وأن إيران استعانت بـ "خوادم ويب" أمريكية ضمن هذا الهجوم، مشيرة إلى ان وزارة الطاقة بالولايات المتحدة رفضت التعليق على الهجوم، وأبلغت "فوكس نيوز" أن الواقعة قيد التحقيق من قبل الجهات المعنية.

هجمات لا تتوقف

الجدير بالذكر أن شركة "كلير سكاي" الإسرائيلية لأمن المعلومات، كانت قد نشرت في حزيران/ يونيو 2015 تقريرا يؤكد إنها رصدت نجاح مجموعة من الهاكرز الإيرانيين في اختراق قواعد بيانات إسرائيلية حساسة، وقالت إنهم حصلوا على معلومات حول قرابة 40 شخصية عسكرية رفيعة المستوى، فضلا عن قواعد بيانات شركات أمنية.

 

واكتشفت شركة "تشيك بوينت" الإسرائيلية الدولية أيضا في نفس العام، هجمات سيبرانية عديدة مصدرها إيران، تستهدف التجسس على شخصيات أمنية، فضلا عن علماء يهود داخل وخارج إسرائيل.

وذكرت تقارير إسرائيلية وقتها أن الحرب السيبرانية بين إسرائيل وإيران بلغت ذروتها، في ظل سعي إيران للتجسس على شخصيات أمنية وعلمية إسرائيلية، في مقابل محاولات مماثلة تستهدف كيانات وشخصيات إيرانية تقوم بها إسرائيل.

واتهمت إسرائيل مصادر إيرانية في نيسان/ أبريل 2017 بشن هجوم سيبراني واسع النطاق ضد قرابة 120 هدفا داخل إسرائيل، وأفادت تقارير وقتها أن الحديث جرى عن واحدة من أعنف الهجمات الإلكترونية التي شنت ضد إسرائيل في السنوات الأخيرة.

وبينت مصادر على صلة بالملف، حينذاك، أن السلطة الوطنية للأمن السيبراني في إسرائيل، قامت بتحليل طبيعة الهجوم الذي استهدف البنية الرقمية وشبكات الحواسب الخاصة بمؤسسات حيوية، وتوصلت بالتعاون مع شركة الحماية السيبرانية "كاسبرسكي"، إلى أن إيران وقفت وراء الهجمات، وانه نفذ بواسطة مجموعات من قراصنة الإنترنت الذين يعملون لصالح إيران.

ونجح باحثون ينتمون لشركة "كاسبرسكي" الدولية لبرامج مكافحة فيروسات الكمبيوتر والإنترنت، في آذار/ مارس 2019، في اكتشاف هجمات سيبرانية منظمة استهدفت هواتف الكثير من المستخدمين بمنطقة الشرق الأوسط، ولا سيما في إسرائيل، حيث اتهمت الأخيرة إيران بالوقوف وراء الهجوم.

وذكرت تقارير إعلامية وقتها، أن الهجوم السيبراني استهدف الهواتف النقالة لإسرائيليين وأنه أتاح لمنفذيه الوصول إلى جميع المعلومات على الهواتف، بما في ذلك سجلات المكالمات والرسائل وتطبيقات الدردشة، ومنحهم القدرة على التجسس على حاملي هذه الهواتف، عبر تحويل الهاتف إلى مكبر صوتي.