دمشق تلتزم الصمت تجاه اقتحام تركيا للأراضي السورية
دمشق تلتزم الصمت تجاه اقتحام تركيا للأراضي السوريةدمشق تلتزم الصمت تجاه اقتحام تركيا للأراضي السورية

دمشق تلتزم الصمت تجاه اقتحام تركيا للأراضي السورية

دمشق - التزم النظام السوري الصمت التام حيال عملية نقل ضريح سليمان شاه، التي قامت بها قوات الجيش التركي مساء أمس، حيث لم يصدر أي تصريح عن وزارة الخارجية السورية أو أي جهة سيادية حتى منتصف نهار اليوم. كما لم تذكر وسائل الإعلام الرسمية في دمشق أي خبر حول عملية الاقتحام العسكري التركي لشمال سوريا.

ويتهم النظام السوري الحكومة التركية بدعم مقاتلي المعارضة السورية المسلحة، الذين تصفهم دمشق بالارهابيين، كما توجه أصابع الاتهام للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه يقف وراء تسهيل دخول المقاتلين المتشددين من أنحاء العالم إلى سوريا عبر الأراضي التركية.

ولا تخفي تركيا سعيها لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وكان رتلاً عسكرياً تركياً كبيراً يضم دبابات توجه مساء السبت إلى ضريح سليمان شاه، جد السلطان عثمان بن أرطغرل مؤسس الإمبراطورية العثمانية، الواقع في جيب صغير يخضع للسيادة التركية في سوريا، عبر بلدة عين العرب (كوباني) التي تمكن المقاتلون الأكراد من استعادتها من مسلحي تنظيم داعش الارهابي.

وأفادت مصادر إعلامية، أن التحرك العسكري التركي جاء بالتنسيق مع الأكراد الذين يخوضون معارك ضارية ضد مسلحي داعش، موضحة أن الرتل العسكري التركي أكبر من المعتاد وتسليحه كثيف بسبب المعارك التي تشهدها المنطقة.

وفي هذا السياق أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صباح اليوم، مكالمتين هاتفيتين مع كلٍ من رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو ورئيس هيئة أركان القوات التركية المسلحة"نجدت أوزال، حيث أبدى فيها عن امتنانه وسعادته لنجاح عملية "شاه فرات" العسكرية التي قامت خلالها القوات التركية بنقل ضريح سليمان شاه إلى الأراضي التركية.

إلى ذلك كشف رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو تفاصيل العملية العسكرية "شاه فرات" التي أجرتها قوات الجيش التركي ليلة السبت داخل الأراضي السورية لنقل الضريح.

وقال داود أوغلو في مؤتمر صحفي بمقر هيئة أركان الجيش التركي، عقب إتمام العملية، "أعطينا إشارة البدء بالعملية في الساعة 9 مساء أمس السبت، حيث انطلقت قوات من الجيش التركي من اتجاهيّن، ووصلت قواتنا للضريح في منتصف الليل بحلول الساعة 12.30، وشارك في العملية، 39 دبابة، و 57 عربة مدرّعة، و100 عربة، و572 عنصراً. واستمرت العملية حتى الساعة 4.45 فجر اليوم. حيث عادت قواتنا للأراضي التركية في تمام الساعة 06:03".

وأشار داود أوغلو إلى المكانة الهامة التي يحملها سليمان شاه في التاريخ التركي، وللضريح، حيث تعتبر أرضاً ذات سيادة تركية داخل الأراضي السورية، وذلك بموجب المواثيق الدولية.

وأضاف داود أوغلو أن قرار العملية صدر من أنقرة، ولم تطلب مساعدة أي جهة خلال العملية، أو أي إذن من أحد، أو أي جهة، مشيراً إلى إتمام العملية بنجاح دون أن تشهد أي اشتباكات، و تم إعادة ضريح سليمان شاه وإخلاء جميع الجنود الذين كانوا هناك.

وقال الجيش في بيان "إنه لم تقع اشتباكات أثناء العملية لكن جندياً قتل في حادث".

وذكرت مصادر عسكرية مُقرّبة من الفرقة التي قامت بعمليّة الاقتحام، أنّ مقتل الجندي لم يكن نتيجة اشتباكاتٍ من أي طرفٍ من الأطراف المقاتلة في سوريا، إنّما توفي نتيجة حادث سير على الطّريق المؤدّي إلى الضّريح والذي يبعد 35 كيلومتر عن الحدود التركية.

وأوضحت المصادر نفسها، أنّ القوّات التركية قامت باقتحام الأراضي السورية بما يقارب 50 دبابة وعدد من طواقم المهمّات الخاصّة مدعومة بغطاء جوي من قِبل المروحيّات التركية، بعد أن تلقّت القيادة العسكرية المتمركزة في المناطق القريبة من الضّريح، بوجود تهديدٍ حقيقي على حياة الجنود الأتراك.

الجدير بالذّكر أنّ عناصر تنظيم الدّولة الإسلامية كانت تحاصر ضريح سليمان شاه منذ أكثر من سنة، وأنّ قطعة الأرض التي تحتضن الضّريح والتي تقع داخل الأراضي السورية، هي ملك للدّولة التركية حسب اتفاق قديم بين تركيا وفرنسا، ويسهر على حماية المزار 40 جندياً يجري تغييرهم بانتظام.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com