يعالون يحذر الهند من "الخطر" الإيراني

يعالون يحذر الهند من "الخطر" الإيراني

رأى وزير الدفاع الإسرائيلي، موشي يعالون، أن طهران هي السبب الرئيسي للتوتر في المنطقة، مؤكدا لكبار المسؤولين بالهند الذين التقاهم في نيودلهي، أن "الخطر الإيراني" أبعد بكثير من أن ينتهي حاليا.

وحذر يعالون المسؤولين الهنود من أن "هذا الخطر يُكلل الآن باتفاق بين طهران والقوى الدولية الكبرى".

وتطرق الوزير الإسرائيلي خلال اللقاء إلى ظاهرة الإرهاب، مشددا على أنه "بات يشكل أزمة تطال العالم كله"، لافتا إلى أن "الجهاديين يعودون إلى بلدهم حاملين المعرفة والخبرات والدافع لتكرار التجربة هناك، ما يحتم التعاون بين إسرائيل والهند في مجال محاربة الإرهاب".

ويواصل يعالون تنفيذ جدول أعمال زيارته إلى الهند، وهي الزيارة الأولى من نوعها لمسؤول إسرائيلي بهذا المنصب منذ إرساء العلاقات بين البلدين رسميا مطلع تسعينات القرن الماضي. وشملت الأيام الأولى من الزيارة، التي بدأت الأربعاء 18 شباط/ فبراير الجاري، تدشين الجناح الإسرائيلي في معرض الأسلحة في مدينة بنجالور جنوب الهند، بمشاركة 15 شركة تابعة للصناعات العسكرية والأمنية الإسرائيلية.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن يعالون، قوله إن "الحكومة الإسرائيلية تضع مهمة تطوير العلاقات مع الهند على رأس أولوياتها الإستراتيجية، لا سيما أنها ترى في الحكومة الهندية شريكا أساسيا لإسرائيل".

وتلخص كلمات يعالون خلال لقاء جمعه مع رئيس الحكومة الهندية، ناريندرا مودي، الخميس 19 شباط/ فبراير الجاري، طبيعة الأهداف الإسرائيلية الإستراتيجية من وراء تعزيز العلاقات مع الجانب الهندي.

وأكد يعالون، الذي ناقش مع مودي قضايا إقليمية ودولية، أن "حكومة بلده تلتزم بتطوير العلاقات مع بلد يشاطرها القيم والمصالح المشتركة، وأنها ترى في الهند قوة عظمى صاعدة، تفرض على الحكومة الإسرائيلية النظر إليها من زاوية المصلحة، وتحتم عليها تعزيز العلاقات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية والتكنولوجية معها".

وخلال المؤتمر السنوي الثامن، الذي عقده "معهد أبحاث الأمن القومي" التابع لجامعة تل أبيب، وانتهت فعالياته الأربعاء 18 شباط/ فبراير الجاري، قالت الباحثة جيلا ليندنشتراوس، إن "التحديات الحالية تحتم على إسرائيل إبرام تحالفات جديدة إضافة إلى التحالف القائم مع الولايات المتحدة"، معتبرة أنه "لدى الهند والصين وروسيا الكثير لتقديمه إلى إسرائيل في هذا الصدد".

تعاون عسكري

وتأتي زيارة يعالون بالتزامن مع مزيد من القرارات الهندية، التي تتيح فتح الأسواق أمام الصناعات العسكرية الإسرائيلية، خاصة أن هناك قوانين تفرض وجود نسبة وتناسب في حجم المشتريات في مقابل حجم المبيعات الهندية من الأسلحة. وجرى التغلب على ذلك من خلال تشريعات تتيح إقامة مشاريع للشركات الإسرائيلية على الأراضي الهندية.

ومن بين قرابة ثمانية إلى تسعة مليارات دولار، هي قيمة المبيعات العسكرية الإسرائيلية السنوية، يبلغ نصيب الهند قرابة 2.5 مليار دولار، هي قيمة المشتريات العسكرية التي تصل القوات المسلحة الهندية سنويا من إسرائيل.

ويستورد الهند حاليا 45% من إجمالي مبيعات شركة "إلبيت معراخوت" للصناعات العسكرية الإسرائيلية، وقرابة 20% من إجمالي مبيعات شركة "رفائيل" لنظم الأسلحة المتقدمة.

يشار إلى أن شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، كانت الأولى التي أقامت عام 2009 مشروعا مشتركا مع شركة "Tata Group"، التي يملكها رجل الأعمال الهندي راتان تاتا. ولحقت بها شركة "رافئيل" التي أسست عام 2010 مشروعا مشتركا مع شركة (Bharat Electronics Limited) الحكومية الهندية. وتعمل الشركتان على إنتاج نظم صاروخية لصالح الجيش الهندي.

وخلال معرض بنجالور الحالي، عرضت شركة "رفائيل" الإسرائيلية منظومة الدفاع المضادة للسفن، القبة البحرية C–DOME، التي تعتمد على تكنولوجيا منظومة "القبة الحديدية" الشهيرة، لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى، كما عرضت القبة الحديدية نفسها، وصواريخ Stanner التي تستخدمها منظومة العصا السحرية Magic Wand الدفاعية المضادة للصواريخ متوسطة المدى.

من وحي غزة

وفي الأعوام الأخيرة، لم تخف الكثير من التقارير أن خبراء إسرائيليين يشاركون في تدريب القوات الهندية الخاصة على عمليات اقتحام وتسلل عبر الحدود الباكستانية في كشمير وإقليم البنجاب.

ويأتي هذا التعاون بناء على طلب توجهت به نيودلهي منذ عام 2008 لتل أبيب، لمساعدة الوحدات الخاصة التابعة للجيش الهندي. كما طلبت التعاون معها استخباراتيا، ما يعني عمليا استنساخ تجربة إسرائيل في قطاع غزة والضفة الغربية.

وبحسب خبراء، يكمن السبب الحقيقي وراء التعاون الذي بدأ بين الهند وجيش الاحتلال الإسرائيلي، في حقيقة أن "الهند ترغب في تحقيق استفادة من خبرات وحدات الاقتحام الخاصة والاستخبارات الإسرائيلية، في القيام بعمليات من هذا النوع بشكل سري، ودون ترك دلائل".

وفي المقابل، طلبت تل أبيب السماح بوجود عناصر استخباراتية على أراضيها، مقابل إرسال خبراء عسكريين للقيام بتدريب قوات الكوماندوز الهندية على عمليات الاقتحام، وتنفيذ عمليات في العمق الباكستاني، ضد أهداف تعتبرها إرهابية.

ويستهدف التواجد الإسرائيلي هذا "إيجاد موطئ قدم عند القطاع الساحلي الجنوبي لباكستان، بموازاة بحر العرب، والذي يمتد من غرب مدينة كراتشي الباكستانية، حتى ميناء جاودار العسكري، القريب من الحدود الباكستانية الإيرانية"، بحسب الخبراء.

تعاون تكنولوجي

ومن جانب آخر، تعتمد العديد من المؤسسات الهندية الرسمية، ومن ذلك البرلمان الهندي والمطارات ومؤسسات عسكرية، على نظم حماية وفرتها شركة NICE Systems الإسرائيلية، التي تنشط بشدة في السوق الأمريكية أيضا.

وتعتبر "نايس" واحدة من أكبر شركات البرمجيات ونظم الحماية في العالم، ولديها 25 ألف عميل حول العالم. واستحوذت على العديد من الصفقات الخاصة بتوفير نظم حماية إلكترونية متطورة لمؤسسات هندية منذ عام 2011.

وتتيح تلك النظم القدرة على عمليات التعقب ورصد الكثير من الأهداف، بما في ذلك الطائرات والسفن أو الأجسام التي تلتقطها شاشات الرادار، فضلا عن الأجهزة والبرمجيات المستخدمة في مجال الاستخبارات والتنصت على الهواتف أو الإنترنت.

وتعتبر إسرائيل المصدر الرئيسي للطائرات دون طيار التي يستخدمها الجيش الهندي، حيث تستخدم القوات المسلحة الهندية عشرات الطائرات دون طيار من طراز (سيرشر، وهيرون، وهاربي، وحاروف)، وهي طائرات إسرائيلية تستخدم في مهام المراقبة والاستطلاع، أو في مهام هجومية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com