ما سر تمسك بيني غانتس بحكومة وحدة مع نتنياهو؟
ما سر تمسك بيني غانتس بحكومة وحدة مع نتنياهو؟ما سر تمسك بيني غانتس بحكومة وحدة مع نتنياهو؟

ما سر تمسك بيني غانتس بحكومة وحدة مع نتنياهو؟

على الرغم من الحديث عن مفاوضات تجري بين حزبي "أزرق أبيض" بزعامة بيني غانتس، و"الليكود" بزعامة بنيامين نتنياهو، حول إمكانية التوصل لاتفاق يؤدي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، أو ما تسمى حكومة طوارئ، لكن مصادر مقربة من الرجل الثاني في "أرزق أبيض"، الإعلامي ووزير المالية السابق يائير لابيد، أكدت لوسائل إعلام عبرية، اليوم الخميس، أنه "لن ينضم لحكومة برئاسة نتنياهو ولو ليوم واحد".

وحصل حزب "أزرق أبيض" على فرصة تاريخية، الإثنين الماضي، لتشكيل الحكومة الـ 35 في تاريخ البلاد، بعد أن كلف الرئيس رؤوفين ريفلين زعيمه غانتس بتشكيل هذه الحكومة، مدعوما بتوصية 61 نائبا، بمن في ذلك نواب "القائمة المشتركة" البالغ عددهم 15 نائبا، ونواب حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيغدور ليبرمان، والبالغ عددهم 7 نواب.

ومع ذلك، يجري الحديث عن مفاوضات شائكة مع "الليكود" لتشكيل حكومة أكثر استقرارا تعتمد على الحزبين الكبيرين، وسط حديث عن شروط يضعها كل طرف، قبل أن يتحدث الإعلام العبري عن عقبات جوهرية، على رأسها موقف لابيد، زعيم حزب "هناك مستقبل" الوسطي الليبرالي، والذي يشكل إلى جوار حزبين آخرين يقودهما جنرالات سابقين بالجيش تحالف "أزرق أبيض".

لابيد حجر عثرة

صحيفة "إسرائيل اليوم" أكدت، الخميس، نقلا عن مقربين من لابيد أنه "لن يقبل الانضمام لحكومة طوارئ أو أي حكومة أخرى برئاسة نتنياهو"، مشيرة إلى أن هذا الموقف يتناقض مع الموقف الذي يتبناه غانتس، والذي يسعى لحكومة وحدة وطنية.

ونوهت الصحيفة، إلى أن لابيد يؤكد للمقربين منه أنه يرفض الجلوس في حكومة برئاسة نتنياهو "حتى ولو ليوم واحد"، وهو الموقف الذي يتبناه منذ أن أقاله نتنياهو من حكومته الثالثة وقت أن كان وزيرا للمالية، ووقتها أقال نتنياهو وزيرة العدل السابقة تسيبي ليفني، والتي اعتزلت الحياة السياسية بعد مسيرة معقدة خاضتها مع حزب "العمل" تحت لواء ما عرف باسم "المعسكر الصهيوني".

وتحدثت الصحيفة مع مصدر على صلة بالرجل الثاني في "أزرق أبيض" أكد على الحقيقة نفسها، وعلى رفضه القاطع لفكرة حكومة الطوارئ، لافتا إلى أن موقف لابيد هذا يأتي حتى ولو أدى الأمر إلى تفكك "أزرق أبيض" كليا، فيما توجهت الصحيفة لشخصيات أخرى على صلة به، ويبدو أنها حصلت على تأكيدات بأن موقف لابيد راسخ ولن يتغير.

مواقف متناقضة

وتدور حاليا مفاوضات بين الحزبين الكبيرين من أجل تشكيل ما تسمى حكومة وحدة – طوارئ، في وقت تجري فيه اتصالات على مسار آخر لتوحيد المواقف داخل "أزرق أبيض"، الحزب الذي حل ثانيا في انتخابات الشهر الجاري، وأمامه فرصة لن تتكرر لتشكيل الحكومة القادمة.

ويمتلك غانتس ومعه رئيس الأركان الأسبق غابي أشكنازي "المرشح بقوة لمنصب وزير الدفاع"، موقفا موحدا إزاء تشكيل حكومة مع "الليكود" طالما لن يتولى نتنياهو رئاستها سوى لفترة محددة وقصيرة، بينما يعارض ذلك بشدة كل من لابيد وموشي يعلون، وهذا الأخير يترأس حزب "تيليم" أحد أضلاع "أزرق أبيض"، ما يعني أن غانتس وأشكنازي وحزبهما "حوسن ليسرائيل" في اتجاه، بينما لابيد ويعلون وحزبيهما في اتجاه آخر، ما يلقي بالشكوك بشأن مصير هذا التحالف.

وتجدر الإشارة إلى أن أحد أسباب فشل تشكيل حكومة الوحدة عقب انتخابات أيلول/ سبتمبر 2019، هو رفض لابيد لفكرة التناوب بين غانتس ونتنياهو، وتأكيده للمقربين منه على أن الاتفاق الذي تسبب في تحالفه مع حزب غانتس هو أن يكون التناوب على رئاسة الحكومة بينه وبين غانتس، وليس بين الأخير وبين نتنياهو.

التفكك ليس مستحيلا

وكادت أن تتسبب الأزمة في تفكك "أزرق أبيض"؛ لأن الخلافات بلغت مداها في هذا الصدد، وبدأ لابيد في عقد اجتماعات الأمانة العامة لحزبه منفردا، وبمنأى عن "أزرق أبيض"، لكنه لم ينسحب من أجل عدم الحنث بوعوده لناخبيه والحفاظ على سلامة الكتلة التي تكافح من أجل وضع حد لسلطة اليمين.

ويتفق "ازرق أبيض" حتى الآن على حقيقة واحدة وهي أن النهج السياسي الذي اتبعه نتنياهو طوال أكثر من عقد، متحالفا مع أحزاب اليمين والأحزاب الحريدية، تسبب في تدمير أسس الديمقراطية الإسرائيلية وضربها في مقتل، وخلق في إسرائيل ما أسماه مسؤولو "أزرق أبيض" في أكثر من مناسبة حالة تشبه حالة الرئيس التركي أردوغان.

لكن مراقبون يرون أن هذا الاتفاق الذي خلق ثقلا مضادا وواقعيا ضد سلطة اليمين بزعامة "الليكود"، أصبح حاليا على المحك، في ظل خلافات جوهرية تطال الشق الخاص بالأسس التي قام عليها البرنامج الانتخابي والمنهج الخاص بتحالف "أزرق أبيض".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com