اتفاق تاريخي بين واشنطن وطالبان .. انسحاب أمريكي كامل في 14 شهرًا
اتفاق تاريخي بين واشنطن وطالبان .. انسحاب أمريكي كامل في 14 شهرًااتفاق تاريخي بين واشنطن وطالبان .. انسحاب أمريكي كامل في 14 شهرًا

اتفاق تاريخي بين واشنطن وطالبان .. انسحاب أمريكي كامل في 14 شهرًا

وقّعت واشنطن اتفاقًا تاريخيًا مع حركة طالبان المتطرفة في الدوحة، اليوم السبت، لسحب الجنود الأمريكيين من أفغانستان ضمن فترة زمنية من 14 شهرًا، وذلك بعد 18 سنة من اندلاع أطول الحروب في تاريخ الولايات المتحدة.

ويأمل الأفغان أن يؤدي الاتفاق لإنهاء 4 عقود من النزاعات، وكذلك فتح باب الحوار بين حكومة كابول والحركة المتطرفة بهدف وضع حد للمعاناة في البلد الفقير.

ووقع الاتفاق المفاوض الأمريكي زلماي خليل زاد، ورئيس مكتب الحركة السياسي ونائب زعيمها الملا عبد الغني برادر بحضور وزير الخارجية الأمريكي مارك بومبيو، وممثلين عن عشرات الدول.

وتصافح الجانبان وسط صيحات "ألله أكبر" بين ممثلي حركة طالبان الحاضرين.

ووفق بيان مشترك لواشنطن وكابول، ستقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بسحب جميع القوات من أفغانستان خلال 14 شهرًا في حال التزمت حركة طالبان بضمانات أمنية ينص عليها اتفاق الدوحة.

وستبدأ القوات الأمريكية فورًا عملية الانسحاب التدريجي من أفغانستان بعد توقيع الاتفاق التاريخي، على أن ينخفض عدد الجنود من 13 ألفًا إلى 8600 "خلال أشهر معدودة"، بحسب الاتفاق.

وقال مسؤول أمريكي لوكالة فرانس برس: "إذا فشل الحل السياسي، وفشلت المفاوضات، فلا شيء يجبر الولايات المتحدة على سحب جنودها".

وتزامنًا مع عملية الانسحاب، من المفترض أن تبدأ مفاوضات سلام مباشرة غير مسبوقة بين حركة طالبان وسلطات كابول بحلول 10 آذار/مارس، استكمالًا للاتفاق الموقع في الدوحة، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.

وقال مسؤول لوكالة فرانس برس:"إن الاتفاق ينص على تاريخ 10 آذار/مارس، لكن علينا أن نكون واقعيين"، بينما رجّح مسؤول آخر أن تبدأ المفاوضات في النصف الأول من آذار/مارس وأن تعقد في أوسلو.

وبحسب المسؤولين، فإن التحدي الرئيس يكمن في صعوبة تشكيل وفد موحد يجمع الحكومة الأفغانية، والمعارضة، والمجتمع المدني، في ظل الخلافات القائمة حول نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

وستتبادل الولايات المتحدة وطالبان آلاف الأسرى قبل انطلاق المفاوضات الأفغانية، وفقًا للاتفاق.

وحث وزير الخارجية الأمريكي طالبان على الالتزام "بوعودها بقطع العلاقات" مع تنظيم القاعدة، ومواصلة محاربة تنظيم داعش.

وقال بومبيو أمام ممثلين عن الحركة قبيل توقيع الاتفاق:"التزموا بوعودكم حيال قطع العلاقات مع القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى وواصلوا محاربة تنظيم داعش حتى الانتصار عليه".

وكان استقبال حركة طالبان لتنظيم القاعدة على أرض أفغانستان السبب الرئيس للغزو الأمريكي في أعقاب هجمات 11 أيلول/سبتمبر العام 2001.

وطرد تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة الحركة من السلطة بعد الهجمات، ونفذ المتمردون الذين كانوا يحكمون كابول منذ 1996 وحتى تشرين الأول/أكتوبر 2001، هجمات متواصلة أودت بحياة أكثر من 2400 جندي أمريكي وعشرات الآلاف من أفراد قوات الأمن الأفغانية.

وأنفقت واشنطن أكثر من 1000 مليار دولار في الحرب التي قُتل وأصيب فيها أكثر من 100 ألف مدني أفغاني منذ 2009، بحسب أرقام الأمم المتحدة.

وفي السياق ذاته، أعلن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، أن الولايات المتحدة "لن تتردد في إلغاء" اتفاقها التاريخي مع طالبان في حال تراجعت الحركة المتمردة عن الضمانات الأمنية والالتزام بعقد محادثات مع الحكومة الأفغانية.

وخلال زيارة إلى كابول حذر إسبر من أنه "في حال عدم احترام  مسؤولي طالبان التزاماتهم سيخسرون فرصتهم للجلوس مع مواطنيهم الأفغان ومناقشة مستقبل بلادهم"، مضيفًا:"كما أن الولايات المتحدة لن تتردد في إلغاء الاتفاق".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com