كاليفورنيا في قلب معركة اختيار خصم ترامب في الانتخابات الرئاسية
كاليفورنيا في قلب معركة اختيار خصم ترامب في الانتخابات الرئاسيةكاليفورنيا في قلب معركة اختيار خصم ترامب في الانتخابات الرئاسية

كاليفورنيا في قلب معركة اختيار خصم ترامب في الانتخابات الرئاسية

اختارت ولاية كاليفورنيا، التي تعتز بميولها التقدمية أن تعود إلى قلب معركة الرئاسة في عام 2020 وستلعب دورا حاسما يوم الثلاثاء المقبل، في الانتخابات التمهيدية لاختيار المرشح الديمقراطي، الذي سيواجه دونالد ترامب في شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

في عام 2016 نظمت الولاية، التي تضم أكبر عدد من السكان في الولايات المتحدة انتخاباتها التمهيدية للحزب الديمقراطي في وقت متأخر من الحملة في شهر حزيران/يونيو.

لكن هذه المرة، وللعب دور حاسم فيها، قربت كاليفورنيا عمدا الاستحقاق إلى الـ3 من شهر آذار/مارس، أي يوم "الثلاثاء الكبير"، الذي تدلي فيه 14 ولاية بأصواتها.

ويوضح المحلل السياسي في جامعة "يو اس سي" في لوس أنجليس كريستيان غروز: "كاليفورنيا ستكون بالفعل مهمة، مع أعلى عدد مندوبين إلى المؤتمر الديمقراطي، وكون أن الانتخابات التمهيدية في كاليفورنيا ستعقد من جديد في إطار (الثلاثاء الكبير)، فهذا يجعل منها خيارا أساسيا".

لا يستعد الناخبون في هذه الولاية عادة بحماسة لهذه الانتخابات، لكن هذه المرة يعي هؤلاء أن صوتهم يمكن في الواقع أن يشكل فرقا، كما يؤكد فني المختبر بيتر فيشر، البالغ من العمر 44 عاما.

وقال خلال تجمع للمرشح بيرني ساندرز، إن الانتخابات التمهيدية تسمح "لي التأكد من أن صوتي يذهب لمرشح قادر على أن يقود البلاد في اتجاه جيد".

ويؤكد غروز في هذا الإطار: "يمكن أن نرى الفرق بالمقارنة مع عام 2016، فالكثير من المرشحين يأتون إلى هنا، ونراهم في كل الإعلانات، وعلى التلفزيون، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، والناس ببساطة يتحدثون عن الأمر كثيرا".

وفي مؤشر على الحماسة التي يثيرها هذا الاقتراع، بلغ عدد الناخبين المسجلين في اللوائح الانتخابية مستوى لم يسبق له مثيل منذ الخمسينيات، حيث تسجل أكثر من 20 مليون ناخب (من أصل 25 مليون محتملين). و44% منهم ديمقراطيون علنا، ما يساوي تقريبا ضعفي الناخبين الجمهوريين (23,6%).

التخلص من ترامب

يلفت مارك بالداسار مدير معهد السياسة العامة في كاليفورنيا إلى أنه "يجب ألا يغيب عن أذهاننا أن الناخبين الديمقراطيين لا يوافقون إطلاقا على أفعال الرئيس ترامب، وحين نسألهم ما الذي يبحثون عنه في المرشح، يقول غالبيتهم إنه يريدون شخصا قادرا على الوقوف بوجهه".

تتبين رغبة سكان كاليفورنيا الواضحة بالتخلص من ترامب وسياساته في استطلاع للرأي أشرف عليه كريستيان غروز لجامعة "يو إس سي" ومعهد "شوارزنغر"، الذي يديره.

وطرحت على المستطلعين استمارة مفتوحة لمعرفة رأيهم بشأن التحديات الرئيسية في الانتخابات الرئاسية، وفي الدرجة الأولى، حلّت قضية السكن والمشردين الذين ارتفع عددهم كثيرا في الساحل الغربي للولايات المتحدة.

وحل التغير المناخي في الدرجة الثانية ثمّ تلته الهجرة، في حل "في الدرجة الرابعة ترامب بشكل تلقائي وهو أمر يثير الدهشة إلى حد ما!"، بحسب غروز.

ويكشف مارك بالداسار من جهته أن "الصعوبة في هذه الحملة تكمن في عدم إدراك أحد ماهية الصفات الضرورية التي تسمح بمواجهة ترامب، فلا توجد معايير موضوعية".

ساندرز في الطليعة

يعتبر إدغار بيدروزا النادل، البالغ من العمر 25 عاما والمولود لأبوين مهاجرين من المكسيك أن "ترامب إنسان سيئ وهو ما ينعكس علينا كمجتمع وكدولة".

ويرى هذا الناخب الذي يصف نفسه بـ"المستقل" أن بيرني ساندرز هو أكثر القادرين على إنزال الهزيمة بترامب في شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وتضع الاستطلاعات الأخيرة في كاليفورنيا ساندرز السيناتور من فرمونت الذي يصف نفسه بـ"الاشتراكي" في الصدارة بنسبة 30% تقريبا، أعلى بكثير من المعتدل جو بايدن والسناتورة إليزابيث وارن اللذين يتقاربان في النتائج.

لكن الخروج بتوقعات دقيقة أمر صعب لأن هامش الخطأ يبقى كبيرا والأصوات متقلبة نظرا لارتفاع عدد من لم يحسموا موقفهم بعد، كما أن نظام التصويت القائم على النسبية مع قدرة إقصاء من يحصل على نسبة أدنى من 15% من الأصوات، يسهم أيضا في خلط الأوراق.

المنافسة الصعبة بين المرشحين تدفع الخبراء للتحدث عن احتمال أن شخصا أو اثنين فقط من الأقل حظا سيتمكنان من تخطي عتبة الـ15%، ما سيمنح ساندرز العدد الأكبر من المندوبين في كاليفورنيا.

ويوضح كريستيان غروز "إذا حصل (ساندرز) على نسبة 40 أو 45% على الأقل من المندوبين في كاليفورنيا، فسيكون من الصعب وقف صعوده".

أما بالداسار، يرى أن ما يجب أخذه بالاعتبار هو "الصورة الشاملة" لنتائج "الثلاثاء الكبير" مساء يوم 3 من شهر آذار/مارس، ويوضح: "كاليفورنيا ستكون واحدة من العوامل، لكن لن تكون حاسمة وحدها".

وليس بالضرورة أن تكون نتائج كاليفورنيا دليلا على النتيجة النهائية، ففي شهر شباط/فبراير عام 2008، فضلت الولاية التقدمية في "الثلاثاء الكبير" هيلاري كلينتون، لكن في نهاية المطاف كان الفوز من نصيب باراك أوباما.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com