هل استغل داعش الغياب الأمريكي لشق طريق عودته إلى العراق وسوريا؟
هل استغل داعش الغياب الأمريكي لشق طريق عودته إلى العراق وسوريا؟هل استغل داعش الغياب الأمريكي لشق طريق عودته إلى العراق وسوريا؟

هل استغل داعش الغياب الأمريكي لشق طريق عودته إلى العراق وسوريا؟

شن مقاتلو تنظيم داعش سلسلة من هجمات الكر والفر في العراق وسوريا، خلال فترة توقف العمليات الأمريكية والبريطانية، الأمر الذي دفع خبراء إلى ترجيح أن يكون ذلك علامة على شق داعش طريقه للعودة وسط الاضطرابات التي تلوح بالمنطقة، وذلك بحسب صحيفة "التايمز" البريطانية.

وصعدت خلايا داعش النائمة من كمائنها وهجماتها في الأسابيع الأخيرة، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات من الجنود والمدنيين، وأثارت الهجمات مخاوف من أن يقوم تنظيم داعش بإعادة تجميع صفوفه إذا غادرت القوات الغربية المنطقة.

وقال خبراء إن مجموعات من مقاتلي داعش استغلوا الوقف الأخير للأنشطة العسكرية للتحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة بعد مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، والدعوات إلى إبعاد جميع القوات العسكرية الأجنبية من العراق.

وقال رامي عبد الرحمن، من المرصد السوري لحقوق الإنسان، والذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، في إشارة إلى وفاة سليماني في الثالث من يناير/ كانون الثاني: "في اليوم الذي بدأ فيه الصدام الأمريكي الإيراني، بدأ داعش يكثف هجماته".

ووقعت واحدة من أكثر الحوادث دموية في سوريا في 14 يناير/ كانون الثاني، عندما سرق مقاتلو داعش ألفي رأس غنم من قرية بالقرب من بلدة ميادين الشرقية، وتم إرسال قوة تابعة للحكومة السورية إلى المنطقة، حيث قوبلت بنيران داعش.

وعندما تراجعت القوات السورية، تعرضت لكمين من قبل مجموعة أخرى من مسلحي داعش، الذين قتلوا 11 جنديا مواليا للحكومة واثنين من الرعاة.

وفي اليوم نفسه، شن داعش أيضا هجوما عبر الحدود من سوريا إلى العراق، ما أسفر عن مقتل ضابط عراقي، وفقا للتقارير.

وفي 15 يناير/ كانون الثاني، هاجم مقاتلو داعش قوة عراقية في منطقة صلاح الدين الوسطى، ما أسفر عن مقتل جنديين وجرح 5 آخرين، وبعد يومين قُتل رائد مخابرات عراقي في انفجار سيارة مفخخة شمال بغداد، والتي أعلن داعش مسؤوليته عنها.

وفي رسالة مسجلة صدرت على الإنترنت أمس، حذر متحدث باسم التنظيم أيضا من أنه يخطط لإطلاق "مرحلة جديدة" من عملياته ضد إسرائيل "لمحاربة اليهود"، وذلك على ما يبدو ردا على خطة الرئيس ترامب للسلام في الشرق الأوسط.

ويتمركز حوالي 5200 من الأفراد العسكريين الأمريكيين في العراق، ويقوم عدد أقل في سوريا بدوريات، ويوفرون الدعم الجوي، ويدربون القوات المحلية على مكافحة فلول التنظيم الذي بات مهزوما، بعدما كانت تسيطر على مساحة كبيرة من الأراضي في جميع أنحاء العراق وسوريا.

وكان "البنتاغون" قد حذر من قبل من أن عدد قوات داعش في كلا البلدين قد يصل إلى 15 ألف من المقاتلين النشطين المختبئين، على الرغم من فقدان التنظيم لأراضيه وقتل قائده أبو بكر البغدادي، في غارة أمريكية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وأعلن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، تعليق عملياته في 5 يناير/ كانون الثاني، مع دعوة البرلمان العراقي إلى طرد القوات الأجنبية، وإطلاق الصواريخ من قبل الميليشيات العراقية على السفارة والقواعد العسكرية الأمريكية.

وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد حذر سابقا من أن داعش يمكنه استغلال الفراغ إذا أُمرت قوات التحالف الغربية المتمركزة في العراق بالمغادرة.

بدوره، قال الباحث السوري المختص بالجماعات الإرهابية، عبد الله سليمان علي، إن التوترات الإقليمية بين إيران والولايات المتحدة، يمكن أن تساعد على إعطاء داعش الفرصة لإعادة تجميع صفوفه حول زعيمها الجديد، أبو إبراهيم الهاشمي القريشي.

وأوضح أن: "هذه التوترات ستساعد داعش بكل تأكيد، خاصة مع انشغال جميع القوات التي تقاتلها بأمور أخرى".

من جانبه، نفى متحدث باسم قوات التحالف الأمريكية، ازدياد أنشطة داعش بشكل ملحوظ خلال فترة توقف العمليات العسكرية، والتي استؤنفت الآن اعتبارا من الأسبوع الماضي، قائلا: "بناء على ملاحظاتنا، لم يستغل داعش ذلك".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com