مقتل سليماني يغير نظرة العالم لترامب.. ما عواقب ذلك؟
مقتل سليماني يغير نظرة العالم لترامب.. ما عواقب ذلك؟مقتل سليماني يغير نظرة العالم لترامب.. ما عواقب ذلك؟

مقتل سليماني يغير نظرة العالم لترامب.. ما عواقب ذلك؟

بعد ثلاثة أعوام على تولي دونالد ترامب رئاسة أمريكا، ظن حلفاء الولايات المتحدة وخصومها أنهم باتوا يعرفون حدود الرئيس الأمريكي، كزعيم يتحدث كثيرا ويغرد على موقع تويتر، ونادرا ما ينفذ تهديداته العسكرية الجريئة، ولكن كل هذا تغير الخميس الماضي مع قرار ترامب قتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في أكبر مغامرة في السياسة الخارجية له منذ توليه مسؤوليات منصبه.

فاجأ ترامب طهران والعالم بأسره بالضربة الجوية التي استهدفت الجنرال قاسم سليماني، وهو أحد أبرز قادة إيران، واستعاد صورته كرئيس، وهو أمر مفيد لسياسته الخارجية بعد أن ترك قادة العالم يتساءلون عن أهدافه في الشرق الأوسط وما وراءه.

ونقلت وكالة بلومبيرغ عن عن جيرار آرو، السفير الفرنسي السابق لدى الولايات المتحدة والأمم المتحدة قوله: "الأمريكيون الآن لا يمكن التنبؤ بهم إطلاقا، فلم يكن هناك رد على الهجمات الإيرانية ضد ناقلات النفط، والطائرة الأمريكية المسيرة وحقول النفط السعودية، ثم تفاجأنا بهذه الضربة المفاجئة على سليماني، فنحن جميعا نعتمد على رد فعل رجل واحد لا يمكن التنبؤ بأفعاله".

تحطم الضربة الجوية افتراضا، غالبا ما يكرره المسؤولون الغربيون في اجتماعات الإحاطة السرية، والذي يفيد بأن ترامب سيبذل قصارى جهده لتجنب الحرب خلال عام الانتخابات، ومع ذلك، فإن هذه الخطوة قد تعزز تصميم زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون على بناء رادع نووي أقوى، حيث تؤكد الضربة العراقية على أن الترسانة النووية، التي يمتلكها نظام كيم وتستطيع إيران تطويرها، هي الطريقة الأفضل لضمان بقاء النظام.

ومنذ دخوله إلى البيت الأبيض عام 2017 دون خبرة سابقة في الحكومة، بنى ترامب سمعته كقائد أعلى كثير الكلام ولكن حذر، فقد سعى مرارا وتكرارا إلى سحب القوات من الشرق الأوسط، والتغاضي عن انتهاكات كوريا الشمالية للعقوبات الدولية، وتجنب ما أسماه "الحروب الأبدية" التي ورط أسلافه الولايات المتحدة فيها.

وبعد ما يقرب من ثلاثة أعوام من إزعاج ترامب لحلفائه في حلف شمال الأطلسي بشأن مسائل مثل الإنفاق الدفاعي ومديح المستبدين مثل التركي رجب طيب أردوغان والكوري الشمالي كيم جونغ أون، والذي قال الرئيس إنه "وقع في حبهما"، بدأ زعماء العالم يعتقدون أنهم يعرفون أسلوب ترامب، ولكن يبدو أن هذا الاعتقاد كان خاطئا.

نفوذ جديد

ومع ذلك، فإن استعداد ترامب للمخاطرة بالتصعيد في منطقة مضطربة بالفعل يمنحه بعض النفوذ ضد خصوم الولايات المتحدة، على الرغم من أنه يعرضه لخطر سوء التقدير، وفقا لدبلوماسيين ومحللين.

وسيتعين على القادة مثل كيم الكوري الشمالي وبشار الأسد السوري المضي قدما بحذر قبل عبور "الخط الأحمر" للولايات المتحدة، وسوف تكافح إيران من أجل التوصل إلى استجابة مناسبة لن تؤدي إلى مزيد من زعزعة استقرار نظامها المحاصر بالفعل.

تحمل المخاطر

وقالت نائبة مدير برنامج السياسة الخارجية في معهد بروكينغز، سوزان مالوني: "ما رأيناه على مدار الـ 24 ساعة الماضية وعلى مدار الأسبوع الماضي، هو تباين واضح في تقدير المخاطر، وأعتقد أنه سيكون هناك حاجة لإعادة إيران حساباتها، فقد كانوا يعتقدون أنهم فهموا طريقة تفكير ترامب، ولكن من الواضح أن هذا لم يعد صحيحا".

وقال آرو إن هذا يترك طهران ذات القوة الجوية والبحرية التي عفا عليها الزمن في موقف ضعيف للرد بهجوم مباشر على المصالح الأمريكية في المنطقة.

وهذا التقدير اتفق معه راي تاكي، أستاذ دراسات الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، حيث كتب: "النظام الإيراني يتعرض للهجوم من كل جانب، فهو يواجه الاحتجاجات في الداخل والخارج".

وأضاف "منذ انسحاب ترامب من الاتفاقية النووية الإيرانية وفرض العقوبات والاقتصاد الإيراني في سقوط حر، فإيران ليست في وضع يمكنها من الدخول في حرب مع الولايات المتحدة، ومن المرجح ألا تكون قادرة على مهاجمة القواعد الأمريكية بقوة مماثلة للولايات المتحدة".

وبدا أن ظريف يشير إلى ذلك أمس الجمعة، حيث قال للتلفزيون الإيراني الحكومي إن عواقب مقتل سليماني ستكون "واسعة" وستكون خارج أيدي إيران بسبب شعبية الجنرال الواسعة في المنطقة.

الحلفاء

ولا يعني هذا أن إيران ستتراجع، إذ انحاز الحلفاء إلى جانب الولايات المتحدة أمس الجمعة، ولكن بعضهم قالوا إنهم رأوا أن التصعيد نتيجة لحملة "الضغط الأقصى" الأمريكية التي يرون أنها لا يمكن الدفاع عنها دبلوماسيا.

وانضم وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، إلى زعماء العالم الآخرين في الدعوة إلى التخفيف من التصعيد.

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايكل بومبيو أمس "بصراحة، لم يقدم الأوروبيون المساعدة كما كنت آمل، فعلى البريطانيين والفرنسيين والألمان أن يفهموا أن ما فعلناه أنقذ أرواحهم في أوروبا أيضا".

واعتبر الدبلوماسيون والمحللون أن تطور الصراع سيعتمد على مصداقية تهديدات الولايات المتحدة بقدر ما يعتمد على قدرتها على تعزيز التفوق الاقتصادي والعسكري لتحقيق نتائج دبلوماسية.

يذكر أن تقلبات ترامب قد كلفته سابقا في المجال الدبلوماسي، إذ أغضب حلفاء مثل فرنسا بخطته المفاجئة للانسحاب من سوريا وتقويض الدعم لمبادرة أمنية تقودها الولايات المتحدة في الخليج العربي.

وقال دان بيمان، نائب عميد إدارة الشؤون الجامعية في كلية "والش" للإعلام وأستاذ في برنامج الدراسات الأمنية: "إحدى المشكلات التي واجهتها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط هي أنها غالبا ما تتجاهل وتقلل من الحلفاء، وقد يكون ذلك مكلفا للغاية لأن الولايات المتحدة تصعد المواجهة مع إيران".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com