وثائق حكومية صينية مسربة تكشف تفاصيل القمع بحق المسلمين
وثائق حكومية صينية مسربة تكشف تفاصيل القمع بحق المسلمينوثائق حكومية صينية مسربة تكشف تفاصيل القمع بحق المسلمين

وثائق حكومية صينية مسربة تكشف تفاصيل القمع بحق المسلمين

كشفت مئات الوثائق المسربة من الحكومة الصينية، عن تفاصيل جديدة صادمة حول عمليات احتجاز جماعية للأقليات العرقية، على مدار السنوات الـ 3 الماضية في منطقة شينغ يانغ.

ووفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، وصفت الوثائق المسربة بأنها إحدى أهم التسريبات الحكومية من داخل الحزب الشيوعي الحاكم في الصين منذ عقود، والتي توضح كيف احتجزت السلطات الصينية ما يصل إلى مليون من اليوغور وكازاخستانيين وغيرهم من الأقليات المسلمة في معسكرات الاعتقال والسجون.

وحسبما ورد في صحيفة "ذا ديلي بيست"، وُصفت هذه المعسكرات التي بدأت في عام 2016، بأنها رد الصين على مكافحة التطرف.

وبينما دافع الحزب الشيوعي الحاكم عن المعسكرات أمام صندوق النقد الدولي من خلال وصفها بأنها "مراكز للتدريب على العمل"، تُظهر الوثائق الطبيعة القسرية للمخيمات، بأنها تمزق العائلات وتغذي التوترات العرقية وتضر بالنمو الاقتصادي.

وجاء في التقرير: "رأى الأطفال آباءهم يؤخذون بعيدًا، وتساءل الطلاب عمن سيدفع رسومهم الدراسية، وعجزت أسر المزارعين عن زراعة المحاصيل أو حصادها بسبب نقص القوى العاملة".

ووفقًا للوثائق المسربة، كان الرئيس شي جين بينغ أول من مهد لإقامة المخيمات في سلسلة من الخطب في أبريل/ نيسان 2014 إلى مسؤولي الحزب، وخلال رحلة إلى منطقة شينغ يانغ، والتي جاءت بعد أسابيع فقط من مقتل 31 شخصًا على أيدي مسلحي اليوغور، وطعن أكثر من 150 شخصًا في محطة قطار في كونمينغ.

وقال شي جين بينغ خلال حديث في مدينة أورومتشي إن "الأساليب التي تتوفر لدى رفاقنا بدائية للغاية، فهذه الأسلحة ليست مناسبة للتعامل مع شفرات المناجل والفؤوس الكبيرة للمتشددين، ويجب أن نكون قاسيين مثلهم وألّا نرحمهم على الإطلاق".

وعلى الرغم من دعوات شي جين بينغ إلى شن "حملة شاملة لمكافحة التشدد والانفصالية باستخدام أجهزة الديكتاتورية بعد الهجوم على محطة القطار"، إلا أن الوثائق لا تشير إلى أنه أمر مباشرة بإنشاء مراكز الاحتجاز، ومع ذلك تشير صحيفة "نيويورك بوست" إلى أن خطابه القاسي والهجمات التي تقع في جميع أنحاء العالم، عززت الاعتقاد بأنه من الممكن القضاء على مجتمعات الأقليات.

فعلى سبيل المثال، دفعت هجمات جسر لندن لعام 2017، مسؤولي الحزب إلى إدانة سياسة بريطانيا المتمثلة في "وضع حقوق الإنسان فوق الأمن"، ودفعت شي جين بينغ إلى حث القادة في شينغ يانغ على الرد على التطرف بحملة مماثلة للحرب الأمريكية على التطرف.

ووفقًا للصحيفة الأمريكية، نمت منطقة شينجيانغ في السنوات الأخيرة بسرعة كبيرة، وارتفع مستوى المعيشة بانتظام، ومع ذلك استمرت الانفصالية العرقية والعنف الإرهابي في الانتشار، الأمر الذي استشهد به شي جين بينغ في خطابه لمسؤولي الحزب، وقال إنه "يدل على أن التنمية الاقتصادية لا تترجم تلقائيًا إلى نظام وأمن دائمين".

وذكرت الصحيفة، أن ظهور المعسكرات لم يحدث حتى أغسطس/ آب 2016، عندما تمت ترقية تشن قوانجو، سكرتير الحزب في منطقة التبت الذاتية الحكم إلى منصب حاكم شينغ يانغ، إذ كان الزعيم الجديد حريصًا على تحقيق أهداف شي جين بينغ المتمثلة في زيادة الأمن وتوسيع معسكرات الاعتقال في المنطقة بسرعة.

ونشر تشن قوانجو خُطب شي جين بينغ؛ لتبرير نهجه العدواني، بل وطالب المسؤولين "بجمع كل من يجب القبض عليه"، وقال في خطاب ألقاه أمام القيادة الإقليمية في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2017: إن "الكفاح ضد الإرهاب وحماية الاستقرار حرب مطولة وهجومية".

وبعد فترة وجيزة، بدأت السلطات في اعتقال أي شخص أظهر "سلوكًا متطرفًا" أو وجهات نظر مخالفة للأحزاب، دون أي مبرر أو تفسير قضائي.

وعرض قادة الأحزاب قائمة بعشرات السلوكيات لتسليط الضوء على السلوكيات المتطرفة للمواطنين الصينيين الآخرين، بما في ذلك ممارسات اليوغور الشائعة مثل اللحى الطويلة أو الإقلاع عن التدخين أو الشرب أو دراسة اللغة العربية أو الصلاة خارج المساجد.

ولتبرير هذه الممارسات التمييزية، أشارت السلطات إلى الهجمات المستمرة في الخارج، وإمكانية وقوع مثل هذه الهجمات في الصين، وكشفت الوثائق المسربة أنه كلما عبّر المسؤولون المحليون عن اعتراضهم بشأن المعسكرات التي يعتقدون أنها ستضر بالنمو الاقتصادي، أقالهم تشن أو سجنهم.

وفي إحدى الحالات، أمر أحد قادة المقاطعة بالإفراج عن 7 آلاف من نزلاء المعسكر، وكتب تقريرًا من 15 صفحة، يشير فيه إلى أنه يعتقد أن هذه الحملة تضر بالعلاقات العرقية، ولكن بعد الإفراج عن النزلاء، أمر تشن باحتجازه وجرده من سلطته وحاكمه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com