تعاظم شعور "التهميش" في أوكرانيا بعد "هبة" الغرب لحماية إسرائيل
كشف تقرير فرنسي أن شعوراً بـ "التهميش" بات يتعاظم في أروقة القيادة الأوكرانية عقب ما يمكن وصفها بـ "الهبة" الغربية لحماية إسرائيل.
ورأت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن "الرد السريع" من أمريكا وبريطانيا وفرنسا لحماية إسرائيل من الهجوم الإيراني أثار الغضب في أوكرانيا، مع اشتداد القصف الروسي خلال الأيام الأخيرة.
والإثنين، حاول وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، فقط، تبرير استحالة تدخل مماثل لحماية الأراضي الأوكرانية من تفجيرات الكرملين، مشيرًا إلى خطر التصعيد.
وأدى غياب الاشتباك المباشر من جانب قوات حلف "الناتو" مع القوات الروسية إلى تفاقم خيبة الأمل بين الأوكرانيين، وفق الصحيفة.
شريك من الدرجة الثانية
بدوره، اعترف الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني، بوهدان ياريمينكو، بالاختلاف في النهج، قائلًا: "من الصعب للغاية قبول اعتبارنا شريكًا من الدرجة الثانية".
ويتردّد صدى هذا الشعور على نطاق واسع، إذ أعرب، فيتالي دينيجا، مؤسس المنظمة الخيرية Come Back Alive، عن أسفه على وسائل التواصل الاجتماعي لأن "الحياة الأوكرانية تستحقّ اهتمامًا أقل مقارنة بحياة الإسرائيليين".
وأعرب الرئيس فولوديمير زيلينسكي عن خيبة أمله في خطابه الوطني، مؤكدًا أن الوحدة التي ظهرت في الدفاع عن إسرائيل يمكن أن تحمي أوكرانيا بالمثل.
وأكدت الصحيفة أن الاستجابة البطيئة من جانب الحلفاء الغربيين تؤدي إلى تفاقم مأزق أوكرانيا، ولا سيما مع تكثيف الهجمات الروسية على البنية التحتية الحيوية للطاقة، مع تحذيرات من المزيد من الهجمات.
ويؤدي التأخير في المساعدات العسكرية، بما في ذلك حزمة المساعدات المتوقفة البالغة 60 مليار دولار من الولايات المتحدة، إلى تفاقم حاجة أوكرانيا الملحّة إلى الموارد، وسط نقص الذخائر، وتحديات التجنيد.
منعطف حاسم
وأشارت "لوموند" إلى أن التصويت الوشيك في الكونغرس بشأن المساعدات المقدّمة لأوكرانيا وإسرائيل يسلّط الضوء على المنعطف الحاسم الذي قد تمرّ به أوكرانيا في البقاء.
وأوضحت أن خطورة الوضع على الخطوط الأمامية تتعاظم، حيث تكافح القوات الأوكرانية ضد الهجمات الروسية المكثفة، وخاصة في مناطق مثل تشاسيف يار.
ويواجه الجيش الأوكراني، الذي يعاني نقصَ التجهيز، معركةً شاقةً، إذ يعتمد بشكل كبير على الطائرات دون طيار المتبرَّع بها والأموال الخيرية للدفاع.
وختمت الصحيفة بالقول إنه رغم أن الدعم الأوروبي يظل محدودًا، فإن بعض المبادرات، مثل: الشراء الجماعي لقذائف المدفعية من جانب جمهورية التشيك، تقدّم بصيصًا من الأمل.
