من لقاء بلينكن بالرئيس الصيني
من لقاء بلينكن بالرئيس الصينيرويترز

زيارة بلينكن للصين.. ملفات شائكة ونتائج غامضة

حفلت زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الطويلة للصين، بملفات كثيرة وشائكة، أبرزها الموقف من موسكو، إلا أنها انتهت بنتائج غامضة وما زالت معلقة بانتظار التطورات المقبلة.

واستغرقت زيارة بلينكن ثلاثة أيام، التقى خلالها الرئيس الصيني شي جين بينغ، بعنوان عريض "العلاقات الثنائية والتعاون".

وقد حمّلت واشنطن وزير خارجيتها الكثير من الملفات لحسمها مع بكين، وعلى رأسها "العلاقات مع روسيا".

ويرى خبراء روس حاورتهم "إرم نيوز" أن هدف الزيارة في المقام الأول هو تثبيت وجهة نظر الولايات المتحدة لدى الصين حول النقاط الخلافية، خاصة بشأن التقارب مع روسيا، وفي الوقت نفسه التهديد بإجراءات عقابية إذا استمر حبل الود بين بكين وموسكو.

ورأى آخرون أن الولايات المتحدة وجهت العديد من الملاحظات للصين وسجلت الردود لترتيب تفاصيل الحملة الغربية التي يتم تجهيزها ضد الصين، رابطين هذا الأمر بمساعي واشنطن لإنهاء ملف الحرب في غزة وإعادة توجيه أنظار العالم نحو روسيا والصين.

سياسة بكين تجاه موسكو استطاعت إفشال العقوبات الغربية
بافيل ماردونوف، باحث في الشؤون الروسية

الباحث في الشؤون الروسية بافيل ماردونوف، قال في حديثه لـ"إرم نيوز" إن الهدف الأول من الزيارة كان ملف العلاقات بين الصين وروسيا.

وأضاف: "هناك إحباط غربي من سياسة بكين تجاه موسكو؛ إذ استطاعت هذه السياسة إفشال آلاف العقوبات الغربية التي فرضت على روسيا".

وتابع ماردونوف بالقول، إن "فشل الغرب عسكريا في أوكرانيا زاد تعطشه لشد الخناق أكثر على موسكو في ملف الاقتصاد، إلا أن الصين كانت المخرج لروسيا، وسارت المراكب عكس مشيئة واشنطن وبروكسل وحققت موسكو نموا اقتصاديا العام الماضي؛ ما شكل صدمة لداعمي كييف الذين انتظروا انهيار الاقتصاد الروسي".

وأشار في هذا السياق إلى أن واشنطن "حاولت إرسال الكثير من الرسائل للصين لحثها على التوقف عن دعم موسكو، لكن، لم تكن ثمة استجابة صينية".

وأكد: "لذلك حمل بلينكن حقائبه وزار الصين ليرى قيادتها عن قرب ويقدم ما تراه واشنطن مناسبا للتعامل مع موسكو".

وبحسب الباحث في الشؤون الروسية، فإن الفترة القادمة ستكون كفيلة بالإجابة عن "نجاح زيارة بلينكن أو فشلها بعد مراقبة التصرفات الصينية إزاء روسيا".

وخلص ماردونوف إلى القول إنه "إما أن تتغير سياسة بكين تجاه موسكو، وإما أن يبدأ الغرب بتنظيم العقوبات ضد الصين نفسها. ولا أعتقد أن الغرب قادر على مقارعة بكين اقتصاديا، وإذا ما فعلها فهو يخاطر بالأمن الاقتصادي لقارة أوروبا كلها، والنتائج ستكون كارثية باعتقادي".

الغرب يتجهز لضرب الصين وإنهاء خطر وجود عالم متعدد الأقطاب
إيفان كاشستين، خبير في الشأن الدولي

من جهته يعتقد الخبير في الشأن الدولي والصراعات العالمية إيفان كاشستين، أن بلينكن زار الصين كمبعوث غربي "لتثبيت بعض النقاط وسماع رأي الصين في العديد من الملفات العالقة التي تعتبر كثيرة نوعا ما".

وقال إن ذلك يأتي "ليتسنى للغرب معرفة أساليب الحملة الأمريكية الأوروبية التي يتم التجهيز لها لضرب الصين وإنهاء خطر وجود عالم متعدد الأقطاب".

وأشار كاشستين، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أن الولايات المتحدة باتت معنية "بإنهاء الحرب في قطاع غزة بشكل كلي وبسرعة للتفرغ للمهمة الأساسية وهي القضاء على منافسيها في قيادة العالم".

وأوضح أن "الحرب في غزة باتت تشوش على الهدف الأمريكي، لذلك هرولت واشنطن لضبط التصعيد الإيراني الإسرائيلي، فهي لا تريد أي توتر يلهي العالم عن سعيها الذي يأتي تحت عنوان: مقارعة الخطر الروسي الصيني".

لذلك، بحسب كاشستين، "ستكون الفترة المقبلة هي ضرب منافسي الولايات المتحدة التي تربعت على عرش قيادة العالم وحدها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية".

وأضاف أنه "لذلك قدمت واشنطن عبر بلينكن طلبات متعددة لبكين وقامن بتثبيت الخطوط الحمراء"، معربا عن اعتقاده أن "الصين لم تكن مرتاحة للزيارة من بدايتها إلى ختامها؛ لأنها تعلم أهدافها التي ستزعج بكين، وقد يظهر هذا الانزعاج قريبا من الطرفين".

الانتخابات الأمريكية

وأشار أستاذ العلوم السياسية الخبير في الشأن الأمريكي ميخائيل غوردسوف، في حديثه لـ"إرم نيوز" إلى أن الزيارة تأتي في "توقيت حساس" لواشنطن.

وأوضح أن الزيارة "فعليا جاءت بهدف الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة؛ لأن ملف الصين والعلاقات معها يعتبر محورا حساسا ومهما في هذه الانتخابات".

وتابع: "أرادت الإدارة الأمريكية الحالية إيصال رسائل أنها ما زالت قادرة على الضغط الدولي وتوجيه الأوامر لكل دول العالم بما فيها الصين، لإظهار مظهر القوة للديمقراطيين أمام منافسيهم الجمهوريين الذين سيركزون على ملف العلاقة مع الصين وتمددها".

وقال غوردسوف: "حاول الإعلام الأمريكي ذو التوجه الديمقراطي إظهار الزيارة وكأنها غزو للصين، وأن الموقف الأمريكي قوي، بل إنه حاول توجيه الرأي العام في الولايات المتحدة بأن واشنطن قادرة على تنظيم سياسة كل دول العالم".

أخبار ذات صلة
واشنطن تحدد شرط إقامة "علاقات مستقرة" مع الصين

وخلص غوردسوف إلى القول، إن نتائج الزيارة "مرتبطة بالتصريحات الصينية القادمة على صعيد الاقتصاد والعلاقة مع روسيا وملف تايوان والكثير من الملفات الأخرى".

وأوضح: "إذا تغيرت سياسة بكين في الفترة الحالية نستطيع القول، إن هذه ورقة تعتبر مكسبا للديمقراطيين في الانتخابات القادمة، أما إذا زادت تشددا فستكون النتائج عكسية على الحزب الديمقراطي في الانتخابات القادمة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com