حزب الله يقول إنه قصف بالصواريخ تجمعا لجنود الجيش الإسرائيلي في ثكنة "زرعيت"

logo
العالم

في الذكرى الـ75 لتأسيسه.. هل تخرج أوروبا ببديل لـ "الناتو"؟

في الذكرى الـ75 لتأسيسه.. هل تخرج أوروبا ببديل لـ "الناتو"؟
04 أبريل 2024، 12:58 م

محمد حامد

 توقع مراقبون حدوث تغيرات تطرأ على مستقبل حلف شمال الأطلسي "الناتو"، في ظل تعقيدات الأزمة الروسية الأوكرانية، وما تراه دول أوروبية من استغلال أمريكي للحلف في المواجهة بين واشنطن وموسكو.

وأشار المراقبون في تصريحات لـ"إرم نيوز"،  إلى أن هذه التغيرات مع مرور الذكرى الـ75 لتأسيس حلف الناتو، قد تذهب بدول الاتحاد الأوروبي إلى تأسيس حلف جديد يدافع عن مصالح القارة العجوز أو تكوين جيش أوروبي تحت مظلة الحلف.

ويمر في أبريل الجاري، 75 عامًا على تأسيس حلف شمال الأطلسي "الناتو" عام 1949، الذي كان إحدى نتائج الحرب العالمية الثانية، لعدة أهداف ساقتها الولايات المتحدة في تشكيل النظام العالمي الجديد، رغبة منها في الهيمنة على أوروبا، ومواجهة خطط توسع الاتحاد السوفيتي وقتئذ.

تفجير الصراع مع روسيا

وتتزامن الذكرى مع الحرب الروسية الأوكرانية، وفي ظل خروج تساؤلات حول مدى صلاحية حلف "الناتو" في المستقبل القريب، وسعي دول أوروبية لتأسيس حلف جديد.

الخبير في الشؤون الروسية الدكتور سمير أيوب أوضح في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن مستقبل "الناتو" يتعلق بخطوات تعد لها دول أوروبية ترى مدى هيمنة واستفادة أمريكا من الحلف على حساب أوروبا سياسيا واقتصاديا وعسكريا، لا سيما قبل اندلاع الصراع الروسي الأطلسي على الساحة الأوكرانية".

وأضاف أيوب " كانت العلاقات بين موسكو والدول الأوروبية جيدة ومتزنة على جميع المستويات لا سيما في مجالات الطاقة والنفط والغاز، وكانت هناك دعوات من بعض قادة الدول الأوروبية ومنها فرنسا، بضرورة تأسيس حلف أوروبي خاص بهذه الدول بعيدًا عن الناتو، وهذه المحاولات أغضبت واشنطن ولندن، واعتبرت أنها إشارة للخروج من الناتو ولو بشكل جزئي".

وتابع الخبير حديثه "لذلك اتجهت سياسة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إلى مطالبة الدول الأوروبية بزيادة إنفاقها على ميزانية الناتو، الأمر الذي كان من شأنه التأثير على ازدهار الاقتصاد الأوروبي، ثم جاءت إدارة الرئيس الحالي جو بايدن، التي ذهبت إلى أبعد من ذلك بتفجير الصراع مع روسيا على الساحة الأوكرانية، بهدف ترهيب الدول الأوروبية وتخويفها من روسيا وتوسعاتها بحسب الدعاية الأمريكية".

ولفت أيوب إلى أن العملية العسكرية في أوكرانيا أظهرت ضعف الدول الأوروبية وعدم قدرتها على إنشاء أي تحالف عسكري بعيدًا عن أمريكا، في ظل عدم توفر القدرات المادية أو البشرية أو العسكرية في الوقت الحالي.

اختلاف المصالح

وأشار أيوب إلى أن الحلف اليوم يواصل استفزازه ضد روسيا ليؤكد أن هدفه الأساس ضرب أي دولة تشكل عائقًا أمام إبقاء سياسة الولايات المتحدة أحادية القطب، وإذا استمر هذا الابتزاز لروسيا على الساحة الأوكرانية، قد يؤدي إلى نزاع مباشر بين الطرفين ويأتي بحرب عالمية ثالثة.

وأردف الخبير:"الناتو أصبح اليوم توسعيًّا أكثر مما كان عليه عند التأسيس، يتمادى ضد روسيا ومن الممكن أن يعمل ضد الصين، لذلك نحن أمام حرب جديدة باردة حتى الآن، قد تكون ساخنة بسبب الأزمة الأوكرانية، وفي المستقبل قد نكون على موعد مع أزمة دولية قد تتعلق بتايوان".

أخبار ذات صلة

"الناتو" يبحث إنشاء صندوق بقيمة 100 مليار يورو لدعم الجيش الأوكراني

           

مواجهة حلف "وارسو"

ومن العاصمة البلجيكية بروكسل مقر "الناتو"، يقول أستاذ العلاقات الدولية الدكتورعارف الكعبي، إن الحلف تأسس لأسباب خاصة في زمن معين، للدفاع عن مصالح مجموعة من الدول في مواجهة ما كان يعرف بحلف "وارسو" الذي كان يقوده الاتحاد السوفيتي، ولكن هناك متغيرات دولية جعلت الحلف هجوميًّا أكثر من كونه دفاعيًّا من أجل السيطرة ليس في مناطق نفوذ الحلف بل العالم كله، في ظل المواجهة مع روسيا.

واشار الى ان هناك هاجسًا كبيرًا للحلف تنامى في ظل اتساع النفوذ الصيني في العالم.

واستكمل الكعبي في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن " الحلف أصبح مضطرًّا للتغيير في رؤيته لكونه يطمح في التحكم بمفاصل العالم من جهه، ومن جهة أخرى هناك مستجدات مثل تركيا التي تعد ثاني أكبر جيش في الحلف بعد أمريكا، وأصبحت سياستها غير متماشية مع أعضاء آخرين في الحلف لاسيما ألمانيا وفرنسا".

وتطرق الكعبي إلى أن "توجهات الديمقراطيين والجمهوريين في أمريكا تختلف تماما في التعامل مع "الحلف"، الأمر الذي دفع أعضاء في الاتحاد الأوروبي الى التفكير في جيش يدافع عن مصالح الاتحاد، ليس بمعنى حلف جديد أو انفصال عن الناتو ولكنه جيش داخل الحلف مستقل عن السياسات الأمريكية، ما سيجعل الموقف الأمريكي بالناتو ليس كما هو عليه الآن، أو على أقل تقدير يحمل هذا التوجه مساومة من جانب الأوروبيين مع واشنطن، حتى يلبي طموحاتهم في الاستفادة من الحلف وألا يكون ايجابياته لأمريكا فقط".

الشراكة الأطلسية

وبحسب أستاذة العلوم السياسية، د.إيمان زهران، هناك أزمة ثقة واضحة لدى الكتلة الأوروبية حول سياسات التعامل مع الأزمة الأوكرانية وأبعاد وارتدادات الحرب القائمة، فضلًا عن فشل الغرب في تقويض ومحاصرة التمدد الروسي واستيعاب تطلعات بوتين حول "روسيا العظمى"، وهو ما قد يدفع باستحداث ترتيبات أمنية أوروبية جديدة كرد فعل لهشاشة وتراخي الناتو فى تقديم الدعم المادى لأوكرانيا.

وتؤكد زهران في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هناك تحركات أوروبية لتكوين ما يُعرف بالشراكة الأطلسية، إلا أن تلك الفرضية لا زالت تتسم بالضبابية ويُنظر إليها بكونها أوراقًا تفاوضية سواء للداخل الأوروبي أو الخارج".

وتابعت زهران "المجتمع الدولي بصدد إعادة هيكلة النظام العالمي ككل، وذلك بالنظر لعدد من الاعتبارات، أبرزها عدم تطابق الرؤى الأوروبية شرقًا وغربًا، تجاه "ماهية الشراكة الأطلسية" وذلك بالنظر إلى الاختلاف في درجة التهديدات الأمنية المباشرة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC