"غارات البوكمال" تكشف "ضعف" إيران استخباريًّا وعسكريًّا
"غارات البوكمال" تكشف "ضعف" إيران استخباريًّا وعسكريًّا"غارات البوكمال" تكشف "ضعف" إيران استخباريًّا وعسكريًّا

"غارات البوكمال" تكشف "ضعف" إيران استخباريًّا وعسكريًّا

تثير الغارات المجهولة على مواقع للقوات الإيرانية وفصائل عراقية موالية لها بمدينة البوكمال بمحافظة دير الزور شرقي سوريا، العديد من التساؤلات حول طبيعة المواقع المستهدفة.

وكانت الغارات أدت إلى مقتل 18 عنصرًا مسلحًا، فجر الأحد، كما أدت إلى خسائر مادية فادحة.

وفي الأسبوع الماضي، نشرت وسائل إعلام عبرية، صورًا فضائية كشفت عن قيام "فيلق القدس" ببناء قاعدة عسكرية جديدة على الحدود السورية – العراقية، في مدينة البوكمال، يدل حجمها على أنها بصدد استيعاب الآلاف من الجنود؛ ما يدل على أن إسرائيل كانت ربما تستعد لتوجيه ضربات للموقع ولجأت للتسريب لهدف محدد، حسب خبراء.

ونقل موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، مساء الاثنين، عن مصادر قولها إن "الموقع الجغرافي للأهداف التي تعرضت للقصف يدل على أنها مخازن سلاح وذخيرة ونظم قتالية تم تهريبها من إيران عبر العراق إلى مدينة البوكمال الحدودية".

وأضافت المصادر أن "الأهداف التي طالها القصف كانت أهدافًا مهمة للغاية بالنسبة لإيران، ويبدو أنها استثمرت فيها موارد كثيرة، ذهبت هباءً، ومن ثم هناك تقديرات بأن طهران لن تتحلى بضبط النفس".

رد متسرع

والتزم الجيش الإسرائيلي الصمت إزاء الغارات التي شهدتها مدينة البوكمال، لكن في ظل اتهامات إيران، يتوقع أن تشهد الأيام القليلة المقبلة، وقبل بدء انتخابات الكنيست يوم الـ17 من أيلول/ سبتمبر المقبل، ردًّا محتملًا من قبل أذرع طهران.

وذكر ناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أمس الاثنين، أن "ميليشيات موالية لإيران أطلقت صواريخ من داخل سوريا صوب أهداف إسرائيلية، لكن هذه الصواريخ لم تصب أيًّا من أهدافها"، مشيرًا إلى أن الميليشيات التي أطلقت الصواريخ "تخضع لإمرة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وأنها جاءت ردًّا على غارات البوكمال".

وتساءل الموقع عن أسباب الرد الإيراني "المتسرع"، والذي شمل إطلاق صواريخ من مسافة 80 كيلومترًا صوب إسرائيل؛ ما تسبب في فشلها جميعًا، ورأى أن مثل هذا الرد جاء نظرًا للخسائر الفادحة ولأهمية المواقع التي تعرضت للقصف في البوكمال، لكنه ذكر -أيضًا- أن إيران قد تستخدم وسائل أكثر دقة في ردّها المستقبلي.

تبخر الطموح الإيراني؟

وقدرت مصادر إسرائيلية، حسب الموقع، أن "الطموح الإيراني الخاص بامتلاك السيطرة على مسار بري يمتد من طهران إلى بيروت مرورًا ببغداد ودمشق، أو ما يطلق عليه مجازًا الجسر البري، تراجع بشكل كبير، عقب سلسلة التفجيرات الغامضة في مدينة البوكمال على الحدود السورية – العراقية"، وفقا لموقع "واللا" الإخباري العبري.

وأشارت إلى أن "توجه إيران لنقل مواردها العسكرية والبشرية إلى الداخل الإيراني عقب الغارات، يحتم على إسرائيل البحث عن تطوير عملياتها العسكرية لتشمل بشكل محتمل إطلاق صواريخ على أهداف إيرانية نوعية داخل الأراضي العراقية".

وأردفت أن "التطورات المشار إليها تدل على أن فيلق القدس بقيادة الجنرال قاسم سليماني، لم يتخل عن مسيرة ترسيخ أقدام إيران عسكريًّا في المجال السوري واللبناني والعراقي، رغم الوضع الاقتصادي المتردي في إيران".

وتابعت أن "المناطق التي شهدت الغارات في مدينة البوكمال تُعدّ من المناطق التي يمر عبرها المسار البري الإيراني، أي أن الحديث يجري عن مناطق حيوية على صلة بالأيديولوجيا الإيرانية، إذ تتيح سيطرة إيران على هذه المدينة الحدودية نقل أسلحة متطورة وآلاف المقاتلين الشيعة من العراق إلى سوريا، وكل ذلك يعني تهديدًا كبيرًا للجبهة الداخلية في إسرائيل".

فاعلية استخبارية

وحسب الموقع الإسرائيلي، "تقدر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن المسار البري المشار إليه تقلص كثيرًا، وأن الغارات على البوكمال تثبت هذه الحقيقة، وإلا فـ"لماذا" قامت إيران ببناء هذا الموقع على الحدود وليس داخل العمق السوري كي لا تثير الشكوك، وكل ذلك يفسر أهمية الموقع الذي تعرض للقصف".

واختتم "واللا" تقريره بالقول إن "الفاعلية الاستخبارية والنيران الدقيقة التي تطال أقصى نقطة على الحدود السورية – العراقية تعني أن الإيرانيين سيعيدون التفكير في امتلاك مسار بري آخر، ونقل غالبية الموارد إلى الداخل العراقي، لأنه مقارنة بالوضع في سوريا، فإن هناك صعوبات في جمع معلومات استخبارية داخل العراق"، مشيرًا إلى أن "كل ذلك سيحتم على إسرائيل نقل عملياتها إلى العراق، قبل أن تصبح مُنطلَقًا لقصف إسرائيل".

عجز إيراني؟

ونشرت وسائل اعلام إسرائيلية وكذلك شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية مطلع الشهر الجاري صورًا التقطت بالأقمار الاصطناعية كشفت قيام إيران ببناء قاعدة عسكرية جديدة على الحدود السورية – العراقية، في مدينة البوكمال، يدل حجمها على أنها بصدد استيعاب الآلاف من الجنود.

وتبيَّن من تحليل الصور أن القاعدة الجديدة قيد البناء، قد تستخدم أيضًا كمقر لميليشيات الحشد الشعبي الشيعية الموالية لطهران، والتي تعرضت أهداف خاصة بها في العاصمة العراقية بغداد لهجمات غامضة في الأسابيع الأخيرة، نسبتها العديد من التقارير لإسرائيل.

ويأتي القصف المنسوب لإسرائيل بعد قرابة أسبوع من تسريب هذه الصور؛ ما يعني وجود تساؤلات بشأن عدم استعداد إيران لغارات من هذا النوع، وما إذا كانت تمتلك بالأساس قدرات لمواجهة غارات مجهولة تستهدف مواقعها الحيوية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com