حرب الهيمنة على النفط تشتعل في ليبيا
حرب الهيمنة على النفط تشتعل في ليبياحرب الهيمنة على النفط تشتعل في ليبيا

حرب الهيمنة على النفط تشتعل في ليبيا

بدأت تحركات الجماعات المسلحة المحسوبة على قوات فجر ليبيا، ودقت طبول الحرب مع قوات حرس المنشآت النفطية، بمنطقة الهلال النفطي وسط ليبيا، التي تمثل منطقة غنية وتمثل 60% من إنتاج النفط الليبي.

هذه التحركات، سجلت في أول هجوم عسكري لقوات "عملية الشروق" لتحرير الحقول والموانئ النفطية التي أكد آمر هذه القوة طارق أبو سنينة، بأن هذا التحرك جاء بعد إصدار المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، أوامره بتحرير هذه المواقع، بحسب القرار رقم (42) للعام 2014.

وكان القرار (42) قد اتخذه نوري أبو سهمين رئيس المؤتمر مطلع العام الجاري، باعتباره القائد الأعلى للجيش الليبي آنذاك، بشأن تشكيل قوة عسكرية لتحرير وفك الحصار القائم عن الموانئ النفطية، إبان تولي علي زيدان رئاسة الوزراء.

ونص القرار المتكون من ثلاث مواد قانونية على تشكيل قوة عسكرية مسلحة من وحدات الجيش الليبي والثوار، للقيام بواجب تحرير الموانئ النفطية، وفك الحصار عنها وإرجاعها لسلطة الدولة واستمرارية حمايتها وحراستها وتأمينها والدفاع عنها.

لكن هذا القرار جمد فور صدوره، بعد توصل عبد الله الثني وزير الدفاع في حكومة زيدان إلى اتفاق في مايو/أيار الماضي، يقضي بإنهاء إبراهيم الجظران وهو قائد بارز للثوار في المنطقة الشرقية ورئيس جهاز حرس المنشآت النفطية بالمنطقى الوسطى إغلاق الحقول والموانئ النفطية، مقابل النظر في مطالبه لاستقلال أقليم "برقة" الفدرالي، كما دفعت الحكومة في طرابلس 250 مليون دولار للمسلحين التابعين له، مقابل تسليم هذه المواقع للحكومة وعودة استئناف إنتاج وتصدير النفط للخارج.

وشهدت صباح أمس السبت، اشتباكات عنيفة بين قوات "عملية الشروق" التابعة للمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، وينحدر جل عناصرها إلى مدينة مصراتة، مع قوات حرس المنشآت النفطية التابعة للجيش الليبي، المتمركزة في منطقة الوادي الأحمر وبن جواد (500) كلم شرق طرابلس .

وأوضح أحد لـ إرم القادة الميدانيين في قوات "عملية الشروق" المتمركزة بالقرب من منطقة الوادي الأحمر شرق مدينة سرت، بأنهم نفذوا هذا الهجوم المباغت ضد قوات دفاع برقة، ضمن عملية عسكرية واسعة تهدف لتحرير منطقة الهلال النفطي من قبضتهم، باعتبارهم خارجين عن الدولة .

وأضاف بأن الهجوم تم بالاسلحة المتوسطة والثقيلة، وأدى إلى مقتل اثنين من عناصرنا، وهو بمثابة الإنذار لهذه المجموعة المسلحة، وسيتم تكثيف الهجوم ضدهم خلال الأيام المقبلة.

من جهته، أكد إبراهيم الجظران آمر حرس المنشآت النفطية فرع الوسطى في تصريح لـبوابة الوسط الإخبارية، أن "قوات حرس المنشآت النفطية وبمساندة مروحيات عسكرية، تمكنت من صد هجوم لقوات ما يعرف بـ" فجر ليبيا" التي وصفها الجضران بالأضخم عتادًا منذ قرار المؤتمر الوطني العام رقم 42 للعام 2014".

وبفعل الاحتجاجات التي قادها إبراهيم الجظران، أحد أهم دعاة الفدرالية لإقليم "برقة"، أدى إغلاقه بقوة السلاح لعدد من الحقول، وموانئ بمنطقة (الهلال النفطي)، ولمدة 9 أشهر بدءا من يوليو 2013، أدى إلى خسائر بسبب توقف تصدير النفط، وصلت إلى 30 مليار دولار قبل أن يتراجع عن الإغلاق في مايو/أيار 2014 بعد اتفاق حكومي للنظر في مطالب الفدراليين مستقبلاً وإمكانية عرض الأمر للاستفتاء على إعلان شرق ليبيا إقليماً .

وشكل الجظران قوة عسكرية أطلق عليها "قوة دفاع برقة"، وقام بنشر عناصرها خارج منطقة الهلال النفطي، وهو ما فسره مراقبون بخطوة لمراقبة الحقول والموانئ النفطية بشكل متواصل، واستخدامها ورقة للضغط على الحكومة المركزية، في حال تنصلت من وعودها بشأن فدرالية برقة.

بدوره ، أكد العميد طيار صقر الجروشي، قائد سلاح الجو في عملية "الكرامة" التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر في حديثه مع إرم، بأن مقاتلات ومروحيات شاركت في صد هجوم مليشيات مصراتة على منطقة الهلال النفطي.

وأضاف الجروشي في هذا الصدد "لقد نفذوا هجوما مباغتا بعد أن تقدم قواتهم باتجاه منطقة الهلال النفطي عبر ثلاثة محاور، لكن مقاتلاتنا ومروحياتنا أغارت على هذه القوات المتقدمة باتجاه مرفأ السدرة النفطي، ونفذت ضربات ناجحة خلفت خسائر كبيرة في صفوفهم" .

ويبدو أن هذه الاشتباكات المسلحة متوقعة، خاصة أنها جاءت بعد أسبوع واحد من تأكيدات أطلقها عبد الله الثني رئيس الحكومة الليبية بأن 75% من الحقول والموانئ النفطية تحت سيطرة الدولة، مؤكداً سعيه على نقل إيرادات النفط من طرابلس إلى طبرق خلال الأسابيع القادمة، حيث يحاول المؤتمر الوطني العام وحكومة الحاسي والجماعات المسلحة، فرض هجوم مباغت للسيطرة على منابع النفط، لقطع الطريق أمام البرلمان والحكومة شرق ليبيا، ونقل إيرادات النفط خارج سلطاتهم في العاصمة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com