تقارير: تركيا معبر "داعش" الآمن
تقارير: تركيا معبر "داعش" الآمنتقارير: تركيا معبر "داعش" الآمن

تقارير: تركيا معبر "داعش" الآمن

ذكرت تقارير إعلامية وميدانية, أن الأراضي التركية, تحولت خلال الأشهر الـ 6 الماضية, إلى معبر للجهاديين المتوجهين إلى سوريا.

وبحسب أرقام وردت في تقارير عالمية, فإن أكثر من 12 ألف مقاتل أجنبي عبروا من الأراضي التركية نحو سوريا والعراق.

وعن العلاقة الخفية بين أنقرة و"داعش" قال ديفيد فيليبس، مدير برنامج بناء السلام والحقوق في معهد جامعة كولومبيا لحقوق الإنسان الذي, في تقرير أصدره مؤخرا: " صحيح أن تركيا أعلنت انضمامها إلى التحالف الدولي في حربه ضد داعش، وتعهدت بوضع قاعدة انجرليك الجوية في خدمة التحالف، غير أنها ما لبثت أن نفت سماحها للطائرات الأمريكية باستعمال قاعدتها، والمحادثات بهذا الشأن لا تزال جارية حتى الآن".

وأضاف فيليبس:"كذلك الأمر بالنسبة لتعهد تركيا باحتضان برنامج لتدريب المعارضة السورية المعتدلة لم يترجم بعد على أرض الواقع".

ويقول المحلل السياسي, نجيب صالح الطحان,"إن الأتراك يشعرون بالقلق تجاه مطالب الولايات المتحدة الأمريكية ويتخوفون من أن تدفع هذه الأخيرة، بلادهم إلى الانخراط في حرب ضد المنظمة الإرهابية ومن ثم الانسحاب مع إلقاء كامل المسؤولية على كاهل الدولة التركية".

ويضيف الطحان, في حديث خاص لشبكة إرم الإخبارية"، هنالك أزمة ثقة واضحة بين كل من أنقرة وواشنطن, إلى جانب الضبابية التي تميز سياسات البلدين إزاء المنطقة,خاصة مايتعلق بالحرب على "داعش".

الثقة التركية المتزعزة لا تقتصر على السياسة الأمريكية فحسب، بل تتعداها إلى جميع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة مثل إسرائيل ودول الخليج، وفق مايرى نديم شحادة مدير مركز فارس للدراسات الشرق أوسطية, في كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية التابع لجامعة تافتس.

وعلى الرغم من أن كبار المسؤولين الأتراك مثل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو قد نفوا أي تواطؤ مع "داعش" إلا أن تقارير أمنية وإعلامية عدة تطرقت إلى مدى تساهل الجيش التركي مع الجماعة الإرهابية التي تسيطر حاليا على أجزاء واسعة من العراق وسوريا، وكيف يسمح لأفرادها بالسفر عبر الأراضي التركية لتدريب المقاتلين الذين يحاربون القوات الكردية.

وفي مقابلة أجرتها صحيفة "نيوزويك" مع "شيركو عمر"، وهو اسم مستعار لأحد مقاتلي "داعش" المنشقين الذي روى كيف سافر في شهر فبراير (شباط) الماضي على متن قافلة من شاحنات تانمظيم المتطرف, ضمن وحدة من المقاتلين, من معقلهم في مدينة الرقة السورية، عبر الحدود التركية، وعاد ثانية عبرها، لمهاجمة الأكراد السوريين في مدينة سري كانيه شمال سوريا.

وقال عمر: "طمأننا قادة داعش أن لا نخاف شيء على الإطلاق، لأنه هناك تعاونا كاملا مع الأتراك، وأنه لن يحدث مكروه، خصوصا أن هذه هي الطريقة المعتمدة للسفر بانتظام من الرقة وحلب إلى المناطق الكردية الواقعة في أقصى شمال سوريا والتي كان يستحيل الوصول إليها عبر الأراضي السورية، لأن وحدات الحماية الكردية تسيطر على معظم الأراضي هناك".

وأكد عمر أنه خلال الفترة التي قضاها مع "داعش" كان ينظر إلى تركيا بوصفها حليفا أساسيا ضد الأكراد الذين يمثلون العدو المشترك لكل من "داعش" وتركيا، وأن التنظيم "ما كان قادرا على نشر مقاتليه في الأجزاء الشمالية من المدن والبلدات الكردية في سوريا لولا الدعم التركي".

وفي سياق متصل، اتهم المتحدث باسم وحدات الحماية الكردية بولات كان القوات التركية بمساعدة "داعش" عبر مده بالأسلحة والذخائر.

ويقول خبراء في شؤون الجماعات المتطرفة,إن تركيا في الآونة الأخيرة، غضت النظر عن هجمات "داعش" على كوباني، وذلك لمنع نشوء كيان كردي مستقل في سوريا.

وعن التواطؤ بين الدولة التركية والتنظيم الإرهابي، جاءت التصريحات التي أدلى بها كمال كليتشدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري,الذي تحدث عن البيان الصادر عن مكتب المدعي العام في أضنة في 14 أكتوبر (تشرين الأول) 2014 الذي ورد فيه أن تركيا زودت الجماعات الإرهابية بالأسلحة، وعرض مقابلات أجريت مع سائقي الشاحنات الذين سلموا هذه الأسلحة إلى المجموعات الإرهابية.

ومن جهته، أشار نائب الرئيس التركي بولنت تذكا والعضو في حزب الشعب الجمهوري إلى أنه تم إيقاف 3 شاحنات في أضنة للتفتيش في 19 يناير (كانون الثاني) 2014، كان قد تم تحميلها بالأسلحة في مطار إيسينبوجا في أنقرة، خلال توجهها إلى الحدود حيث كان من المفترض أن يتسلمها عناصر المخابرات التركية للعبور بها إلى سوريا ومن ثم تسليمها إلى "داعش" والجماعات الإرهابية.

وذكر تقرير لصحيفة "ديلي ميل" في 25 أغسطس (آب) 2014 أن الكثير من المقاتلين الأجانب انضموا إلى "داعش" في سوريا والعراق عبر مايعرف بـ "أوتسراد الجهاد" الذي يربط العواصم الغربية بالممر التركي الآمن للجهاديين من دون أن تحاول الدولة التركية ردعهم.

ويرجح مراقبون أن تدفع الحكومة التركية ثمن مواقفها غير الواضحة, وتسهيلها لعمل الحركات المتطرفة في المنطقة,لا سيما في ظل الصحوة الدولية التي دفعت دول العالم الغربي والإسلامي,إلى الوقوف بحزم أمام الحركات الإسلامية المتطرفة.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com