هل سيمثل إغلاق مضيق هرمز بداية النهاية للنظام الإيراني؟
هل سيمثل إغلاق مضيق هرمز بداية النهاية للنظام الإيراني؟هل سيمثل إغلاق مضيق هرمز بداية النهاية للنظام الإيراني؟

هل سيمثل إغلاق مضيق هرمز بداية النهاية للنظام الإيراني؟

قفز مضيق هرمز إلى صدارة الأحداث الدولية بعد التهديد الإيراني بإغلاق هذا الممر الحيوي، وذلك ردًا على مطالب أمريكية لحلفائها بوقف جميع واردات النفط الإيراني اعتبارًا من مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني، وإلا ستواجه إجراءات مالية أمريكية لن يكون فيها أي استثناءات.

وفي أحدث تهديد إيراني حول هذه القضية، قال قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري، اليوم الخميس، إن قواته على استعداد لتنفيذ تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز، متوعدًا بـ "جعل العدو يدرك أنه إما أن يستخدم الجميع مضيق هرمز أو لا أحد".

وكان الرئيس الإيراني هدد بإغلاق المضيق، الأمر الذي لقي استحسانًا لدى الجنرال قاسم سليماني، قائد العمليات الخارجية بالحرس الثوري، والذي علّق بأن الحرس مستعد لتطبيق سياسة تعرقل صادرات النفط الإقليمية إذا حظرت الولايات المتحدة مبيعات النفط الإيرانية، في رسالة رمزية واضحة على التناغم بين السياسي والعسكري.

وأوضح محللون سياسيون أن إيران، التي اعتادت على التهديد والوعيد عبر الخطابات النارية الجوفاء، تتجاهل التداعيات الخطيرة لإغلاق مضيق هرمز، لافتين إلى أن هذا الإجراء، في حال تطبيقه، يعد مجازفة سياسية كبرى لن تقوى طهران على تحمل تبعاتها.

ورجح المحللون أن إغلاق المضيق الاستراتيجي سيمثل بداية النهاية للنظام الإيراني الذي وإنْ نجح، عبر وكلائه، في إثارة الفتن وخلط الأوراق في كل من سوريا واليمن والعراق ولبنان، لكنه لن يصمد أمام أية مواجهة عسكرية محتملة مع واشنطن.

ورغم أن الولايات المتحدة لا تكترث، عادة، بالخطابات والشعارات الإيرانية، إلا أنها كشرت عن أنيابها هذه المرة، في مؤشر على جديتها وعلى خطورة ما ستقدم عليه طهران.

وقال متحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، اليوم الخميس، إن البحرية الأمريكية مستعدة لضمان حرية الملاحة وحركة التجارة، في مضيق هرمز.

وأضاف المتحدث بيل أوربن، وهو برتبة كابتن في البحرية، أن "الولايات المتحدة وشركاءها يوفرون ويعززون الأمن والاستقرار في المنطقة. ومستعدون معًا لضمان حرية الملاحة وحركة التجارة حيثما يسمح القانون الدولي".

ورأى المحللون أن واشنطن، التي هددت بفرض عقوبات أشد على طهران، تسعى بشكل جاد، هذه المرة، إلى كبح السلوك الإيراني الاستفزازي في المنطقة، مشيرين إلى أن وقف واردات النفط الإيراني سيسهم في انهيار العملة المحلية المتهاوية، أصلًا، وسيزيد الضغوط الشعبية على النظام والتي بدأت بالفعل، في الآونة الأخيرة.

وأضاف المحللون السياسيون أنه في حال نشوب صراع إقليمي، فإن إيران ستكون الخاسر الأول، لافتين إلى أن القوة العسكرية التي تتغنى بها طهران لم تستطع صد الهجمات الإسرائيلية المتكررة على قواعدها داخل الأراضي السورية، فما بالك بحرب تقودها القوة العالمية الكبرى، الولايات المتحدة.

وأقر المحللون بأن إيران تملك طاقات هائلة، غير أن النظام أهدر تلك الطاقات في مغامراته العبثية، بحجة "تصدير الثورة"، وهو ما فاقم العداء مع دول الجوار دون مبرر، مشيرين إلى أن "سقوط النظام الإيراني سيؤدي إلى خلق بيئة آمنة ومستقرة في الخليج والمنطقة عمومًا".

وفي مايو/ أيار، انسحبت الولايات المتحدة من اتفاق دولي متعدد الأطراف يرفع العقوبات عن إيران في مقابل تقييد برنامجها النووي.

واعتبر المحللون أن هذا الانسحاب كان مقدمة لإجراءات أمريكية أكثر فاعلية ستقود إلى إضعاف النظام الإيراني، ومن ثم إسقاطه، رغم تقليل روحاني من نجاعة هذا السيناريو، إذ قال إن "إيران ستنجو من هذه الجولة من العقوبات الأمريكية مثلما نجت منها من قبل".

ويعد مضيق هرمز أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها حركة للسفن، ويقع في منطقة الخليج العربي فاصلًا ما بين مياه الخليج العربي من جهة ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخرى.

ويعتبر المضيق في نظر القانون الدولي جزءًا من أعالي البحار، ولكل السفن الحق والحرية في المرور فيه ما دام لا يضر بسلامة الدول الساحلية أو يمس نظامها أو أمنها، وهو يضمّ عددًا من الجزر الصغيرة غير المأهولة.

ويبلغ عرض المضيق نحو 50 كم، وعمقه 60م فقط، وتعبره حوالي 30 ناقلة نفط، يوميًا، محمّلة بنحو 40% من النفط المنقول بحرًا على مستوى العالم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com