تحليل: سياسة "فك الارتباط" مع مناطق الصراع تشوه صورة أمريكا
تحليل: سياسة "فك الارتباط" مع مناطق الصراع تشوه صورة أمريكاتحليل: سياسة "فك الارتباط" مع مناطق الصراع تشوه صورة أمريكا

تحليل: سياسة "فك الارتباط" مع مناطق الصراع تشوه صورة أمريكا

تواجه إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما انتقادات حادة بسبب انخراطها في حرب طويلة الأمد ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابي بدون خطة مسبقة وبعد مرحلة من "الترهل" في السياسية الخارجية لاسيما فيما يتعلق بقضيتي سوريا وأوكرانيا اللتين شكلتا انتكاسة مدوية لسياسة أوباما الخارجية، في حين أنه أعلن حربا جديدة على الإرهاب بعد تقليص الكونغرس لميزانية الدفاع إلى ما يقارب 500 مليار سنويا.

وقال وليام كوهين الذي شغل منصب وزير الدفاع في إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون إن "أعداء الولايات المتحدة مثل إيران وروسيا وكوريا الشمالية باتوا أكثر تربصا في الولايات المتحدة بعد التخبط والتراجع عن دعم بعض الأطراف المناهضة لهذا المحور المعادي للولايات المتحدة"، وأضاف كوهين في حديث لوسائل إعلام أمريكية "دخلنا عالما جديدا وخطيرا من الفوضى وباتت معها قدراتنا على مواجهة التهديدات الفورية وطويلة الأمد في موضع الشك لدى الأطراف المعادية للولايات المتحدة".



وأشار كوهين إلى أن الولايات المتحدة على مدى السنوات الست الماضية انتهجت سياسة "فك الارتباط" مع المناطق التي تميزت بالاضطرابات والصراعات الدامية حتى وقت قريب" وهذا ساعد في تشويه صورة الولايات المتحدة أمام أعدائها بمن فيهم التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط، وأوضح كوهين بأنه "لا يمكن حل كل الاضطرابات والصراعات في العالم عن طريق الاعتماد على قوة الولايات المتحدة وحدها ولا يمكن حل القضايا الدينية والعقدية في العالم عن طريق قنبلة أو صاروخ بل هناك طرق أخرى لحل تلك المعضلات، لكن تخفيض ميزانية الدفاع من قبل الكونغرس وإدارة أوباما كان تصرفا متهورا وغير مسؤول قد يعرض أمن الولايات المتحدة للخطر".

وكان وزير الدفاع السابق ليون بانيتا قد تحدث في وقت سابق عن أن الانسحاب الأمريكي من العراق والاستعداد للانسحاب من أفغانستان بحلول العام 2016 وفشل دعم إدارة أوباما للجيش السوري الحر ضد نظام بشار الأسد وترك روسيا تعبث في أوكرانيا وقضم شبه جزيرة القرم وضمها لروسيا تعتبر نكسات للولايات المتحدة.

وأشار محللون إستراتيجيون إلى أن خفض الكونغرس وإدارة أوباما لميزانية الدفاع لا تبشر بخير ما لم يصل الرئيس والكونغرس إلى صفقة تفضي إلى مواجهة الخطر الداهم والمتمثل في الدولة الإسلامية "داعش" حيث ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أن التكلفة اليومية للحرب على التنظيم تصل إلى 10 ملايين دولار من جانب الولايات المتحدة وسوف تستمر لسنوات قادمة بسبب تعقيدات الوضع في كل من سوريا والعراق.

لكن آخرون يرون بأن أمام الرئيس ثلاثة تحديات تتمثل في وحشية المتطرفين الدينيين، وتبجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وخطر الوباء الفتاك "أيبولا" الذي بدأ يغزو الأراضي الأمريكية، وذكروا بأن الرئيس وإدارته لديهم القدرة على مواجهة تلك المخاطر عبر عقد مؤتمر للحزبين الرئيسيين في البيت الأبيض والدعوة إلى إلغاء السياسة الحمقاء في خفض الميزانية الدفاعية والتحدث إلى الشعب الأمريكي بشكل صريح وحث أجهزة المراقبة والاستخبارات على مواصلة جمع المعلومات من أجل الحد من مخاطر الحركة البيولوجية والأمراض المعدية وكذا الهجمات الالكترونية المحتملة ضد الولايات المتحدة.

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد انتهج منحا مغايرا لسلفه بوش الابن في تغليب السياسة الناعمة على القوة فيما يتعلق بالشرق الأوسط لكنه لاقى انتقادات واسعة من كثير من حلفائه داخل الولايات المتحدة وخارجها بسبب تراجع دور الولايات المتحدة في التأثير مجريات الأحداث وبروز روسيا وإيران كحليف قوي بات من الصعب على إدارة أوباما كسره أو التأثير عليه.

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com