أردوغان يستنجد بأسطورة "طائر العنقاء" للفوز في الجولة الأولى (فيديو)
وكثف أردوغان مهاراته الخطابية، إلى أقصى الحدود، خلال حملته استعدادًا للانتخابات المبكرة، إذ استثمر القدس، وغزة، وكذلك بشَّر مناصريه بـ"القضاء على معسكرات حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل" شمال العراق، ووظَّف الاتفاق مع واشنطن بشأن منبج السورية لذات الغرض، وأطلق وعودًا كثيرة دغدغت مشاعر مناصريه البسطاء من الأوساط المتدينة.
ولاحظ مراقبون أن وسائل الإعلام المرئية، والمقروءة، والمسموعة، والتي أصبحت خاضعة، في غالبيتها، لحكومة العدالة والتنمية، خصصت مساحات واسعة لكل حرف يتفوَّه به أردوغان، ورصدت جولاته، وتحركاته، وسعيه الحثيث، لاستمالة مناصريه، إلى أن وجد أردوغان في "أسطورة طائر العنقاء" حبل النجاة، ما قد يُبعد أنظار ناخبيه عن انهيار قيمة الليرة التركية، وارتفاع نسبة التضخم.
وسعيًا إلى تحقيق هذا الهدف، نشر أردوغان، على حسابه في "تويتر"، مقطع فيديو يُلقي خلاله قصيدة بصوته ترصد تاريخ تركيا منذ نشأتها، وحتى الوقت الحاضر، وأرفقه بوسم "طائر العنقاء".
ويجسد مقطع الفيديو، الذي أُنجز بطريقة دعائية فاقعة، مسيرة تركيا الممتدة من الدولة السلجوقية، مرورًا بالعثمانية، وحتى اليوم، عبر طائر "العنقاء" الذي تقول الأسطورة إنه ينبعث من رماده بعد الموت.
وفي مقطع أشبه بـ"استجداء انتخابي" يقول أردوغان مخاطبًا مناصريه:"مد يدك الآن كي يبدأ أقوى عهد، فيحلّق طائر العنقاء من أجل تركيا".
ويعرض مقطع الفيديو، عبر مشاهد درامية تمثيلية مفتعلة، تأسيس الدولتين: السلجوقية، والعثمانية، مرورًا بفتح إسطنبول في العام 1453، وصولًا إلى المشاريع الكبرى التي شهدتها تركيا في الآونة الأخيرة.
ويتجاهل المقطع، أي قضية قد تعكر صفو الانتخابات، فلا حديث عن القضية الكردية، ولا عن شمال قبرص المحتلة من قبل تركيا، ولا محاولة الانقلاب، ولا ذكر لمجازر الأرمن في بدايات القرن الماضي، وغيرها من القضايا الشائكة، والمعقدة، التي تلطخ سجل تركيا الذي بدا ناصعًا في الفيديو المنشور.
يذكر أن العنقاء، أو (الفينكس في الترجمات الإغريقية)، عبارة عن طائر خيالي، ورد ذكره في قصص مغامرات السندباد، وقصص ألف ليلة وليلة، و"منطق الطير" لفريد الدين العطار، وغيرها من الأساطير العربية، وغير العربية، والتي تقول إن هذا الطائر يحترق ليصبح رمادًا، لكنه سرعان ما يخرج من رماده ليعود طائرًا جديدًا.
