تجدد الهجوم على كوباني ومقتل 21 في أعمال شغب بتركيا
تجدد الهجوم على كوباني ومقتل 21 في أعمال شغب بتركياتجدد الهجوم على كوباني ومقتل 21 في أعمال شغب بتركيا

تجدد الهجوم على كوباني ومقتل 21 في أعمال شغب بتركيا

شن مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية هجوما جديدا على مدينة كوباني السورية ليل الأربعاء فيما قتل 21 شخصا في أعمال شغب في تركيا المجاورة حيث ثار الأكراد ضد الحكومة لعدم تدخلها لحماية الأكراد في كوباني.



وقال المدافعون عن كوباني إن متشددي الدولة الإسلامية اقتحموا اثنين من أحياء المدينة الحدودية ذات الأغلبية الكردية في وقت متأخر الأربعاء رغم الضربات الجوية بقيادة الولايات المتحدة والتي أقرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بأن لن تكون كافية على الأرجح لحماية البلدة.

وفي تركيا احتدمت المعارك في الشوارع بين المحتجين الأكراد والشرطة في أنحاء جنوب شرق البلاد الذي يغلب على سكانه الأكراد وأيضا في اسطنبول وفي انقرة فيما تهدد الحرب في سوريا والعراق بانهيار عملية السلام الكردية الحساسة في الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي، ووصفت أعمال العنف بأنها الأسوأ في تركيا منذ سنوات.

وقالت واشنطن ليل الأربعاء إن الجيش الأمريكي والدول الشريكة له نفذوا ثماني ضربات جوية ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية قرب مدينة كوباني المحاصرة والتي قالت واشنطن إنها لا تزال تحت سيطرة الميليشيات الكردية.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية "تواصل القيادة المركزية الأمريكية مراقبة الوضع في كوباني عن كثب. ثمة دلائل على أن الميليشا الكردية هناك لا تزال تسيطر على معظم أنحاء المدينة وتقاوم ضد تنظيم الدولة"، وتابعت أن الضربات التي شارك فيها الأردن دمرت عدة أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية منها خمس مركبات مدرعة ومستودع للإمداد ومركز للقيادة والتحكم ومجمع إداري وثماني ثكنات محتلةـ ونفذت الولايات المتحدة ثلاث ضربات أيضا ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.

غير أن كوباني مازالت تتعرض لقصف شديد من مواقع الدولة الإسلامية التي تقع على مرمى البصر من الدبابات التركية والتي لم تفعل شيئا على الإطلاق حتى الآن للمساعدة.

وقالت آسيا عبد الله الرئيس المشارك لحزب الاتحاد الديمقراطي الحزب الكردي الرئيسي في سوريا الذي يدافع عن المنطقة من داخل المدينة "الليلة دخل مقاتلو (الدولة الإسلامية) اثنين من الأحياء بأسلحة ثقيلة بينها دبابات. ربما يكون مدنيون قد ماتوا لأن هناك اشتباكات عنيفة للغاية".

ونسب إلى مسؤولين أمريكيين قولهم إن صبرهم نفد إزاء الأتراك لرفضهم الانضمام إلى التحالف العسكري ضد مقاتلي الدولة الإسلامية الذين استولوا على مساحات كبيرة من سوريا والعراق، وقال مسؤول أمريكي تحدث شريطة عدم الإفصاح عن هويته "ليس هناك أدنى شك في أن الحكومة الأمريكية تعتقد أن تركيا تستطيع عمل المزيد (من الجهد) ويجب عليها أن تفعل المزيد وأنها تستخدم ذرائع لعدم بذل المزيد"، وأضاف "نبعث بتلك الرسالة بكل وضوح من وراء الستار".

ويقول محللون ومسؤولون أمريكيون إن تردد تركيا في تدخل جيشها ثاني اكبر جيش في حلف الأطلسي لإنقاذ كوباني يعكس مخاوف من تشجيع وتمكين الأكراد لديها والذين يسعون منذ وقت طويل للحصول على مزيد من الحكم الذاتي، وتقول تركيا إنها يمكنها الانضمام إلى التحالف العسكري لكن فقط إذا وافقت واشنطن على استخدام القوة ضد الرئيس السوري بشار الأسد والجهاديين السنة الذين يقاتلون ضده، ويقول أكراد تركيا إن الرئيس رجب طيب أردوغان يماطل بينما يقتل أشقاؤهم في كوباني.

مواجهات تركيا

وقالت وسائل إعلام محلية أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق متظاهرين أحرقوا سيارات وإطارات. وفرضت السلطات حظر التجول في خمسة أقاليم على الأقل وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها مثل هذه الإجراءات على نطاق واسع منذ أوائل التسعينات، وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو للصحفيين في أنقرة إن 19 شخصا قتلوا وأصيب 145 في أعمال شغب في أنحاء تركيا وتعهد بعدم تقويض عملية السلام في تركيا مع الانفصاليين الأكراد نتيجة "الأعمال التخريبية". وقالت وكالة أنباء دوجان في وقت لاحق إن عدد القتلى ارتفع إلى 21.

وقتل عشرة أشخاص على الأقل في اشتباكات في دياربكر وهي أكبر مدينة في جنوب شرق تركيا. وتم تمديد حظر التجول الذي فرض طوال اليوم هناك من مساء الثلاثاء ليوم آخر. وتحدت مجموعات من المحتجين حظر التجول واشتبكت مع قوات الأمن هناك الأربعاء، وقتل آخرون في اشتباكات بين محتجين وأفراد من الشرطة في أقاليم موس وسيرت وباتمان في شرق البلاد. وأصيب 30 شخصا في اسطنبول بينهم ثمانية من ضباط الشرطة، وامتدت الاضطرابات إلى بلدان أخرى بها سكان أكراد وأتراك. وقالت الشرطة في ألمانيا إن 14 شخصا أصيبوا في اشتباكات بين أكراد وإسلاميين.

وتكشف الاضطرابات في تركيا المصاعب التي تواجهها واشنطن في تشكيل تحالف دولي للتدخل ضد الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.

راية سوداء

ورفع مقاتلو الدولة الإسلامية راية التنظيم على الأطراف الشرقية من مدينة كوباني الاثنين لكن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويضم دولا خليجية كثف هجماته الجوية منذ ذلك الحين. وقال المدافعون عن المدينة إنه تم صد المسلحين لكن المقاتلين تقدموا فيما يبدو في وقت لاحق، وأمكن سماع دوي إطلاق نار وانفجارات قوية عبر الحدود التركية وارتفعت أعمدة كثيفة من الدخان والتراب فوق المدينة التي تقول الأمم المتحدة إنه لم يتبق فيها سوى بضع مئات من السكان.

وقلل المسؤولون الأمريكيون - الذين يعترفون بأنه سيكون من الصعب حماية كوباني من الجو - من الأهمية الإستراتيجية للمدينة، وقال الأميرال البحري جون كيربي المتحدث باسم البنتاجون في إفادة صحفية "الضربات الجوية وحدها لن تفعل ذلك... لن تنقذ مدينة كوباني ونحن نعرف هذا".

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري "من المروع متابعة ما يجري في كوباني في حينه... يتعين عليك أن تتروى وتتفهم الهدف الاستراتيجي"، وتابع "على الرغم من الأزمة في كوباني فان الأهداف الأصلية لجهودنا هي مراكز القيادة والسيطرة والبنية الأساسية".

وكان مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية يتقدمون صوب المدينة من ثلاث جهات ويقصفونها بالمدفعية على الرغم من المقاومة الشرسة التي واجهوها من المقاتلين الأكراد الأقل تسليحا بكثير، وذكرت وسائل إعلام كردية أن المقاتلين الأكراد أحبطوا هجوما بسيارة ملغومة على مواقع في كوباني قائلين إن السيارة انفجرت قبل وصولها إلى هدفها. وقال مصدر تابع لتنظيم الدولة الإسلامية إن الهجوم دمر مركزا للشرطة. ولم يتسن التحقق من أي من الروايتين لكن أمكن رؤية انفجار ضخم من عبر الحدود.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com