الكويت تحيي ذكرى الغزو العراقي وسط مخاطر داخلية وإقليمية معقدة
الكويت تحيي ذكرى الغزو العراقي وسط مخاطر داخلية وإقليمية معقدةالكويت تحيي ذكرى الغزو العراقي وسط مخاطر داخلية وإقليمية معقدة

الكويت تحيي ذكرى الغزو العراقي وسط مخاطر داخلية وإقليمية معقدة

يحيي الكويتيون على المستوى الرسمي والشعبي، اليوم السبت، الذكرى الرابعة والعشرين للغزو العراقي، في ظل أزمة سياسية معقدة بين الحكومة والمعارضة، تهيمن على المشهد العام للبلاد، إضافة لتهديدات خارجية أبرزتها تطورات العراق الأخيرة.



واحتل الجيش العراقي في الثاني من آب/أغسطس عام 1990 الكويت، في واحد من أبرز أحداث القرن العشرين الماضي، واستدعى الغزو العراقي تدخل المجتمع الدولي، وانطلاق عملية عسكرية واسعة قادتها الولايات المتحدة تحت عنوان "عاصفة الصحراء" وانتهت بتحرير الكويت في 26 شباط/فبراير عام 1991.

ويجمع السياسيون في الوطن العربي والعالم، على أن غزو الكويت كان من بين أبرز الأحداث التي أثرت على منطقة الشرق الأوسط، وتسببت بانقسام الصف العربي، بعد أن استدعى الغزو التدخل العسكري المباشر من القوى العظمى.

وهيمنت ذكرى الغزو العراقي على المشهد العام للبلاد، اليوم السبت، وكانت الموضوع الرئيسي لكل وسائل الإعلام الكويتية النشطة، وبدا واضحاً الربط بين احتلال الكويت من جهة والمخاطر الداخلية والإقليمية التي تهدد البلاد من جهة ثانية.

وتحل ذكرى الاحتلال بالتزامن مع تهديدات جديدة قادمة من العراق أيضاً، حيث تعيش الكويت، على المستوى الحكومي والشعبي نوعاً من القلق بعد الأحداث المفاجئة التي شهدها العراق والتقدم المثير الذي حققه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، والذي توج بنشره لخريطة تضم عدة دول بينها الكويت التي ينوي التنظيم ضمها لدولة الخلافة الإسلامية التي يريد إقامتها.

ولايعرف على وجه الدقة المعايير التي استند إليها "داعش" في تحديده لحدود دولة الخلافة المزعومة التي ينوي إقامتها، واختياره للعراق وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن والكويت. على الرغم من أن اعتبار الكويت جزءاً من العراق فكرة قديمة منذ أيام الحكم الملكي في العراق، واعتبرها الرئيس العراقي صدام حسين المحافظة التاسعة عشر يوم احتلها أوائل التسعينيات، كما أن الحزب القومي السوري الاجتماعي اعتبرها ضمن دولته التي يطمح لإقامتها أيضاً.

وعلق وزير الإعلام الكويتي السابق سعد بن طفلة على خارطة "داعش" التي نشرها في يونيو/حزيران الماضي بالقول "ذهبت ملكية العراق وتلاشت معها خريطتها ومطالبتها بضم الكويت، وأعدم انطوان سعادة - مؤسس الحزب الاجتماعي السوري - ومعه أعدمت خريطته التي ضمت الكويت، وهلك صدام حسين شنقاً، وشنق معه حلمه بضم الكويت محافظة تابعة للعراق، وسوف تتلاشى خزعبلات داعش مثل خزعبلات من سبقها ممن أرادوا بالكويت شراً، شريطة أن ننتبه وأن ندرك ما يحيط بنا، فهل نحن منتبهون؟".

انقسام داخلي

رغم مرور 24 عاماً على الغزو العراقي للكويت، لازال العراق الجار الأكثر تهديداً للكويت، حيث تسببت تطورات العراق الأخيرة، في حدوث فجوة بين طائفتي الكويت الرئيسيتان، السنة والشيعة، واللتان شكلتا نموذجاً للتعايش هو الأفضل في دول المنطقة، حيث يراعي القانون الكويتي خصوصية الطائفتين الدينية، ويتقلد الكويتيين بغض النظر عن طوائفهم مختلف المناصب في البلاد بما فيها مجلس الأمة (البرلمان) المنتخب.

ويقول محللون، إن الوحدة الوطنية في الكويت، مهددة اليوم أكثر من أي وقت مضى، بسبب موقف الكويت الرسمي من الأحداث في العراق، حيث تحمل الكويت حكومة المالكي المسؤولية عن تطور الأوضاع الخطير في العراق بسبب سياسة الإقصاء والتهميش التي اتبعها بحق السنة، بينما يناصر شيعة الكويت بشكل علني حكومة بغداد رغم سياساتها تجاه السنة.

وشهدت الكويت في الأشهر الأخيرة، عدة أحداث تؤشر بالفعل على أن الكويتيين منقسمون حول مايجري في العراق، إذ تظاهر عدد من شيعة الكويت يتقدمهم نواب في مجلس الأمة، أمام مقر صحيفة "الجريدة"، في العاصمة، احتجاجاً على مقال نشرته تضمن انتقاداً للمرجع الشيعي الأعلى في العراق، آية الله علي السيستاني، بعد دعوته إلى الجهاد ضد "داعش".

كما استدعت السلطات الأمنية، رئيس حزب الأمة المعارض، الدكتور حاكم المطيري، للتحقيق معه على خلفية نشر تغريدات في حسابه بموقع "تويتر" يمتدح فيها تنظيم "داعش" ويتمنى أن تدخل إلى الكويت، رغم نفيه ذلك، وادعاءه بأن حسابه على "تويتر" تعرض للاختراق. قبل أن تفرج عنه في اليوم التالي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com