تصاعد أعداد يهود فرنسا المهاجرين إلى إسرائيل

لوحظ في السنتين الأخيرتين إقبال كبير من طرف يهود فرنسا على الهجرة في اتجاه إسرائيل ، وكانت البداية سنة 2012 ب 1907 مهاجرا، ثم 3288 سنة 2013 . وبلغ العدد 1407 خلال الثلاثة أشهر الأولى فقط من هذه السنة، أي أربعة أضعاف مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية.

وينتمي المتطوعون إلى كافة الفئات العمرية والاجتماعية ، شباب و عائلات وحتى أشخاص متقاعدين .وابرز الوجهات المختارة : تل أبيب و نتانيا و بيت لحم.

وتؤكد هذه الإحصائيات الصادرة عن "الوكالة اليهودية من اجل إسرائيل" حدة الظاهرة، خاصة أن العدد لم يكن يتجاوز الألف مهاجر سنويا في السنوات السابقة.ويتمثل دور هذه الوكالة في مساعدة الراغبين في الهجرة إداريا وماليا ، وأيضا تلقينهم اللغة العبرية.

ويبرر مدير الوكالة الأمر بتصاعد المد المناهض للسامية في فرنسا ، مما يزعج الطائفة اليهودية التي يبلغ عددها 500 ألف شخص.

وأبرز مظاهر كره اليهود التي ظهرت مؤخرا بفرنسا حملة "آن بون جويف"(يهودي جيد) التي شنها المناهضون على تويتر سنة 2012 ، وإشارة الأصبع المهينة لليهود والتي انتشرت مؤخرا في اغلب التظاهرات و المواقع الالكترونية ، ثم الاعتداء على يهوديين شابين بالقرب من احد المعابد.

وسبق ل"روجي كوكييرمان" رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا أن تذمر من "تحرير العبارات العنصرية و المناهضة للسامية "، مضيفا أن "اليهود يعيشون في فرنسا منذ 2000 سنة وقد ملوا من التعرض للاهانة".

وتعتبر الأزمة الاقتصادية التي تمر منها فرنسا( ارتفاع البطالة ، تراجع نسبة النمو...) على رأس الأسباب التي تدفع يهودها إلى الهجرة ، ليس لأنها نمت العنصرية ضد الأجانب وحسب ، ، وإنما لأنهم يرون في إسرائيل ملجأ واعدا . والسلطات الفرنسية لا تعارض الظاهرة بحكم علاقاتها القوية مع إسرائيل حسب "ارييل كاندل".

ونستطيع بمقارنة بسيطة اكتشاف قوة هذا النزوح الفرنسي نحو "ارض الميعاد" :

في الولايات المتحدة حيث تستقر أكبر جالية يهودية في العالم (تقدر بين 6 و7 ملايين شخص) ،هاجر 2852 يهودي سنة 2013 ، مقابل 3070 في السنة التي سبقتها.

المملكة المتحدة تضم 300 ألف يهودي ، لم يهاجر منهم سوى 524 السنة الفارطة و 698 السنة التي قبلها.

أما بلجيكا التي عرفت الاعتداء على المتحف اليهودي في مطلع هذا الأسبوع فلا يقطن بها سوى 40 ألف يهودي ، هاجرة منهم 259 سنة 2013 و 162 سنة 2012.