جيك سوليفان وأندريه يرماك خلال لقاء في كييف
جيك سوليفان وأندريه يرماك خلال لقاء في كييفرويترز

ماذا وراء زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي إلى كييف؟

وصل مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، جيك سوليفان، إلى كييف دون إعلان مسبق، ما يطرح تساؤلات حول الأهداف الحقيقية للزيارة.

وأكد سوليفان خلال لقائه مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك، دعم واشنطن لكييف رغم الخلافات في الكونغرس بشأن تخصيص مساعدات إضافية لأوكرانيا، بحسب وسائل إعلام أمريكية.

لكن خبراء روس رأوا أن الزيارة تأتي "لإلقاء نظرة عن قرب حول ما يجري على الجبهة"، مشيرين إلى أن الزيارات على هذا المستوى لم تتوقف، خاصة في الآونة الأخيرة، إذ تستشعر الولايات المتحدة أن الجبهة الأوكرانية على وشك الانهيار.

وأضاف الخبراء الروس أن "واشنطن تخشى من علاقات أوكرانية أوروبية على حساب حصتها"، وفق تعبيرهم.

أخبار ذات صلة
سوليفان: نتبادل معلومات المخابرات مع العالم لحرمان روسيا من مباغتة أوكرانيا

جبهات جديدة

يقول الباحث في الشؤون السياسية والأمنية الروسية، ميخائيل نوفيكوف، إن "الزيارة تأتي في ظل الفشل العسكري الأوكراني على الجبهة، حيث تخسر كييف أراضي كانت تحت سلطتها".

وأضاف أنه "لا بد من حضور الأمريكي عن قرب لإيصال التوصيات الاستخباراتية والعسكرية للقوات الأوكرانية".

ويربط نوفيكوف، في حديث لـ"إرم نيوز"، بين الهجمات الأوكرانية المستمرة على مقاطعة بيلغورود، وبين وصول سوليفان إلى كييف، قائلًا: "الهجمات الأوكرانية على الأراضي الروسية، ومحاولة فتح جبهة جديدة لإلهاء روسيا عن أهدافها العسكرية جاءت بضوء أخضر غربي".

وتابع: "الزيارة تأتي لبحث التصعيد في هذا المجال، من حيث رفع سقف الهجمات، وبالوقت نفسه عدم تخطي الخطوط الحمراء في الصراع مع روسيا، ودراسة رد موسكو في نفس الوقت".

وحول سرية الزيارة، يرى الباحث الروسي أن "هذه زيارة نصف سرية، بما أننا علمنا بها وتم التصريح عنها حين إجرائها.. هناك الكثير من الزيارات السرية إلى كييف، والتي تتم بشكل دوري من قبل القيادات العسكرية والأمنية الأمريكية والأوروبية، فالغرب من يخطط لهذه الحرب، وأوكرانيا بدورها تنفذ"، وفق قوله.

وأكد نوفيكوف أن "هذا أمر مريح بالنسبة لموسكو، وبما أن الغرب هو من يخطط، فإن روسيا باتت على علم بإمكانياتهم المتواضعة في إدارة الحروب، والتي أثبتت فشلها الذريع، فلا عدو تحسب روسيا له حسابًا اليوم".

جيك سوليفان وأندريه يرماك خلال لقاء في كييف
جيك سوليفان وأندريه يرماك خلال لقاء في كييفرويترز

الكعكة الأوكرانية

ويتطرق الخبير في الشؤون الأوكرانية، تورال مينغاليف، إلى أن أحد أهم أسباب الزيارة هو"التنافس الأمريكي الأوروبي في أوكرانيا، فواشنطن مع عدم قدرتها على تقديم أي دعم حقيقي لكييف في الوقت الراهن، ترى دعمًا مستمرًا من قبل أوروبا.. وهذا ما يقلقها".

ويتابع مينغاليف، في حديث لـ"إرم نيوز": "تخشى واشنطن أن يطغى الدعم الغربي على الولاء الأوكراني للولايات المتحدة، وبهذا تكون أوروبا هي المسيطرة على كل شيء، فمن يطعم هو من يأمر، خاصة أن هناك تباينا بين سياسة أمريكا لإدارة الصراع وسياسة أوروبا، وربما هذا سيؤثر على كل المخططات التي عملت عليها أمريكا خلال العامين الماضيين بما يخص الصراع مع روسيا، وتقاسم الكعكة الأوكرانية".

وحول اختلاف السياسات، يقول مينغاليف: "بالتأكيد الجميع متفق على الحاق الضرر بروسيا، هذا من المسلمات، لكن أمريكا تريد روسيا بلا علاقات مع أوروبا، وعلى العكس تسعى أوروبا لإنهاء الصراع بطريقة أو بأخرى لإعادة الروابط مع موسكو، بما يخدم مصالح هذه القارة".

وتساءل: "إذا ما انتصرت روسيا، كيف ستنظر واشنطن من جهة، وأوروبا من جهة أخرى، إلى مستقبل العلاقات مع موسكو؟"، معتقدًا أن هذا هو الخلاف الجوهري.

وخلص الباحث الروسي إلى القول: "في نهاية المطاف أوروبا تريد علاقات طبيعية مع روسيا تستفيد منها، وبالوقت نفسه تبقى موسكو بعيدة عسكريًا عنها، ولا يعنيها أبدًا شكل العلاقات الروسية مع دول العالم، لكن أمريكا لا تريد أن تكون هناك علاقات روسية أوروبية بالمطلق، بل تريد أن تكون روسيا دولة معزولة تخلق لها الولايات المتحدة في كل فترة أزمة وتلهيها بحلها، للاستفراد بالمنافس الأول للولايات المتحدة وهي الصين".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com