منها عزل مكارثي.. "سوابق تاريخية" أمريكية

كما انتُخب بعد أزمة تاريخية، كذلك أُقصي رئيس مجلس النواب الأمريكي، الجمهوري كيفن مكارثي، في سابقة لم تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية منذ تأسيس المجلس قبل 234 عامًا.

الإقالة التي تعكس جانبًا من الصراع بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، تعكس أيضًا مدى توسع الانقسام داخل الحزب الجمهوري الذي يشهد انقسامات حادة وأزمات كانت آخرها محاكمة الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب.

جاء سحب الثقة بطلب من مات غايتس النائب الموالي لترامب، والذي كان مع مؤيديه ممن يوصفون بالمتشددين داخل الحزب، يعترضون على ما أبداه مكارثي من تعاون مع الديمقراطيين في تمرير اتفاق بشأن الموازنة لتجنب إغلاق حكومي.

الاتفاق الذي وقعه الرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن في الساعات الأخيرة قبل انتهاء الموازنة الراهنة، جنّب البلاد إغلاقًا حكوميًّا (لا يشمل المؤسسات الرئيسية في البلاد)، وجاء بعد إقراره في الكونغرس بمجلسيه وخاصة مجلس النواب، وكان متوقعًا أن يواجه مكارثي أزمة داخل حزبه إثر تعاونه في تمرير القانون.

لكن ذلك الاتفاق وإن كان أبرز الأسباب التي أطاحت بمكارثي، إلا أنه ليس السبب الوحيد، فالرجل جاء إلى منصبه مطلع العام الجاري بعد مفاوضات ماراثونية، إذ احتاج المجلس 15 جلسة للتوصل إلى اتفاق مع مؤيدي ترامب حول مكارثي، وذلك في سابقة لم تشهدها البلاد منذ 150 عامًا.

وكما فاز مكارثي بـ 216 صوتًا داخل المجلس، بعد تحوّل في أصوات الجمهوريين قاده ترامب، خسر رئاسة المجلس بـ 216 صوتًا، بطلب من مؤيدي ترامب، ولم يقم الديمقراطيون بمحاولة إنقاذ الرجل الذي دعا في وقت سابق إلى بدء إجراءات لعزل الرئيس الحالي الديمقراطي جو بايدن.

يبدو الحزب الجمهوري منذ سنوات في مواجهة تحديات جدية، فترامب المرشح الجمهوري الأقوى للانتخابات القادمة، قد لا يكون له حظ في الوصول مجددًا إلى البيت الأبيض بعد سلسلة اتهامات ومحاكمات، لكن مأزق الحزب أن تلك المحاكمات ترفع في الوقت ذاته نسب المؤيدين لترامب، كما تظهر استطلاعات الرأي، وتجعل تأثيره داخل الحزب أقوى.

هو مشهد ضمن سلسلة "السوابق التاريخية" التي بدأت الولايات المتحدة تشهدها منذ سنوات، خاصة منذ خسارة ترامب لسباق الرئاسة وما تلا ذلك من أحداث "تاريخية" تمثلت باقتحام عدد من مؤيدي ترامب مقر الكابيتول اعتراضًا على النتائج.