من فرنسا إلى ألمانيا.. اتساع الغضب الأوروبي من إصلاح نظام التقاعد

من فرنسا إلى ألمانيا.. اتساع الغضب الأوروبي من إصلاح نظام التقاعد

اتسعت دائرة الاحتجاجات والمظاهرات من فرنسا إلى ألمانيا، حيث تناضل النقابات الألمانية من أجل زيادة الرواتب في مواجهة ارتفاع غير مسبوق لنسب التضخّم، بينما تحدثت النقابات الفرنسية عن "مظاهرات تاريخية" وتعبئة غير مسبوقة للشارع في مظاهرات اليوم الثلاثاء.

وغصت شوارع فرنسا، بالمتظاهرين الذين أغلقوا الشوارع، والمستودعات والجامعات، ومحطات الحافلات، احتجاجا على نظام إصلاح التقاعد، ما دفع الشرطة الفرنسية إلى استخدام الغاز المسيل للدموع، لفض حشود المتظاهرين، الذين ملؤوا شوارع عدد من المدن الفرنسية، حسب وسائل إعلام فرنسية.

وقالت مجلة "لوبوان" الفرنسية في تقرير عن التحركات التي تشهدها الدولتان، إنّ فرنسا ليست الدولة الوحيدة التي تمرّ بفترة احتجاجات قوية، والفرنسيون ليسوا الوحيدين الذين خرجوا إلى الشوارع هذه الأيام للتظاهر ضد إصلاح نظام التقاعد، حيث يبدو الوضع متوترا في ألمانيا أيضا.

تسببت نداءات الإضراب، التي أطلقتها النقابات على نطاق واسع في تعطيل البلاد بشكل جزئي
مجلة "لوبوان"

وأوضح التقرير أنّه على امتداد أسابيع تسببت نداءات الإضراب، التي أطلقتها النقابات على نطاق واسع في تعطيل البلاد بشكل جزئي، ويطالب الملايين من العاملين في الخدمة العامة بزيادات كبيرة في الرواتب لمواجهة التضخم، الذي قُدر بنحو 8.1% في شهر يناير/كانون الثاني الماضي.

ووفقا للتقرير الفرنسي يطالب اتحاد النقابات الألماني، الذي يمثل 2.5 مليون عامل في الخدمة العامة الفيدرالية والبلدية بزيادة قدرها 10.5% في الرواتب، أو 500 يورو إضافية في الشهر، وهي مطالبة تعتبر غير مقبولة من قبل البلديات.

ويشرح التقرير أثر التحركات الاحتجاجية على سير الخدمات العامة، حيث شارك سعاة البريد وموظفو الطرود بالفعل في الإضرابات التحذيرية في عدة مناسبات وكانت النتيجة انّ واحدة من كل خمس طرود تصل متأخرة وغالبًا ما تكون صناديق البريد فارغة في الصباح.

ويطالب الاتحاد القوي الذي يمثلهم بزيادة رواتبهم بنسبة 10.5% لموظفي البريد، البالغ عددهم 160 ألف موظف، أو ما لا يقل عن 500 يورو شهريا.

وفي شركة القطارات استمرت إضرابات الإنذار لمرة واحدة بناء على دعوة نقابة عمال السكك الحديدية التي تمثل 180.000 موظف، وبعد ساعتين من المحادثات ارتفعت اللهجة وتمّ قطع المفاوضات، وتطالب النقابة بزيادة الرواتب شهريا بما لا يقل عن 650 يورو، بينما يخشى الألمان الفوضى في عطلة عيد الفصح، وفق ما أكده التقرير.

وفي المطارات تم إلغاء المئات من الرحلات الجوية في الأيام الأخيرة في دوسلدورف وبون/ كولونيا، وهما مركزان رئيسيان، ويعتزم اتحاد النقابات أيضًا زيادة الضغط بينما تبدو المفاوضات مع السلطات في طريق مسدود.

أخبار ذات صلة
ألمانيا تقر بفشل أغلب عمليات ترحيل اللاجئين غير النظاميين

وتظاهر مئات الآلاف من المواطنين في شوارع فرنسا اليوم الثلاثاء، ليقولوا "لا" لإصلاح نظام التقاعد وتأجيل سن التقاعد إلى 64 عاما.

وأوضحت تقارير أنّه من بريست إلى أنيسي ومن ليل إلى مرسيليا يشير اتحاد النقابات إلى أنه حدد 265 تجمعا مختلفا ليوم التعبئة فما قال إنها "مظاهرات تاريخية" جمعت نحو مليوني مشارك.

وأشار التقرير إلى أن "فرنسا في طريق مسدود، ويعني أن القطارات ومترو الأنفاق تعطلت وأغلقت المدارس الثانوية والجامعات وكذلك المصافي، حيث أعلن اتحاد النقابات اليوم الثلاثاء عن حظر شحنات الوقود في جميع المصافي في فرنسا".

وأشار التقرير إلى أنه من المحتمل أن يستمر الإضراب إلى ما بعد هذا اليوم حيث دعت العديد من النقابات إلى إضراب "قابل للتجديد"، وفي الوقت نفسه يستمر النظر في نص إصلاح نظام التقاعد في الجمعية الوطنية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com