كيف علق الإسرائيليون على دعوات تزويد الجيش الأوكراني بنظام "القبة الحديدية"؟

كيف علق الإسرائيليون على دعوات تزويد الجيش الأوكراني بنظام "القبة الحديدية"؟


اضطر وزير البناء والإسكان في الحكومة الإسرائيلية الانتقالية زئيف إلكين، للتعقيب على دعوات أطلقتها شخصيات سياسية مؤيدة لتسليح الجيش الأوكراني بسلاح إسرائيلي، ولاسيما نظام "القبة الحديدية" الدفاعي، وفقًا لما أوردته القناة الإسرائيلية السابعة، اليوم الثلاثاء.  

وتفاعل الكثير من المغردين الإسرائيليين على موقع "تويتر" مع دعوات، تطالب إسرائيل بتزويد أوكرانيا بهذا النظام الدفاعي، وجاءت غالبية ردودهم إما ساخرة أو مقللة من قدرات "القبة الحديدية" طالما يجري الحديث عن صواريخ أكثر تطورًا. 

وتمارس كييف، منذ بدء الغزو الروسي، في 24 شباط/ فبراير الماضي، ضغوطًا على الحكومة الإسرائيلية، وتحثها على تزويدها بأسلحة تُمكنها من صد الهجمات الروسية. 

ولم تخلُ هذه الضغوط من توجيه انتقادات مباشرة من جانب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أو السفير الأوكراني في تل أبيب، يفغين كورنيشوك، والذي دأب على عقد مؤتمرات صحفية دورية، لم يخفي خلالها امتعاضه من السياسات الإسرائيلية في هذا الصدد.  

وفي أعقاب القصف الروسي الذي استهدف العاصمة الأوكرانية، كييف، ردًا على التفجير الذي ضرب جسر القرم قبل أيام، تعالت الدعوات الإسرائيلية المطالبة بمنح الأوكرانيين غطاءً دفاعيًا، يمكنهم من صد الهجمات الروسية.  

لا طائل منها 

ونقلت "القناة السابعة"، الثلاثاء، عن إلكين، والذي ينتمي لقائمة "المعسكر الرسمي"، برئاسة وزير الدفاع بيني غانتس، ويعد من الشخصيات الأساسية ضمن غالبية الوفود الرسمية الإسرائيلية، حال قام مسؤول رسمي إسرائيلي بزيارة موسكو، أن نظام "القبة الحديدية" لن يجدي نفعًا. 

وأشار إلكين إلى أن هذا النظام "غير مفيد طالما يجري الحديث عن صواريخ حديثة، مثل تلك التي تستخدمها القوات الروسية في هجماتها على أهداف أوكرانية".  

وقال: "القبة الحديدية" توفر استجابة في الحالات التي يكون عملها مقتصرًا على اعتراض الصواريخ البسيطة، وتبدي في هذا الصدد قدرات لا توفرها نظم دفاعية تقليدية. 

وأضاف إلكين، أن دول الغرب "تزود أوكرانيا بنظم دفاعية أخرى".  

ويعد نظام "القبة الحديدية"، الطبقة الدفاعية الأدنى ضمن منظومة دفاعية إسرائيلية متعددة الطبقات، وهي مخصصة للتصدي للصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، وسط تقديرات بأن نسب نجاحها تتراوح بين 59% وبين 75%، إلا أنها تكون أقل فعالية حال التعرض لوابل من الصواريخ.  

وكان السفير الأوكراني في تل أبيب طالب بتزويد بلاده بالنظام الدفاعي الإسرائيلي، والذي تموله الولايات المتحدة، وكرر هذه الدعوة الرئيس الأوكراني زيلينسكي في خطابه الأخير، وفق موقع "سروغيم". 

ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن صحيفة "ماكور ريشون" العبرية، كانت قد نقلت عن السفير الأوكراني في تل أبيب، في آذار/ مارس الماضي، رده على سؤال وجهه أحد الصحفيين الإسرائيليين إليه: ماذا عن التسريبات في بلادكم بأن كييف طلبت من إسرائيل بيعها نظام القبة الحديدية؟ 

ورد السفير الأوكراني: "هذا الأمر لم يُطرح أبدا مع إسرائيل، لدى الروس صواريخ مختلفة عن تلك التي يمتلكها الفلسطينيون، وعلى ما يبدو.. نظام القبة الحديدية خاصتكم لن يساعدنا".  

ما القصة؟ 

ودعت زعيمة حزب "ميرتس" اليساري الائتلافي، عضو الكنيست زهافا غالؤون، عبر حسابها على "تويتر"، الثلاثاء، إلى ضرورة تزويد أوكرانيا بنظم دفاعية وأسلحة، وعدم الاكتفاء بالإدانات. 

وأضافت: "يمكن أن يتسبب الأمر في تداعيات تخص روسيا، لكن لا أعتقد أنها ستكون مدمرة، وستعرف إسرائيل كيف تواجهها، لا يمكننا أن نتغاضى عن هذه الفظائع".  

وكانت غالؤون دعت، أمس الإثنين، إلى تزويد الجيش الأوكراني بنظام "القبة الحديدية" الإسرائيلي بشكل عاجل، وذلك على خلفية القصف الروسي المكثف على العاصمة الأوكرانية، كييف. 

ونقلت وسائل إعلام عبرية، مثل موقع "سروغيم" الإخباري، عن غالؤون قولها: "في بداية الحرب، طلبت أوكرانيا من الأمريكيين تزويدها بنظام القبة الحديدية، إلا أن إسرائيل هي التي رفضت، لقد آن الأوان للتخلي عن هذا الرفض".  

ورأت أن الأمر ينسجم مع البُعد الأخلاقي، إذ يعاني المدنيون تحت قصف صاروخي روسي، وصفه الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأنه "إبادة جامعية".  

رئيس اللجنة التشريعية بالكنيست، النائب عن حزب "العمل" اليساري، جلعاد كاريف، دعا أيضًا في وقت سابق لسرعة إرسال شحنات أسلحة إسرائيلية للجيش الأوكراني. 

وكتب عبر حسابه على "تويتر"، أنه على رئيس الوزراء يائير لابيد، عدم الجلوس مكتوف اليدين، وأن عليه الإعلان عن حزمة من المساعدات الجوهرية لأوكرانيا، تشمل أسلحة دفاعية ومعدات يمكنها تعزيز قدرات الجبهة الداخلية المدنية، وتمكينها من صد الهجمات التي وصفها بالإجرامية.  

تفاعل واسع 

وتفاعل الكثير من الإسرائيليين مع تغريدات غالؤون بشأن تزويد أوكرانيا بنظام "القبة الحديدية"، وكتب المغرد إيال تورين، ردًا على دعوتها: "السيدة غالؤون، ها أنت مجددًا تُقحمين نفسك في موضوعات لا تمتلكين الحد الأدنى من المعرفة بشأنها، انتبهي وافهمي: إن القبة الحديدية ليست ذات فعالية أمام الصواريخ الجوالة والباليستية".  

وكتبت المغردة أوفير ديان في هذا الصدد: "أظن أنه يتعين أن نساعد أوكرانيا، لكن القبة الحديدية لن تكون أمرًا سهلًا، إنها ليست خوذة. إذا أردت ذلك سترسل جنودًا إسرائيليين ليباشروا تأهيل الجيش الأوكراني لبضعة أشهر، أو تركهم هناك حتى نهاية الحرب ليشغلوا هذه البطاريات". 

وبينما أشارت أيريس بوكر إلى أن "القبة الحديدية" لا تناسب الصواريخ بعيدة المدى، رأى يوفال ليفي أن إسرائيل تقول "لا" لأوكرانيا بشأن تسليحها؛ لأن الولايات المتحدة بدورها تقول "لا"، مضيفًا: "إذا أرادت الولايات المتحدة الأمريكية إعطاء أوكرانيا القبة الحديدية سيحدث هذا، ألم تعلمي بعد (يقصد غالؤون) من يترأس حكومة إسرائيل؟!".  

واتهم مغرد يدعى دورون، زعيمة "ميرتس" بالجهل؛ لأنها لا تدرك طبيعة المهمات التي تستطيع "القبة الحديدية" تنفيذها، فيما ذهب المغرد دافيد بن شوشان، إلى أن غالؤون تشوه الحقائق؛ لأن أوكرانيا "طلبت من دول الغرب نظم دفاع جوي متطورة، ولم يذكر أحد مسألة القبة الحديدية بشكل قاطع".  

وتابع: "لدى الولايات المتحدة نظام (ثاد) ونظام (بتريوت)، وعدا عن ذلك، لا يتعين على إسرائيل التورط في النزاعات بين الدول الأجنبية".  

ورأت المغردة الإسرائيلية راحيل ليكوفيتس، أنه لا ينبغي على إسرائيل الانخراط في الصراعات الخارجية، لأنها تواجه 5 جبهات ومشكلات أمنية يتعين أن تركز عليها. 

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com