إسماعيل هنية (أرشيفية)
إسماعيل هنية (أرشيفية)رويترز

خبراء يكشفون لـ "إرم نيوز" خفايا زيارة هنية للقاهرة

تتسارع الترتيبات المتعلقة ببحث التوصل إلى هدنة إنسانية جديدة في غزة، أو وقف لإطلاق النار، وهو ما يزيد الآمال بالتوصل لاتفاق بهذا الخصوص، رغم أن ثمة من يستبعد اتفاقاً كهذا ويرى أن شروطه لم تنضج بعد.

المباحثات الجديدة تحتضنها مصر التي وصل إليها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، بهدف إجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار.

تتناول المباحثات وقف العملية العسكرية الإسرائيلية، تمهيدًا لصفقة تبادل أسرى جديدة بعد الهدنة الأولى في نوفمبر الماضي، وكذلك إنهاء الحصار على قطاع غزة، وإدخال المساعدات، مع انسحاب للجيش الإسرائيلي من القطاع، وعودة النازحين لمدنهم وقراهم.

لا وقف كاملاً لإطلاق النار

مساعد وزير الخارجية السابق، السفير جمال بيومي، استبعد، في تصريح لـ"إرم نيوز"، التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار في اللحظة الراهنة، قائلاً إن "الحكومة الإسرائيلية تُواجه معركة وجود، في ظل القضايا التي يواجهها رئيسها بنيامين نتنياهو داخل أروقة المحاكم".

وأضاف بيومي أن "التنسيق المصري مع حماس يأتي رغم الخلافات الكبيرة في الرؤى بين القاهرة والحركة".

سفير مصر السابق لدى الأمم المتحدة، معتز أحمدين خليل، قال، لـ"إرم نيوز"، إن المحور الرئيسي لمباحثات هنية في القاهرة يركز على إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس، وأشار إلى أن "هذا الأمر يُمثّل أولوية قصوى لإسرائيل والولايات المتحدة".

وأضاف أن "إسرائيل والولايات المتحدة لن تقبلا إلا بهدنة قصيرة الأمد، لحين إطلاق سراح الرهائن، للعودة مجددًا إلى مواصلة القتال".

أخبار ذات صلة
رويترز: محادثات مكثفة بشأن هدنة ثانية في غزة

أما بشأن التصويت على مشروع قرار في مجلس الأمن بشأن غزة، فقال خليل إن "سبب تأجيل التصويت يعود لرفض الجانبين الأمريكي والإسرائيلي وقف الاقتتال، إذ يعتمد القرار على إنشاء آلية مراقبة للأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية المقدمة للقطاع، لضمان عدم دخول أسلحة إليه".

أما الخبير الاستراتيجي، اللواء أركان حرب سمير فرج، فقال لـ "إرم نيوز" إن "الحديث عن الهدنة يُمثّل رغبة مشتركة لدى الجانب الإسرائيلي وحركة حماس، إذ تواجه حكومة نتنياهو ضغوطًا كبيرة في الداخل من أهالي الأسرى، خصوصًا بعد مقتل ثلاثة محتجزين خلال العمليات العسكرية في قطاع غزة مؤخرًا، بينما تسعى حماس لوقف الحرب لدخول المساعدات الإنسانية بنحو مكثف".

وحسب تقدير فرج، فإن إسرائيل تطالب بالإفراج عن أربعين أسيرًا، من بينهم كبار السن والمجندات وبعض قيادات الجيش، مقابل الإفراج عن قيادات حماس مع الالتزام بهدنة لمدة أسبوع، وهو ما ترفضه الحركة التي تحاول الحصول على مكاسب سياسية وإعلامية أكبر من ذلك.

وأوضح أن "مصر تسعى إلى التوفيق بين المواقف، إذ إن هذا الأمر يُمثّل المحور الرئيس للمباحثات التي سيعقدها هنية مع المسؤولين المصريين"، مُشددًا على أن "موقف القاهرة واضح منذ بداية الأزمة، وهو رفض قتل المدنيين".

وعن إمكانية الوصول إلى وقف كامل لإطلاق النار، يقول فرج إن الأمر يبدو صعبًا خصوصًا أن نتنياهو سيتم استجوابه مع وزير دفاعه ورئيس هيئة أركان الجيش بشأن العمليات  العسكرية وما تحقق من أهدافها حتى الآن، بالإضافة إلى الملاحقة القضائية لرئيس الوزراء الإسرائيلي في قضايا أخرى.

احتمالات وقف إطلاق النار

في المقابل، يرى نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن "احتمالات وقف إطلاق النار في غزة تبقى أولوية قصوى، ويمكن تحقيقها في ظل العديد من المعطيات، أبرزها الضغوط الكبيرة التي تتعرض لها الحكومة الإسرائيلية في الداخل لإطلاق الرهائن، وهو الأمر الذي لن تقبله حماس إلا حال وقف الحرب".

وأضاف ربيع، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "زيارة هنية للقاهرة تدور في إطار محاور محددة، أبرزها رفض توطين الفلسطينيين في سيناء الذي يُمثّل أولوية قصوى للقاهرة في ظل تداعيات هذا الأمر محليًّا وإقليميًّا، وهو ما بدا واضحًا في موقفها الثابت منذ اندلاع الأزمة في السابع من أكتوبر الماضي".

أما المحور الآخر، فيدور، بحسب ربيع، عن مستقبل قطاع غزة، موضحًا أنه "يبقى أحد الجوانب التي يصعب التنبؤ بها في ظل ضبابية الموقف في الوقت الحالي".

يذكر أن مصر أدت في السابق دورًا في الوساطة بين حماس وإسرائيل، بما في ذلك وقف إطلاق النار المؤقت لمدة أسبوع في أواخر نوفمبر، الذي شمل إطلاق سراح أكثر من مئة رهينة كانت احتجزتهم حماس في عملية طوفان الأقصى.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com