المبعوث الأممي إلى ليبيا السينغالي عبد الله باتيلي.
المبعوث الأممي إلى ليبيا السينغالي عبد الله باتيلي.

عقبة في طريق الانتخابات.. هل تنجح مساعي باتيلي في ترحيل المرتزقة من ليبيا؟‎‎

لا يزال ملف المرتزقة و المقاتلين الأجانب يؤرق الليبيين و بات يمثل حجر عثرة في طريق إجراء الانتخابات العامة وكذلك إرساء سلم مجتمعي، وهو ما دفع بالمبعوث الأممي الجديد السينغالي عبد الله باتيلي إلى الإعلان مؤخرا عن تشكيل لجنة جديدة لتحديد أماكن المرتزقة وإجلائهم في خطوة أثارت تكهنات واسعة حول فرص نجاحها.

و أقرت اللجنة العسكرية المشتركة "5+5"، منذ يومين، إنشاء لجنة مكلفة بتصنيف التشكيلات المسلحة، والعمل على انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية.

وبحسب ما نشره المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبدالله باتيلي، على حسابه عبر "تويتر"، فإن قرار تشكيل اللجنة جاء وفقًا للبند الرابع من اتفاق وقف إطلاق النار، إذ وافقت اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 على إنشاء لجنة فرعية مكلفة بتصنيف التشكيلات المسلحة، والعمل على انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية."

وقالت مصادر سياسية وعسكرية متطابقة في ليبيا لـ "إرم نيوز" إن المبعوث الأممي بدأ العمل على هذا الملف، بعد إدراكه أنه سيجد دعما قويا من قوى دولية تطمح إلى تطهير ليبيا من الميليشيات والمرتزقة لافتة إلى أنه "سيقوم بخطوات جديدة للضغط باتجاه طرد المرتزقة في الأيام المقبلة".

وقال عضو ملتقى الحوار السياسي الليبي، أحمد الشركسي إن "المُشكلة الحقيقية القائمة في ليبيا متعلقة بالمسار الأمني الذي لم يعط الأهمية الكافية خلال كل الحوارات و المحطات السياسية السابقة".

وتابع الشركسي في تصريح لـ "إرم نيوز"، "آمل أن يضع المبعوث الجديد آلية واضحة لحل ما تسمى القوة الفاعلة، ووضع آلية لدمجها أو تسريحها،إذ لا يمكن الذهاب لحل سياسي يُنهي الأزمة في ظل وجود المرتزقة".

لكن محللين وسياسيين ليبيين استبعدوا أن ينجح باتيلي في تحقيق اختراق في هذا الملف الشائك والذي تتشابك فيه عوامل داخلية وأخرى خارجية.

وقال رئيس حزب "تيار ليبيا للجميع"، فتحي بعجة وهو دبلوماسي ليبي سابق: "لا أعتقد أن المسألة جادة إلى حد كبير، بل هي مجرد شراء للوقت لا أكثر ولا أقل ولإبقاء الوضع على حاله لأن اللجنة 5+5 هي لجنة في حقيقة الأمر غير فاعلة".

وأضاف البعجة في تصريح أدلى به لـ "إرم نيوز" أن "المهام التي كُلفت بها اللجنة لم تحقق منها شيئا، وهي غير قادرة على طرد المرتزقة، معتبرا أن "البعثة الأممية ليس لها حل واضح للأزمة الليبية".

ومن جهته، قال المحلل السياسي التونسي المتخصص في الشؤون الليبية، غازي معلى إن "على الورق المهمة سهلة، لكن عمليا التنفيذ معقد جدا".

وأكد معلى في تصريح لـ "إرم نيوز" أن وجود المرتزقة بات يضع الاستقرار على المحك، وأي مساس بهم أمر صعب ويتطلب قوة جبارة ووقت ورغبة دولية وإقليمية ومحلية أيضا وهو ما يغيب الآن".

وأردف "إن للمرتزقة دعما محليا وإقليميا ودوليا، وما دام الوضع الدولي والإقليمي لم يجد حلا سياسيا واضحا فإن من الصعب أن يتم ترحيل المرتزقة".

وختم معلى بالقول إن "الحديث عن خطط لإخراج المرتزقة أمر غاية في الأهمية، لكن التنفيذ صعب للغاية أيضا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com