وسط صمت حكومي.. مقتل الضحية 20 ضمن سلسلة اغتيالات في الزاوية الليبية

قُتل، مساء السبت، الشاب حيدر الجغمني رمياً بالرصاص من قبل مجهولين، في مدينة الزاوية، الواقعة على بعد 48 كم غرب العاصمة الليبية طرابلس.

وقالت مصادر حقوقية تحدثت إلى "إرم نيوز" إن الجغمي هو الضحية رقم 20، ضمن مسلسل الاغتيالات المستمر منذ أسابيع في المدينة، التي تسيطر عليها عدة ميليشيات وتشهد انفلاتاً أمنيا غير مسبوق.

ونعى الناشط "أيمن ءال فحيل البوم" الجغمني، عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، بالقول: "زميلنا حيدر الجغمني، أحد أعضاء الاتحاد الطلابي في كلية هندسة النفط والغاز وعضو في نادي المهندس، الذي قتل بسبب غياب القانون والمؤسسات الأمنية".

واغتيل مساء يوم الجمعة الضحية رقم 19، وهو الشاب أيوب بالحاج الحضيري، بعد الرمي بالرصاص من قبل مجهولين.

وأقر رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة، يوم الخميس الماضي، بوجود مشاكل في الزاوية، دون أن يدلي بأية تفاصيل.

وقال خلال زيارته لوزارة الداخلية: "لدينا مشاكل في الزاوية لا بد من التعريج عليها ومحاولة حلها قبل تفاقمها".

لقمة سائغة

بدوره، انتقد رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا أحمد عبد الحكيم حمزة استمرار صمت الحكومة حيال هذا الخرق الأمني وعمليات القتل خارج القانون التي تشهدها مدينة الزاوية.

وأكد في تصريح لـ "إرم نيوز" أن ما يحدث في مدينة الزاوية تعدى مستوى تصفية الحسابات فيما بين الجماعات والتشكيلات المسلحة هناك، وإنما هو انفلات أمني خطير ومؤشر على حجم فشل حكومة الوحدة الوطنية ووزارة الداخلية في ضمان حماية المواطنين وممتلكاتهم وسلامتهم وحياتهم، وتركهم لقمة سائغة للخارجين عن القانون.

وقبل أيام أغلق سكان مدينة الزاوية الطريق الساحلي الرابط بين العاصمة ومدينة الزاوية؛ احتجاجا على الاغتيالات في المدينة، حيثُ نظم طلبة جامعة الزاوية اعتصامًا.

صرخة بوجه العابثين

وقال الطلبة في بيان: "اليوم نعلمكم أيها السادة أننا نحن شباب وأهالي الزاوية بكل مكوناتهم وجميع أطيافهم بأنا نطلق صرخة الحق، ونصدع بالحقيقة، بأننا لم نعد نطيق الصمت أمام ما يحدث ويفعل في مدينة الزاوية، وما يدبر لها من مكائد".

وأكدوا أن الزاوية "تصرخ في وجه العابثين، والحذاق والمتربصين وتقول لهم كفى؛ لأنه لم يعد ممكنا أن يمتد زمن العبث ويزداد إلى أجل غير مسمى، كفى؛ إراقة للدماء، كفى؛ عبثا بالأرواح والمحرمات، كفى؛ استخفافاً بالإنسان في جسده وروحه، كفى تناطحاً أيديولوجيا وعلى حساب الوطن حاضراً ومستقبلاً".

ودعا الطلبة أعيان ومشايخ مدينة الزاوية خاصة وجميع الجهات المختصة والمعنية عامة "لتحمل المسؤولية تجاه أبنائكم، في توفير جميع متطلباتهم وحقوقهم وأهمها توفير بيئة ملائمة منعمة بالأمن والأمان".