"بابا مرزوق".. مدفع تاريخي يعمق "جراح الذاكرة" بين الجزائر وفرنسا
"بابا مرزوق".. مدفع تاريخي يعمق "جراح الذاكرة" بين الجزائر وفرنسا"بابا مرزوق".. مدفع تاريخي يعمق "جراح الذاكرة" بين الجزائر وفرنسا

"بابا مرزوق".. مدفع تاريخي يعمق "جراح الذاكرة" بين الجزائر وفرنسا

يتطلع الجزائريون إلى استعادة مدفع "بابا مرزوق" التاريخي الموجود في فرنسا، بحسب ما أفاد تقرير إخباري.

ويروي التقرير الذي نشرته مجلة "جون أفريك"، قصة هذا المدفع البرونزي الذي يبلغ طوله 7 أمتار ويزن 12 طنا.

وقالت المجلة إنه "بالنسبة للجزائريين يحمل هذا المدفع اسم (بابا مرزوق) أما الفرنسيون فيسمونه (القنصلية) ويعتبرون أن مكانه في بلادهم لأنه جزء من تاريخها".

وتعود قصة المدفع إلى القرن السادس عشر عند سقوط الجزائر بأيدي العثمانيين حيث تم تثبيت المدفع على الأسوار التي تحمي المدينة وتمتد على 4.8 كيلومترات وهو سلاح هائل ضد السفن المعادية التي تغامر بدخول خليج الجزائر العاصمة.

وفي عام 1682، بعد أكثر من قرن من الصراع بين السفن الفرنسية والقراصنة البربر، استولى هؤلاء على فرقاطة فرنسية وأرادوا بيع القبطان كعبد.

ووفق التقرير فإن "لويس الرابع عشر أمر الأدميرال دوكين بقيادة رحلة استكشافية للاستيلاء على مدينة الجزائر وإطلاق سراح المسيحيين المحتجزين هناك، وأدى قصف سفن البحرية الفرنسية المستمر لأسابيع إلى سقوط مئات الضحايا من السكان".

وتابع: "تولى القنصل الفرنسي في الجزائر حينها جان لو فاشير، المعروف على وجه الخصوص بأعماله الإنسانية تجاه مسيحيي المغرب العربي ومرضى الطاعون، مهام الوساطة بين الأدميرال أبراهام دوكين والداي (الحاكم) بابا حسن لإبرام اتفاق سلام والإفراج عن الأسرى".

وبين أن "الوساطة فشلت بسبب عناد الأدميرال الذي اضطر إلى العودة إلى طولون بسبب سوء الأحوال الجوية".

"وكان هذا المدفع شاهدا على عدة أحداث ومعارك خاضها الجزائريون ضد كل أشكال التدخلات الأجنبية، وكان دوره حاسما في التصدي للحملات البحرية الفرنسية على الجزائر على امتداد القرن السابع عشر"، وفق التقرير.

وأكدت "جون أفريك" أنه "تكريما لاثنين من القناصل الفرنسيين اللذين لقيا حتفهما في عامي 1683 و1688 على فوهة المدفع، تحول المدفع الشهير إلى عمود أخضر زمردي، موضوع على كتلة من الغرانيت ويعلوه ديك يضع مخلبه على مجسم للكرة الأرضية".

وذكرت أن "الجزائر أرسلت في 2013 طلبا رسميا لاستعادة المدفع، وأوضحت وزارة الدفاع الفرنسية في ذلك الوقت أن "جيش البحر الفرنسي شديد التعلق بهذا المدفع الذي أصبح الآن جزءا من تاريخ البحرية الوطنية" لتبرير رفضها".

ولفتت إلى أن الملف الآن في أيدي قصر الإليزيه حيث قدم المؤرخ بنجامين ستورا في تقريره عن ملف الذاكرة الذي قدمه إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كانون الثاني/يناير 2021 توصية بشأن المدفع.

🖍️وأوصى المؤرخ "بإنشاء لجنة فرنسية جزائرية للمؤرخين تكون مسؤولة عن تحديد تاريخ مدفع (بابا مرزوق) وصياغة تبادل المقترحات بشأن مستقبله، احتراما للحمل التذكاري الذي يحمله على جانبي البحر الأبيض المتوسط".

وبحسب "جون أفريك" فقد قام إيمانويل ماكرون بالفعل بإشارات رمزية مرتبطة بهذا العمل على تصفية جراح الماضي وحسم ملف الذاكرة.

وتساءلت المجلة: "هل يتخذ خطوة جديدة بإعادتها إلى الجزائر بمناسبة الذكرى الستين لتوقيع اتفاقيات إيفيان في 19 آذار/مارس 1962؟".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com