رغم الإشارات الإيجابية.. ماذا يؤخر عودة التعاون الثنائي بين المغرب وإسبانيا؟
رغم الإشارات الإيجابية.. ماذا يؤخر عودة التعاون الثنائي بين المغرب وإسبانيا؟رغم الإشارات الإيجابية.. ماذا يؤخر عودة التعاون الثنائي بين المغرب وإسبانيا؟

رغم الإشارات الإيجابية.. ماذا يؤخر عودة التعاون الثنائي بين المغرب وإسبانيا؟

رغم الإشارات الإيجابية التي أرسلتها إسبانيا إلى المغرب من أجل تذويب جليد الخلاف السياسي، إلا أن الرباط وعلى ما يبدو تضع "شروطا" لاستئناف التعاون الثنائي.

وأكد الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، مصطفى بايتاس، الخميس، أن إعادة علاقات بلاده مع إسبانيا "تحتاج لكثير من الوضوح".

وأضاف في لقاء صحفي: "الطموح موجود وعبرت عنه إسبانيا، لكن لكي يتعزز الطموح نحتاج إلى الكثير من الوضوح"، دون أن يقدم تفاصيل أخرى.

قضية الصحراء

وحيال ذلك، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ديجون عبد الرحمن مكاوي، الخبير في الشؤون الأمنية والإستراتيجية، إن الرباط تريد موقفا واضحا من إسبانيا بشأن نزاع الصحراء، وتأخر استئناف التعاون الثنائي راجع بالأساس إلى استمرار مدريد في نسج خطاب مزدوج حول هذه القضية.

ورأى المكاوي في تصريح لـ"إرم نيوز"، أنه لا يمكن لإسبانيا أن تبيع للمغرب خطاباً معيناً وفي ظهره تقوم بالعكس مع جبهة "البوليساريو" والجزائر، مبينًا أن المملكة تريد موقفاً شجاعاً كالذي اتخذته ألمانيا قبل أسابيع قليلة للخروج من الأزمة ولعودة آلية التعاون الثنائي.

واعتبر أن "اللعب على الحبلين" وإصدار الخطاب المزدوج لن يسهم في تقدم العلاقات المغربية الإسبانية، مبيناً أن بعض الأوساط في هذا البلد الإيبيري تميل إلى هذا الخطاب وتحركه لأغراضها.

وشدد أستاذ العلاقات الدولية على أن إسبانيا عليها أن تتخذ قرارا شجاعا تجاه الإخوة الأعداء في شمال أفريقيا (المغرب والجزائر)، وتغيير مواقفها حول قضية الصحراء، لافتا إلى أن خطب الملك محمد السادس دائما ما كانت تنبه إلى رفض التفاوض حول سيادة المغرب على الصحراء، وأن أكبر سقف هو الحكم الذاتي للأقاليم الصحراوية.

وتابع المتحدث أن الحل يكمن أيضاً في نسج إسبانيا علاقات متوازنة بين المغرب والجزائر.

وتشُوب حالة من التوتر في العلاقات المغربية الإسبانية على خلفية استقبال مدريد قبل أشهر زعيم جبهة "البوليساريو" المطالب باستقلال الصحراء الغربية عن المغرب، إبراهيم غالي، من أجل تلقي العلاج.

وتفاقمت الأزمة بين الرباط ومدريد، منتصف شهر مايو/ أيار الماضي، حين تدفق آلاف المهاجرين -معظمهم مغاربة- على مدينة سبتة المحتلة الخاضعة للإدارة الإسبانية؛ ما فُسِّر في مدريد بأنه رد على استقبال زعيم "البوليساريو".

ملفات ضاغطة

من جهته، قال الدكتور إدريس الكنبوري، الباحث الأكاديمي والمحلل السياسي المغربي إن هناك ملفات عديدة معلقة بين الرباط ومدريد لها بعد تاريخي مثل سبتة ومليلة، والحدود البحرية التي أثارت الجدل مؤخرا، إضافة إلى ملفات راهنة تستوجب معالجة فورية، مثل إعادة فتح معبر سبتة ومليلية وتعزيز التعاون لمكافحة الإرهاب، إضافة إلى ملف الهجرة السرية.

ورأى الكنبوري في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن كل هذه القضايا المذكورة تفرض ضبط العلاقات بين الرباط ومدريد، مشيراً إلى أن هذه الملفات الضاغطة ستجرهما إلى التفاهم عاجلا أم آجلا.

واعتبر أن إسبانيا مُجبرة بكيفية أكبر على إعادة التعاون مع المغرب وذلك بعد الضغط الذي مارسه سكان سبتة ومليلة على الحكومة المركزية الإسبانية بسبب إغلاق المعابر المذكورة.

وفي تعليقه على التقارير التي تحدثت عن لقاء مرتقب بين وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس والمبعوث الأممي إلى الصحراء ستافان دي ميستورا لحلحلة الملف، قال المحلل السياسي إن إسبانيا تتخوف من أن يتم حل قضية الصحراء بعيداً عنها، لأنها تريد أن تكون لها يد لأي حل مرتقب لهذه القضية كي لا تفقد حليفا إستراتيجيا.

وأضاف المتحدث: "الأمر لا يتعلق فقط بالشق السياسي، فحتى الشق الاقتصادي وارد بقوة، على اعتبار الثروات التي يتمتع بها المغرب".

ودعا عاهل إسبانيا فيليبي السادس، الإثنين، في مدريد، إلى تجسيد علاقات جديدة بين الرباط ومدريد، تقوم على ركائز أقوى وأكثر متانة، وهي المرة الأولى التي يعلق فيها الملك الإسباني على الأزمة التي نشبت بين البلدين، منذ أبريل/نيسان الماضي.

وقال ملك إسبانيا فيليبي السادس خلال استقبال خص به السلك الدبلوماسي المعتمد في إسبانيا حينها: "الآن ينبغي على الأمتين السير معًا من أجل الشروع في تجسيد هذه العلاقة بدءا من الآن".

من جهتها، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية، إيزابيل رودريغيز، الثلاثاء، إن "المغرب يعد بلدًا جارًا، وبلدًا إستراتيجيًا" بالنسبة لمصالح إسبانيا، مؤكدة أن بلادها ترغب في إقامة علاقات جيدة مع الرباط.

وأضافت رودريغيز في تصريح صحفي حينها أنه "انطلاقًا من هذه الحقيقة، تحدو البلدين رغبة في إقامة علاقات جيدة"، مؤكدة على أهمية "العمل سويًا في هذا الاتجاه خلال الأشهر والسنوات المقبلة".

وفي خطوة لرأب الصدع في العلاقات بين البلدين، عَيَّنَ بيدرو سانشيز رئيس الوزراء الإسباني في يوليو/تموز 2021، خوسيه مانويل ألباريس وزيرا للخارجية، بدلا من أرانتشا غونزاليس لايا، والتي ساهمت في تعميق الأزمة مع المغرب.

ووفق تقارير إعلامية إسبانية، فإن المغرب يعد الشريك التجاري الأول لإسبانيا على الصعيد الأفريقي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com