حملة توقيف طالت "الكبار" في تونس.. حرب على الفساد أم تصفية حسابات؟
حملة توقيف طالت "الكبار" في تونس.. حرب على الفساد أم تصفية حسابات؟حملة توقيف طالت "الكبار" في تونس.. حرب على الفساد أم تصفية حسابات؟

حملة توقيف طالت "الكبار" في تونس.. حرب على الفساد أم تصفية حسابات؟

أثارت حملة التوقيفات التي شهدتها تونس، خلال الأيام الأخيرة، والتي طالت شخصيات بارزة في البلاد، تساؤلات حول خلفياتها وأهدافها، وسط آمال لبداية حرب حقيقية على الفساد، ومخاوف من أن تكون تصفية حسابات.

وشهدت البلاد توقيفات غير مسبوقة، أطاحت بوزير البيئة مصطفى العروي، الذي تم إيداعه السجن مع 7 شخصيات من كبار المسؤولين؛ بسبب التورط في توريد النفايات من إيطاليا.



كما تم توقيف رئيس حزب قلب تونس، والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية نبيل القروي، وإيداعه السجن، في قضية تبييض أموال، وسط أنباء متواترة عن حملة توقيفات جديدة مرتقبة، خلال الساعات القادمة.

حيال ذلك، أشاد أمين عام حزب التيار الشعبي زهير حمدي بحملة التوقيفات في تونس، معربا عن أمله في دعم شعبي لها، يحول دون تحولها إلى تصفية حسابات سياسية.

واعتبر زهير حمدي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن التوقيفات الأخيرة يمكن أن تفتح مرحلة جديدة، في سياق تخليص البلاد من الفساد المستشري.

واعتبر حمدي، أن توقيف رئيس حزب قلب تونس، نبيل القروي، يشكل مؤشرا لبداية تخلص القضاء من ضغط الأحزاب السياسية، باتّجاه معالجة كل القضايا التي تهم الحياة السياسية، ومنها بالخصوص ملف الاغتيالات والجهاز السري لحركة النهضة.

وأكد المحلل السياسي حسن القلعي، أن التوقيفات الأخيرة التي شهدتها تونس، يمكن أن تتحول إلى حرب شاملة على الفساد، إذا وقع تأطيرها، معتبرا أنها تجري بإيعاز من رئيس الجمهورية قيس سعيد.

واعتبر القلعي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، "أن الرئيس التونسي لم يسد تعليمات مباشرة لتنفيذ إيقافات هي من مشمولات السلطات القضائية، لكنه فرض بسلوكه السياسي حاضنة واسعة طاردة للفساد ومناهضة له".

وأضاف القلعي، أن أغلب التونسيين، صوتوا بكثافة في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية لصالح قيس سعيد، قناعة منهم بأنه يعتبر مثالا يحتذى في الاستقامة؛ ما فرض قواعد جديدة لمحاربة الفساد في البلاد.



واعتبر القلعي، أن التحرّك في التوقيفات نحو مجالات أخرى ومنشآت حيوية، إضافة إلى ضرب المحتكرين والمهربين، سيمنح الحكومة ورئاسة الجمهورية، بوصفهما ضلعي السلطة التنفيذية، تعبئة شعبية غير مسبوقة.

في المقابل، رجح المحلل السياسي الصغير القيزاني أن تكون التوقيفات تصفية حسابات سياسية، واستند في حكمه على وزير البيئة الذي تم إيداعه السجن، معتبرا أن عدم "تمتّعه بأي غطاء حزبي" سهل عملية توقيفه، فيما تبقى قيادات من حركة النهضة في مأمن من كل محاسبة.

كما رجح الصغير القيزاني، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن تكون حركة النهضة قد ضحت برئيس قلب تونس نبيل القروي، وقدمته كبش فداء، في إطار مخطط يهدف إلى التقرب من رئيس الجمهورية قيس سعيد، بعد الضغوطات التي تواجهها وما تعيشه من انقسامات داخلية أضعفتها.

وقال القيزاني، إن الجزم بالمضي في الحرب على الفساد بجدية، يقتضي إصدار أحكام قضائية، بشأن مضمون تقرير محكمة المحاسبات بخصوص الانتخابات الأخيرة، والذي كشف تورط العديد من الأطراف السياسية، من بينها حركة النهضة، في تلقي تمويلات أجنبية يمنعها القانون.

من جهته، يرى المحلل السياسي رياض الحيدوري أن حملة التوقيفات الأخيرة ستسارع في فرز سياسي جديد، كما أنها ستخلف ارتدادات اجتماعية أخرى.

ورأى رياض الحيدوري، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن سجن رئيس قلب تونس نبيل القروي، سينعكس على الحزام السياسي الداعم للحكومة، مرجحا أن يتم استبداله بقوى سياسية أخرى، غير تلك المتحالفة مع حزب نبيل القروي؛ كي لا يلاحقها وصم الفساد.



وأضاف الحيدوري، أن المضي في الحرب على الفساد، سيخلّف محاولات لبث الفوضى والاضطرابات من طرف أباطرة الفساد، داعيا الحكومة إلى تقديم خطة تحركات تهدف أساسا إلى تعبئة شعبية تساند حملة محاربة الفساد، نحو تحقيق هدف أسمى يتعلق بتحقيق الإصلاحات وإنقاذ البلاد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com