مع تصاعد التوتر.. هل تشهد الصحراء الغربية حربا بين المغرب و"البوليساريو"؟
مع تصاعد التوتر.. هل تشهد الصحراء الغربية حربا بين المغرب و"البوليساريو"؟مع تصاعد التوتر.. هل تشهد الصحراء الغربية حربا بين المغرب و"البوليساريو"؟

مع تصاعد التوتر.. هل تشهد الصحراء الغربية حربا بين المغرب و"البوليساريو"؟

مع تصاعد التوتر الميداني في معبر "الكركرات" الحدودي، تدق طبول الحرب من جديد في الصحراء الغربية المتنازع عليها بين المغرب وجبهة "البوليساريو"، وذلك في ظل تلويح طرفي النزاع باللجوء إلى الحل العسكري.



أسباب التصعيد

وانطلق الصراع الجديد، يوم الـ21 من شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عندما أقدمت عناصر تابعة لجبهة "البوليساريو" على إغلاق معبر "الكركرات" التجاري الواقع على الحدود المغربية الموريتانية لعرقلة نقل البضائع.

وتصف ما يسمى بـ"الجمهورية الصحراوية" ثغرة الكركارات بـ"غير القانونية"، وتؤكد أن الهدف من الاحتجاجات هو "إغلاق المعبر ووقف النهب الممنهج لثروات الشعب الصحراوي" حسب تعبيرها.

وبالموازاة مع ذلك أرسلت الجبهة، التي تصفها الرباط بـ"الانفصالية" عشرات المدنيين إلى المناطق العازلة وتحديدا في "أمهيريز" و"بئر لحلو" للاحتجاج أمام الجنود المغاربة المرابطين بتلك المناطق، وسط التحذيرات المتكررة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.

وكما كان متوقعا، فقد حمل خطاب العاهل المغربي الملك محمد السادس الأخير بمناسبة الذكرى الـ45 لـ"المسيرة الخضراء"، بين ثناياه ردا واضحا على "استفزازات" البوليساريو بـ"الكركارات" والمناطق العازلة.

وأكد الملك محمد السادس يوم السبت الماضي، أن "المغرب سيبقى كما كان دائما، متشبثا بالمنطق والحكمة بقدر ما سيتصدى، بكل قوة وحزم، للتجاوزات التي تحاول المس بسلامة واستقرار أقاليمه الجنوبية".

واختارت جبهة البوليساريو الرد على مضامين الخطاب الملكي ببيان يدعو إلى رفع حالة الطوارئ القصوى واستنفار كامل مكوناتها، وهي بذلك تهدد بالتحضير لعمل عسكري وشيك ضد المغرب، بحسب خبراء مغاربة.

وتأتي هذه التطورات الميدانية في وقت تلعب فيه المملكة بورقة فتح القنصليات في كبرى مدن الصحراء المتنازع عليها، من خلال تشجيع الدول الحليفة على القيام بذلك لدعم "مغربية الصحراء".



تكلفة الحرب

وقال المغربي عبدالفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الإستراتيجية، إن جبهة "البوليساريو" قد توصلت برسالة ملكية واضحة، مفادها أن الجيش المغربي جاهز للتصدي لأي محاولة تستهدف المساس بالأقاليم الجنوبية، إضافة إلى أنها تعي أيضا التحدي التي وضعها المغرب فيه ككيان خارج عن مبادئ الشرعية الدولية.

وأضاف، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن جبهة "البوليساريو" لن يكون بمقدورها تجريب اللعب بالنار مع المغرب، أو بالأحرى تحمل مسؤولية تهديد الأمن والسلم في المنطقة لما لذلك من كلفة سياسية إقليميا ودوليا.

وبين الفاتحي أنه "لا يبدو مستغربا بأن المغرب قد نصب شركا للجبهة والجزائر عبر توجيه القرارات الأممية ورؤيته تجاه ملف نزاع الصحراء، ورسخ هذا الإسناد الدولي لموقفه بوجود بعثة المنورسو في الصحراء التي تراقب وقف إطلاق النار، بل وتدعم القوة التنفيذية والإجرائية لمختلف قرارات مجلس الأمن الدولي".

وأضاف أن أي ثورة للجبهة سيجعلها ككيان إرهابي، وبالتالي تفقد ما تبقى لها من مصداقية عند المجتمع الدولي، بل إن أي دعم دبلوماسي لها معيب، لأنه سيكون في خلاف مع توجهات قرارات مجلس الأمن الدولي.

وأكد الفاتحي أن "الكل اتفق على عرض نزاع الصحراء على الأمم المتحدة، وحيث إن مجلس الأمن الدولي واكب النظر في هذا الملف، ويتواصل عمله في أفق البحث عن تسوية سياسية، فإن الأطراف يفترض فيهم الانضباط إلى قواعد وقرارات الشرعية الدولية".

وبين أن "جبهة البوليساريو مكبلة بكثير من القيود، قبل أن تدخل في مواجهة عسكرية مع المغرب، وإذا ارتكبت هذه الحماقة، فإن المغرب سيكون في وضع من ينفذ حكم الخارج عن القانون". وفق تعبيره.



مخطط جزائري؟

من جهته، رأى الخبير المغربي في الدراسات العسكرية والشؤون الإستراتيجية عبدالرحمن المكاوي، أن المنطقة مقبلة على كل الاحتمالات، في ظل التطورات الميدانية.

وأضاف، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن المغرب تفادى دائما الصدام في منطقة الصحراء تاركا الأمم المتحدة كلاعب أساسي لإيجاد حل سياسي يرضي الجميع، إلا أن "استفزازات" البوليساريو الخطيرة في منطقة الكركارات وفي عدد من المناطق العازلة أمام أعين قوات "المينورسو" جعلت المغرب يفكر بشكل جدّي في تحريك ترسانته العسكرية الكبيرة والمتطورة لمواجهة أي خطر محتمل.

وأكد المكاوي أن هناك مخططا مشبوها تقوم بترجمته الجزائر -المتحكمة في جبهة البوليساريو- بتواطؤ مع بعض الأجنحة الموريتانية المناوئة للمغرب، لافتا أن رجل المخابرات الجزائري شفيق مصباحي قام بزيارات مكوكية إلى نواكشوط في ظرف وجيز وهو ما يؤكد أن شيئا ما يطبخ في الكواليس.

ولفت إلى أن العاهل المغربي بصفته القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، أعلن بحزم في خطابه الأخير أن بلاده مستعدة للرد على مناورات البوليساريو، وأن المملكة لن تقف مكتوفة الأيدي.

واعتبر المكاوي أن "أي مواجهة محتملة في المنطقة مخطط لها من قبل قادة الجزائر لخدمة مصالحهم والهروب إلى الأمام من الأزمات الداخلية، وأيضا لجر الرأي العام الجزائري حول القيادة من جديد".

وكانت مصادر خاصة قد أكدت لـ"إرم نيوز"، أن عناصر الجيش المغربي تلقت تعليمات صارمة برفع حالة التأهب في الثكنات القريبة من الجدار العازل، وأيضا تلك الموجودة في الصحراء، استعدادا لأي تحرك جديد تقوم به الجبهة.

وبدأ النزاع حول إقليم الصحراء العام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول الخلاف بين المغرب و"البوليساريو" إلى نزاع مسلح، استمر حتى العام 1991، وانتهى بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح حكما ذاتيا تحت سيادتها، بينما تطالب "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير المصير.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com