تونس.. القيادية في "النهضة" يمينة الزغلامي تتهم الحركة بإهانة المرأة

احتجت القيادية البارزة في حركة النهضة الإسلامية يمينة الزغلامي، على ما قالت إنه ''إهانة للمرأة في الحركة وتغييبها عن مواقع القرار".

وعبّرت الزغلامي، في تصريحات لصحيفة ''الصباح الأسبوعي'' المحلية، الاثنين، عن استيائها من مكانة المرأة داخل الحركة، مضيفة أنها ترى أن المرأة داخل النهضة لم تتقلد مواقع القرار الحقيقية التي تساهم في بناء الوطن، ومن المؤسف ألا تترشح أي من نساء النهضة لترؤس كتلتها البرلمانية على الرغم من إسهاماتها النضالية في الحزب، قبل ثورة يناير 2011، وبعدها"، وفق قولها.

ويعتبر هذا التصريح مفاجئا خاصة أن الزغلامي من أبرز المدافعات الشرسات عن حزبها وقيادته على عكس بعض زملائها في الحركة الذين لا يترددون في انتقاد سياسات الحزب وحتى زعيمه راشد الغنوشي، وفق مراقبين.

لكنّ التصريح يتطابق مع منشورات إحصائية داخلية للحركة، تفيد بأن النهضة تفتقر بكل هياكلها المركزية والمحلية والجهوية إلى قيادات نسائية، مقابل حضور المرأة في مناصب عضوية غير قيادية، بتمثيل 20 امرأة ضمن الكتلة النيابية للحزب التي تضم 54 نائبا.

وتعليقا على ذلك، رأت الناشطة السياسية التونسية، بثينة العرقوبي، أن المرأة في حركة النهضة لا تعدو أن تكون شعارا لتسويق ديمقراطية زائفة ولا يقع التعويل عليها في مناصب قيادية في الهياكل المركزية للحزب وفي اللجان المتفرعة عنه.

واعتبرت بثينة العرقوبي في تصريحات لـ''إرم نيوز'' أن أدبيات حركة النهضة الإسلامية لا تؤمن بدور فاعل للمرأة، مستندة في حكمها إلى مداولات صياغة الدستور العام 2012، والتي سعى خلالها نواب حركة النهضة إلى إقرار مبدأ أن ''المرأة مكملة للرجل وليست شريكة له'' قبل تراجعها تحت ضغط شعبي وسياسي.

وقالت العرقوبي إن جل الترشيحات التي تقدمها حركة النهضة من النساء، في المحطات الانتخابية، تهتم بتسويق انفتاح زائف، والترويج لديمقراطية وهمية عبر ترشيح نساء سافرات، لا تربطهن رابطة قوية بالحركة، على غرار رئيسة بلدية تونس سعاد عبد الرحيم ومرشحتها في الانتخابات البلدية السابقة، سليمة بن سلطان، بحسب تعبيرها.

ومن جانبه، اعتبر المحلل السياسي، حسن القلعي أن وجود نساء في حركة النهضة، يندرج في إطار سياساتها لتخفيف الضغوطات الدولية، والترويج لكونها تطورت ديمقراطيا، لكن دون أن ترافق تلك الشعارات إجراءات واقعية لجعل النساء في مقدمة مواقع القرار السياسي، وفق قوله.

ولفت القلعي إلى أن قيادات نسائية شابة في حركة النهضة يجمعهن شعور مشترك بكونهن مغيبات عن سلطة القرار، ولسن سوى أرقام داخل حركة النهضة، مرجحا ''انتفاضتهن قريبا.