لقاء أردوغان والسراج يثير مخاوف نسف مساعي التسوية في ليبيا
لقاء أردوغان والسراج يثير مخاوف نسف مساعي التسوية في ليبيالقاء أردوغان والسراج يثير مخاوف نسف مساعي التسوية في ليبيا

لقاء أردوغان والسراج يثير مخاوف نسف مساعي التسوية في ليبيا

أثار لقاء رئيس حكومة الوفاق الليبيّة، فائز السراج بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد، تساؤلات عن دلالات اللقاء الذي يأتي غداة محادثات بوزنيقة التي خرجت بتفاهمات حول حل سياسي، وعشية اجتماع "برلين 2" الرامي إلى تفعيل مخرجات مؤتمر برلين المنعقد مطلع العام الجاري حول ليبيا.

وقالت مصادر في الرئاسة التركية إنّ اللقاء كان مغلقا رافضة الكشف عن جدول أعماله وعن فحوى المحادثات التي جرت بين الطرفين.

واكتفى المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم غالن بالقول إنّ "تركيا ستواصل دعم حكومة الوفاق"، مشيرا إلى أن "الاتفاقيات التركية الليبية ستتواصل، إضافة إلى العمل مع الجهات الفاعلة الأخرى" بحسب تعبيره.



وأثار اللقاء المغلق مخاوف من أن تكون التحركات التركية تدفع في اتجاه تعطيل مسار التسوية السياسية بعد سلسلة من الحوارات والمحادثات على امتداد أسبوع صبّت جميعها في اتجاه الحل السياسي.

وجاء اللقاء المفاجئ بعد ساعات من إعلان مخرجات الجولة الثانية من المحادثات التي جمعت الفرقاء الليبيين في بوزنيقة المغربية، ونتج عنها اتفاق حول توزيع المناصب السيادية، وقبل ساعات من انعقاد مؤتمر برلين 2 الذي تسعى فيه ألمانيا إلى حث الدول المعنية بالصراع الليبي على تنفيذ مخرجات مؤتمر برلين المنعقد في يناير/كانون الثاني الماضي، وخرج بعدة قرارات منها حصر السلاح بيد الدولة واستئناف العملية السياسية.

واعتبر متابعون للشأن الليبي أنّ توقيت لقاء أردوغان والسراج يحمل دلالات كبيرة في علاقته بالأجندة التركية في ليبيا سياسيا وعسكريا واقتصاديا.



وقال المحلل السياسي مصطفى العابدي لـ "إرم نيوز" إنّ أردوغان يبدو أنه يلعب آخر أوراقه ويدفع في اتجاه إحباط كلّ الجهود الرامية إلى إيجاد حلّ سلمي في ليبيا، لا سيما أنّ اللقاء يأتي قبل ساعات من مؤتمر برلين 2 الذي سيدعو إلى ضرورة تطبيق توصيات المؤتمر الأول وأساسا النقطة المتعلقة بنزع سلاح الميليشيات وحصر السلاح بيد الدولة ووقف تدفق السلاح من الخارج، وهي كلها نقاط تبدو تركيا معنية بها بالدرجة الأولى" وفق قوله.

وأضاف العابدي أنّ "هناك إجماعا دوليا اليوم على ضرورة وقف كل الأنشطة العسكرية في ليبيا تمهيدا لأرضية صلبة يمكن عليها بناء تفاهمات سياسية، الأمر الذي دعت إليه بوضوح المبعوثة الأممية إلى ليبيا ستيفاني ويليامز التي طالبت بإخراج المرتزقة الأجانب وبوقف تدفق السلاح إلى ليبيا، وهذان مطلبان موجهان أساسا إلى تركيا التي بعثت بآلاف المرتزقة وبكثير من العتاد العسكري دعما لحكومة الوفاق".



بدوره، قال المحلل السياسي المتخصص في الشأن الليبي محمد النالوتي، إنّ "كل القراءات للأزمة الليبية تلتقي تقريبا عند نقطة مشتركة وهي إنهاء التدخل التركي ووقف كل أشكال هذا التدخل لا سيما على المستوى العسكري، من خلال الميليشيات والسلاح، لذلك يبدو أنّ أردوغان استشعر هذا الخطر وهذه العزلة المتزايدة من حوله ليحاول لعب آخر أوراقه مع السراج قبل أسابيع قليلة من استقالته المرتقبة نهاية الشهر الجاري والدفع نحو إفشال المفاوضات السياسية وإحياء فرضية العودة إلى الخيار العسكري".

و شدّد النالوتي على أنّ أردوغان يواجه أصعب مرحلة له في مواجهة الأزمة الليبية التي تُعدّ مفتاحا لخوض حروبه ومواجهاته الإقليمية المتعددة، موضحا أنّ أردوغان "يخشى لو خسر معركة ليبيا أن يخسر معركة أذربيجان والصراع المفتوح مع اليونان ومع الاتحاد الأوروبي عامة في منطقة شرق البحر المتوسط" وفق تأكيده.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com