هل يؤدي صدام الفخفاخ ـ الغنوشي بشأن "قلب تونس" إلى انهيار الائتلاف الحكومي؟
هل يؤدي صدام الفخفاخ ـ الغنوشي بشأن "قلب تونس" إلى انهيار الائتلاف الحكومي؟هل يؤدي صدام الفخفاخ ـ الغنوشي بشأن "قلب تونس" إلى انهيار الائتلاف الحكومي؟

هل يؤدي صدام الفخفاخ ـ الغنوشي بشأن "قلب تونس" إلى انهيار الائتلاف الحكومي؟

أثار رفض رئيس الحكومة التونسيّة، إلياس الفخفاخ، دعوة رئيس حركة "النهضة "الإسلاميّة، راشد الغنّوشي، لإشراك حزب "قلب تونس" في الإئتلاف الحكومي، تكهّنات بتفاقم الانقسامات والتصدّعات داخل الائتلاف، وسط توقّعات بتفكّكه، لاسيما في ظلّ الأزمة المحتدمة بين حركتي "الشعب" و"النهضة".

وأعلن رئيس الحكومة التونسيّة، إلياس الفخفاخ، مساء أمس الأحد، رفضه الصريح لدعوة رئيس حركة النهضة الإسلاميّة، راشد الغنّوشي، بإشراك قلب تونس في الائتلاف الحكومي.

وقال إلياس الفخفاخ، في مقابلة مع قناة "التاسعة" و"موزاييك"، إن "الائتلاف الحكومي يتوسع فقط، عندما يفشل، لكنّ قراري لن يتغير"، مبينا بأن الائتلاف يحقق نجاحً،ا وبالتالي لا داعي لتوسيعه، حيث إن الائتلاف لم ينطلق في العمل حتى يتم توسيعه.

ورأى سياسيّون و مراقبون تونسيّون، أنّ موقف الفخفاخ من إشراك "قلب تونس" وإنْ كان قد حسم بذلك الجدل المتصاعد حول المسألة منذ فترة، إلّا أنّه ينذر بمأزق سياسي غير مسبوق، من شأنه أن يعجّل بانهيار الائتلاف الحكومي، وإرباك الأوضاع السياسيّة و الاقتصادية القائمة بالبلاد.

واعتبرت عبير موسي، رئيسة "الحزب الدستوري الحرّ"، أنّ حكومة الفخفاخ دخلت بما وصفته بـ"النفق المظلم"، مشيرة إلى أنّ تصريحاته لن تحلّ المشاكل القائمة، بل ستزيد في إرباك الوضع القائم.

و قالت في تصريحات إذاعيّة اليوم الإثنين، "من المعروف أن الائتلاف الحاكم سيبقى يتخبّط و ستمرّ الأشهر، لكنّ الخلافات لن تنتهي بين الإخوان الذين يريدون تغيير تركيبة الحكومة، لأنها ليست في صالحهم، وبين من وصفتهم بـ"الثورجيين" الذين يريدون أن يبيّنوا أنهم نجحوا في الحكومة وفي مكافحة الفساد، وفق قولها.

و أضافت: "ستبقى الخلافات بين الطرفين قائمة، وسنرى الى أين ستؤدي بعد ذلك".

من جانبه، اعتبر المحلّل السياسي، هشام الحاجّي، أن الجانب السياسي كان طاغيًا في الحوار الذي بثته قناة "التاسعة" وإذاعة "موزاييك" مع رئيس الحكومة، إلياس الفخفاخ، الليلة الماضية.

وقال هشام الحاجّي، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إنّ رئيس الحكومة كان حريصًا في هذا الصدد على تأكيد أمرين، وهما: اقترابه أكثر من رئيس الجمهورية، وأيضًا، تباينه مع حركة النهضة، وخاصة رئيسها، راشد الغنوشي.

ولفت الحاجي، إلى أنّ إلياس الفخفاخ أشار بوضوح، إلى أن قيس سعيد، هو الذي اختاره لمهمة تشكيل الحكومة، و أن هذا الاختيار يستند إلى معطيات موضوعية- هي حسب رئيس الحكومة- الالتقاء حول بعض القيم، وحول برنامج مشترك. و في المقابل، تجنب إلياس الفخفاخ الإشارة إلى رئيس حركة النهضة بالاسم، مذكّرا بأن هذه الحركة لم تختره لمهمة تشكيل الحكومة، وأنها ليست إلا مكونًا من مكوناتها.

و حسب الحاجّي، فإنّ هذا الوضع يجعل حركة "النهضة"، أبعد ما تكون في وضعية "فرض " تصوراتها على رئيس الحكومة الذي –برأيه- وكان واضحًا في تجنب إلياس الفخفاخ توجيه أدنى رسالة، ولو بروتوكولية لراشد الغنوشي، وإجابته الرافضة بوضوح لمقترح هذا الأخير، بإلحاق حركة قلب تونس بالحكومة، وعدم استعداده لمناقشة الأمر.

وتوقّع الحاجّي، أن تخلق تصريحات الفخفاخ، ردود فعل قويّة من حركة النهضة، وستؤثر على أداء الحكومة، معتبرًا أنّ تزامن هذا الرفض مع الأزمة الاقتصادية، سيزيد في متاعب حكومة إلياس الفخفاخ التي تواجه انكماشًا اقتصاديًا غير مسبوق، وأزمة مرشحة لمزيد التعمق.

من جانبه، رأى المحلل السياسي التونسي، محمّد العبيدي، أنّ الفخفاخ وجّه رسائل قويّة وغير مسبوقة لرئيس حركة النهضة، راشد الغنّوشي، معتبرًا أنّها تؤشّر إلى قطيعة مرتقبة بين حكومة الفخفاخ وحركة النهضة الإسلاميّة، مرجّحا حدوث "هزة" في الائتلاف الحكومي.

و قال العبيدي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إنّ تصريحات الفخفاخ تكشف أنّ صبره قد بدأ ينفد مما وصفها بـ"مساومات" النهضة و ابتزازها له، مشيرًا إلى أنّه لم يسبق في تاريخ الحكومات التونسيّة التي تشكّلت منذ أحداث 14 يناير 2011، أن تكلّم رئيس حكومة بهذه الحدّة والغضب عن راشد الغنوشي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com