مع تعاظم التدخل التركي والحديث عن دور روسي.. إلى أين تتجه المعارك في غرب ليبيا؟
مع تعاظم التدخل التركي والحديث عن دور روسي.. إلى أين تتجه المعارك في غرب ليبيا؟مع تعاظم التدخل التركي والحديث عن دور روسي.. إلى أين تتجه المعارك في غرب ليبيا؟

مع تعاظم التدخل التركي والحديث عن دور روسي.. إلى أين تتجه المعارك في غرب ليبيا؟

تبدو كافة السيناريوهات مفتوحة على مستقبل المعارك في غرب ليبيا، بعد دخول ميليشيات حكومة الوفاق لقاعدة الوطية الجوية، وما تبعها من إعادة تمركز قوات الجيش الليبي في المحاور الجنوبية لطرابلس، مع فقدانه مدن الساحل الغربي.

مراقبون يعتقدون أن الدعم التركي لقوات الوفاق أعاد تشكيل موازين القوة ميدانيًا لصالح الأخيرة، خاصة مع ما تردد عن قصف صاروخي لبوارج تركية قبالة الساحل الليبي، وهو ما يمكن أن يعطي الميليشيات دفعة لمواصلة الضغط في محاور قصر بن غشير، ومشروع النهضة، وأبو سليم، وصولًا إلى مواجهة مباشرة في المحاور الثلاثة التي لا تزال في قبضة الجيش الوطني:"ترهونة، الجفرة، سرت".

لكن في المقابل يرى آخرون أن الجيش لا يزال يستمد قوته في غرب البلاد من هذه المحاور الثلاثة، لاسيما مع تفوقه في المواجهات المباشرة في العمق البعيد عن مدن الساحل.

دور روسي محتمل

الإعلامي الليبي محمود شمام يعتقد أن"تحالف الوفاق بدعم تركي مفصلي تمكن من تغيير ميزان القوى على الأرض".

ويستشهد شمام، الذي كان متحدثًا باسم المجلس الانتقالي عقب أحداث فبراير، بما يراه مراقبون "دورًا روسيًا محتملًا" لدعم الجيش الليبي يمكنه إعادة التوازن العسكري ومن ثم السياسي.

وهنا يتوقع شمام، وفق منشور عبر صفحته على "فيسبوك"، "إعادة تفعيل الدور الروسي وتصعيده على الأرض كورقة مساومة مع الأتراك كما حدث في سوريا".



ولاحظ الإعلامي الليبي ما قال إنه"ارتباك عسكري وسياسي" للجيش الوطني عقب أحداث الوطية، والتي استمدت منها قوات الوفاق القوة من "دعم الطيران المسير وما تردد عن تدخل صاروخي بحري من بوارج تركية".

لذلك يرى أن"قوات الوفاق ستواصل الضغط العسكري السريع على النقاط الرخوة في محاور القتال وصولًا إلى انتقال المواجهة إلى 3 محاور أساسية، هي: ترهونة/ الجفرة/ سرت".

وعن إعلان الجيش إعادة تموضع قواته في محاور العاصمة، يذهب "شمام" إلى أن ذلك ربما يكون دليلًا على دور روسي محتمل تهدف خلاله القيادة العامة إلى "إلغاء التلاصق بين القوات ليعطي مساحة أفضل للقصف الجوي".

من جانبه، يرى المحلل السياسي الليبي عاطف الحاسية أن الشحنة المعنوية التي حصلت عليها قوات الوفاق مؤخرًا، ربما تكون هي المكسب الوحيد في أعقاب السيطرة على قاعدة الوطية، وهي العملية التي كشفت بشكل واضح التحالف بين النظام التركي وحكومة الوفاق أكثر من ذي قبل.

كما يعتقد، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "موازين القوة في ساحل الغرب الليبي تميل إلى كفة قوات الوفاق بشكل مؤقت"، رغم أن لدى "الجيش اعتبارات أخرى لتركيز قوته في محاور جنوب طرابلس".

محاور ترهونة والجفرة وسرت

ويشير الحاسية إلى أن "كل المؤشرات تدل على أن حكومة الوفاق تفكر في التوجه نحو ترهونة، والجفرة، وسرت"، بدعم تركي.

لكنه يستبعد، من الناحية الميدانية، سيطرة الوفاق على هذه المناطق، خاصة أن المواجهات في العمق الليبي تعتمد على الطيران المسير، وهو غير حاسم في المواجهات المباشرة، نظرًا لإسقاط الجيش عشرات الطائرات سابقًا، وفق قوله.



ويقول مراقبون إن قوات الوفاق استولت على مناطق الساحل الغربي، كصبراتة، وصرمان، اعتمادًا على قصف البوارج التركية المتمركزة في الساحل الغربي لليبيا، لكن هذه القوات فشلت في المواجهات المباشرة جنوب طرابلس.

ويعود "الحاشية" ليتبنى وجهة نظر قائمة على وجود تحالف بين روسيا وتركيا حاليًا لدعم حكومة الوفاق، لكنه يعتبره "تحالفًا مرحليًا"، سيتغير خلال الأسابيع المقبلة.

مرحلة تكتيكية

أما المحلل السياسي الليبي رضوان الفيتوري، فيرى أن الجيش الوطني يعيش حاليًا "فترة تكتيك"، بدأت بتغليب أمن أفراده على انتصارات "كارتونية وهمية"، ومن ثم إعادة تمركز قواته، لبدء مرحلة جديدة من المواجهة.

لذلك رأى الفيتوري في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن قرارات قيادة الجيش المفاجئة مؤخرًا، تسبق "قفزة نوعية" في طبيعة المعارك قريبًا، مستبعدًا في الوقت نفسه أن تستطيع تركيا تغيير إستراتيجية الحرب في العمق الليبي، مدللًا على ذلك بخسائرها البشرية من المرتزقة ومئات الطائرات المسيرة.

ويختتم المحلل الليبي بأنه على علم "من مصادر موثوقة بأن هناك مفاجآت قريبة ستقلب كل الطاولة على الميليشيات".

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com