في زمن كورونا.. المشروع التمهيدي للدستور يحرك "المياه الراكدة" في الجزائر
في زمن كورونا.. المشروع التمهيدي للدستور يحرك "المياه الراكدة" في الجزائرفي زمن كورونا.. المشروع التمهيدي للدستور يحرك "المياه الراكدة" في الجزائر

في زمن كورونا.. المشروع التمهيدي للدستور يحرك "المياه الراكدة" في الجزائر

أشعلت ورقة التعديل الدستوري في الجزائر، يوم الجمعة، الجدل في أركان الأحزاب التي تعطلت حركتها منذ انتخاب عبد المجيد تبون رئيسًا في استحقاق 12 كانون الأول/ ديسمبر 2019، ثم انشغال عموم الجزائريين بالحرب المستمرة على وباء كورونا المستجد.
وسارع قادة الأحزاب السياسية إلى تشكيل فرق عمل وورش قانونية لبحث مسودة التعديل الدستوري، بغرض إثراء المقترحات ومناقشة البنود المعروضة عليهم بتوجيه من رئيس البلاد عبد المجيد تبون.
واستطلع موقع"إرم نيوز" مواقف قادة بارزين في أحزاب سياسية، بشأن الوثيقة الدستورية المبدئية الواردة من الرئاسة، والتي قال بشأنها عبدالمجيد تبون إنها"ليست نهائية، وهي قابلة للزيادة والنقصان والحذف".
 وقال عضو المكتب التنفيذي لحزب جبهة التحرير الوطني صاحب الغالبية النيابية، محمد عماري، لـ"إرم نيوز" إن الجبهة أول من تلقى الوثيقة الصادرة من الرئاسة، وقد أحالتها فورًا على لجنة خبراء بالحزب بغرض إثرائها بمقترحات، وأن الرد سيكون في غضون أيام عبر إعلانه للرأي العام، وفق تعبيره.
وبدوره، أفاد الأمين الوطني المكلف بقطاع الإعلام والاتصال في حركة مجتمع السلم بوعبد الله بن عجمية لـ"إرم نيوز" أن حزبه "تلقى نسخة من المشروع التمهيدي لتعديل الدستور من قبل رئاسة الجمهورية، وسنشرع في دراسته وفق الآليات المعدة من قبل الحركة لذلك، وسنخبر الرأي العام لاحقًا عن تفاصيل ذلك".
وأكد الأخضر بن خلاف رئيس مجلس الشورى في جبهة العدالة والتنمية لـ"إرم نيوز" أن حزبه لن يدلو بدلوه في المسألة إلا بعد إخضاعها لنقاش مستفيض من طرف هياكل وكوادر الجبهة، لأن المسألة على قدر بالغ من الحساسية والدقة، ولا يمكن التسرع بإطلاق أحكام حولها قبل الفصل النهائي فيها".
واتفق القادة الثلاثة على أن الأمر"يستوجب إخضاع الوثيقة الأسمى في البلاد، لنقاش عام يحقق مبتغى التغيير والإصلاح الشامل؛ لبناء جمهورية جديدة قوامها الديمقراطية وصون الحريات والتنمية المستديمة".
ورأوا أن"إطلاق ورشة تعديل الدستور، من شأنه أن يعيد للحياة السياسية زخمها، في ظل أزمة وباء كورونا، الذي أصاب الأجندة الحزبية بالعطب، عقب قرابة 5 أشهر من إجراء الانتخابات التي أنهت شغور منصب حاكم قصر المرادية".



ومن جانبه، أكد زعيم جبهة البناء الوطني والمرشح الرئاسي السابق عبد القادر بن قرينة، أن حزبه "يثمن طرح الوثيقة الدستورية للنقاش فمن غير المعقول أن تتوقف الحياة كلها وينحصر أداء الدولة حول وباء كورونا المستجد".



وتابع بن قرينة في بيان:"مع خطورة تهديد هذا الوباء وانعكاساته السلبية، لابد من السرعة في الاستجابة لمطالب الحراك الشعبي ببناء مؤسسات الجزائر الجديدة بوثائق جديدة وآليات جديدة و بقاعدة حكم جديدة".


ترحيب حذر 


 ورأى بن قرينة أن"الوثيقة مجرد مسودة وليست دستورًا نهائيًا، وأن المأمول من كل الجزائريين أحزابًا، وشخصيات، ووسائط مجتمعية، الابتعاد عن السلبية، والانخراط في إثرائها حتى تصبح دستورًا حقيقيًا ومستقرًا يستجيب لمتطلبات الحاضر والمستقبل".



ودعا الوصيف في رئاسيات كانون الأول/ ديسمبر الماضي، مواطنيه إلى انتهاز الفرصة وإخضاع حزمة التعديلات إلى نقاش يحولها إلى دستور حقيقي "لا يُستبدل بحسب الأهواء والأمزجة، ولا يستجيب لجماعات الضغط، حتى أضحى تقليدًا جزائريًا، ولكل رئيس دستوره".

وبدوره، أبرز بيان لحزب التجمع الوطني الديمقراطي (ثاني قوة سياسية)، أنه"سجل لدى القراءة الأولية لهذه الوثيقة رغبة رئيس الجمهورية، من خلال الدستور المقبل في إعطاء نفس جديد لمؤسسات الدولة، وتعزيز الحريات، وإزالة اللبس فيما يتعلق بالفصل بين السلطات".
وأعلن الحزب استعداده لإثراء الوثيقة والمشاركة في الحملة الانتخابية للاستفتاء على الدستور الجديد، معربًا عن أمله بأن يستجيب ذلك لطموحات الجزائريين وانشغالاتهم.



وشدد حزب جبهة المستقبل في بيان، على أن"مسودة التعديل الدستوري، ستحظى بالعناية اللازمة من طرف قيادة وكوادر و مناضلي الحزب، وعلى كافة المستويات من خلال النقاش الواسع والعميق والمسؤول حولها لإبداء الرأي حول بنودها ومحتوياتها وإثرائها إيجابًا أو سلبًا".


ويرتقب أن تجهر بقية الأحزاب والمنظمات الجمعوية والنقابية، بمواقفها من المشروع التمهيدي لتعديل الدستور اعتبارًا من يوم الأحد- وهو بداية الأسبوع- في الجزائر، التي تشهد منذ فترة مخاضًا سياسيًا عسيرًا بسبب انقسامات حادة في الأوساط الشعبية والسياسية.


الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com