بعد استقالة 11 نائبا.. هل يلقى حزب القروي مصير "نداء تونس"؟
بعد استقالة 11 نائبا.. هل يلقى حزب القروي مصير "نداء تونس"؟بعد استقالة 11 نائبا.. هل يلقى حزب القروي مصير "نداء تونس"؟

بعد استقالة 11 نائبا.. هل يلقى حزب القروي مصير "نداء تونس"؟

يواجه حزب "قلب تونس"، صاحب ثاني كتلة نيابية في البرلمان التونسي، انقسامات باتت تنبئ بأن يلقى مصيرا مماثلا لحزب "نداء تونس" بعد عاصفة استقالات ضربته مساء الثلاثاء، ما اعتبره مراقبون مقدمة لضرب المعارضة وتشتيتها.

وقال القيادي والنائب عن الحزب أسامة الخليفي في لقاء مع قناة "التاسعة" التلفزيونية الخاصة مساء الثلاثاء إن هناك محاولات للضغط ولضرب حزب قلب تونس، من أطراف مختلفة، لم يسمها، وإن الحزب تعرض لمحاولات تشويه وتحميل مسؤوليات لتطورات سياسية ليس هو مسؤولا عنها، في إشارة إلى رفضه التصويت لحكومة الحبيب الجملي ورفضه المشاركة في حكومة إلياس الفخفاخ.

وأضاف الخليفي أنه "في كل مراحل وجود الحزب كان هناك تشكيك في أعضائه.. هناك أطراف لم تعجبها نتائج الانتخابات ولم يعجبها وجود الحزب في المرتبة الثانية وتسعى إلى عرقلته"، بحسب تعبيره.

وأكد الخليفي أن الحزب سيسعى إلى استعادة النواب المستقيلين، ومن بينهم رئيس الكتلة النيابية حاتم المليكي ونائب رئيس الحزب رضا شرف الدين، قائلا "قلب تونس يحتاج كل أبنائه، وهو حزب له مشروع ندافع عنه، وسنسعى إلى إعادة المنسحبين إلى طاولة الحوار"، وفق قوله.

وتعليقا على هذا التطور داخل الحزب الذي يرأسه رجل الأعمال نبيل القروي أكد محللون لـ "إرم نيوز" أن هناك فعلا مسعى إلى تشتيت المعارضة وإضعافها.

وقال المحلل السياسي نبيل بوبكر لـ "إرم نيوز" إن استقالة النواب تبدو في ظاهرها شأنا داخليا يهم الحزب وحده وتقف وراءه أسباب هيكلية أو تنظيمية، ولكن الحقيقة أن هناك "تحرشا" يتعرض له حزب "قلب تونس" من قبل حركة "النهضة" وفق تعبيره، منذ مرحلة ما بعد إعلان نتائج الانتخابات التشريعية.

وأوضح بوبكر أن حركة "النهضة" سعت في مرحلة أولى إلى تشويه "قلب تونس" من خلال وصفه بالحزب الفاسد، وحين فشلت في تمرير حكومة الحبيب الجملي في مرحلة أولى دون أصوات هذا الحزب، تغير الخطاب وباتت تشترط مشاركة "قلب تونس" في تشكيل حكومة الفخفاخ ووصلت حد التهديد بعدم التصويت لها بمنح الثقة إن لم يشارك "قلب تونس".

وأكد بوبكر أن الحركة باتت تدرك اليوم أن "قلب تونس" الذي اختار الاصطفاف في المعارضة سيمثل مصدر إزعاج لها وللائتلاف الحاكم بشكل عام، ومن ثم بدأت تخطط لإضعافه من الداخل لا بالتدخل المباشر وإنما باعتماد ما وصفها بـ "سياسة التحرش" تلك وفرض آراء ومقترحات على الحزب تدفعه إلى الانقسامات، وهو ما حصل، وفق قوله.

واعتبر المحلل السياسي محمد التوجاني أن حركة "النهضة" تحاول اليوم إعادة تجربة إضعاف حزب "نداء تونس" وإضعافه من الداخل، مشيرا إلى المصير الذي آل إليه حزب "نداء تونس" بعد أن تحالف مع الحركة عقب انتخابات 2014 وانتهى به الأمر إلى انقسام حاد كاد يدفع به إلى الاندثار، ولم يحصل في الانتخابات الأخيرة سوى على ثلاثة مقاعد.

وأكد التوجاني في تصريح لـ "إرم نيوز" أن الحركة "باتت تخشى من أن يقود حزب "قلب تونس" المعارضة ويسعى إلى التحالف مع الحزب الدستوري الحر، الخصم الأول للحركة، ومن ثم تقوى شوكته ويعظم نفوذه داخل البرلمان".

وأضاف التوجاني أنه "بصرف النظر عن الأسباب الداخلية التي دفعت بالنواب إلى الاستقالة، وهي ربما كافية لإعلان الانسحاب، فإن التأثيرات الخارجية موجودة أيضا وهي التي أدت إلى هذا الانقسام والاختلاف في وجهات النظر في مسار تشكيل الحكومة أولا، وفي العلاقة برئيس الحكومة بعد تشكيلها، وأيضا برئيس الجمهورية، حيث بدا أن العلاقة متوترة وبدا أن الحزب غير قادر على ممارسة دوره كقوة أولى في المعارضة، ومن ثم جاءت الانسحابات".

وكان 11 نائبا من كتلة حزب ”قلب تونس“ قدموا الثلاثاء، استقالاتهم من الكتلة في رسالة وجهوها إلى رئيس مجلس النواب راشد الغنوشي، الذي يترأس حركة النهضة.

وقبيل تقديم استقالات النواب، وأبرزهم رئيس النجم الساحلي رضا شرف الدين، التقى رئيس الحزب نبيل القروي بنواب الكتلة في مقر البرلمان، الثلاثاء، ويبدو أنه فشل في إقناعهم بالعدول عن قرارهم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com