فجأة يدافع عن "قلب تونس".. لماذا أصبح الغنوشي ضد الإقصاء؟
فجأة يدافع عن "قلب تونس".. لماذا أصبح الغنوشي ضد الإقصاء؟فجأة يدافع عن "قلب تونس".. لماذا أصبح الغنوشي ضد الإقصاء؟

فجأة يدافع عن "قلب تونس".. لماذا أصبح الغنوشي ضد الإقصاء؟

كشفت تصريحات رئيس حركة "النهضة" في تونس راشد الغنوشي، اليوم الأربعاء، التي دعا فيها إلى عدم إقصاء أي طرف سياسي في تشكيل الحكومة القادمة، تناقض رئيس الحركة الإسلامية، الذي سبق أن "نظّر" للإقصاء ومارسه في محطات سياسية سابقة.

ويواجه الغنوشي اليوم انتقادات بسبب تضارب موقفه من حزب "قلب تونس" الذي كان إلى وقت قريب يمثل خصما لحركة "النهضة" ولا تتردد قيادات الحركة في وصفه بـ "حزب الفساد".

وانقلب موقف الغنوشي فجأة من قلب تونس إلى الضد تماما، حيث باتت الحركة مدافعة بشكل شرس عن هذا الحزب واعتباره مكونا ذا ثقل من مكونات المشهد السياسي، ما اعتبره متابعون براغماتية مفرطة من الحركة التي تسوق لضرورة توفير أوسع حزام سياسي ممكن للحكومة المزمع تشكيلها.

ولا تخلو المحطات السياسية والانتخابية التي شهدتها تونس على امتداد السنوات التسع الماضية من مواقف للحركة ورئيسها تدل على نفس إقصائي لخصومها.

وخلال فترة حكم "الترويكا" التي قادتها حركة "النهضة" بعد انتخابات 2011، عمدت الحركة إلى إقصاء كل من كان يمثل النظام السابق لثورة 2011 وأغرقت الوزارات والإدارات العمومية بقيادات الحركة ومنتسبين لها، في مجالات شتى، ما عرّضها لانتقادات واسعة، وكان ذلك من أسباب فشل تجربتها في الحكم، بحسب محللين.

وكان الغنوشي قد صرح بعد أيام قليلة من الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها التي جرت منتصف أيلول / سبتمبر الماضي بأن نتائج تلك الانتخابات "أنهت منظومة اليسار والتجمعيين الذين عملوا على اجتثاث النهضة وإقصائها"، وفق قوله، ما عكس خلفية انتقامية وممارسة إقصائية، بحسب خبراء متخصصين في تحليل الخطاب السياسي.

ومثل مسار ما بعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية مجالا لظهور تناقضات الحركة ورئيسها راشد الغنوشي الذي تولى رئاسة البرلمان بعد تصويت 38 نائبا يمثلون حزب "قلب تونس" لفائدته، ما أسهم بقسط وافر في فوزه بهذا المنصب، مقابل تنكّر الحركة لهذه الأصوات ورفع شعار "انفصال البرلماني عن الحكومي" وإنكارها أن تكون قد تحالفت مع الحزب الذي يرأسه المرشح الرئاسي السابق نبيل القروي، وواصلت خطابها الإقصائي إزاء هذا الحزب خلال مرحلة مشاورات تشكيل حكومة الحبيب الجملي، ما دفع بحزب القروي إلى التصويت ضد تلك الحكومة وساهم في إسقاطها.

ويعتبر المحلل السياسي نبيل بوبكر في حديث لـ "إرم نيوز" أن انقلاب موقف الحركة من "قلب تونس" في هذه المرحلة، أي مرحلة مشاورات تشكيل حكومة إلياس الفخفاخ، مرده أن زمام المبادرة لم يعد بيدها.

ويوضح المحلل السياسي أن الفخفاخ عينه رئيس الجمهورية قيس سعيد لتشكيل الحكومة الجديدة خلافا للحبيب الجملي الذي كان "مرشح الحزب الأغلبي"، أي "النهضة"، ومن ثمة أدارت الحركة ظهرها للرئيس قيس سعيد وقررت الوقوف إلى جانب خصمه نبيل القروي، الذي كان منافسه في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية.

وأضاف بوبكر أن الحركة لم تعد تخفي اليوم خلافها مع الرئيس وباتت تعتبره خصما ومنازعا لها في الشرعية وفي الصلاحيات، ومن ثم فهي مستعدة لخوض أي معركة وللتحالف مع أي طرف، لكنها تغلف هذا التحالف بمسألة مبدئية وهي رفض الإقصاء، والانفتاح على كامل القوى السياسية والدعوة إلى إشراك الجميع في العمل الحكومي بدعوى أن تونس تحتاج إلى كل قواها وكل أبنائها، وهذا الخطاب الذي تحاول به الحركة التستر على حقيقة توجهاتها السياسية، بحسب قوله.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com