بعد اتفاق تبون وسعيد.. هل تستعيد دول الجوار زمام المبادرة في ليبيا؟
بعد اتفاق تبون وسعيد.. هل تستعيد دول الجوار زمام المبادرة في ليبيا؟بعد اتفاق تبون وسعيد.. هل تستعيد دول الجوار زمام المبادرة في ليبيا؟

بعد اتفاق تبون وسعيد.. هل تستعيد دول الجوار زمام المبادرة في ليبيا؟

أكد مراقبون في الشأن الليبي، أن الاتفاق بين الرئيسين التونسي قيس سعيد والجزائري عبدالمجيد تبون حول رؤية موحدة لحل الأزمة الليبية، يمهد الطريق لحل سياسي فاعل في الملف الليبي، ويمثل "جدار صد" أمام التدخل التركي.

وأعلن الجانبان خلال زيارة الرئيس التونسي إلى الجزائر، أمس الأحد، عن تطابق كامل في وجهات النظر بين البلدين فيما يخص الملف الليبي، حيث قال الرئيس الجزائري: "إن هناك تطابقا تاما ومطلقا في وجهات النظر بين الجزائر وتونس على كل المستويات، خاصة ما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الملف الليبي".

وأكد تبون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التونسي قيس سعيد، أن "حل الملف الليبي ينبغي أن يكون ليبيا ـ ليبيا"، مشيرا إلى ضرورة "إبعاد ليبيا عن كل ما هو أجنبي عنها، ومنع تدفق السلاح إليها"، في إشارة ضمنية إلى التدخل التركي ودعم حكومة الوفاق والميليشيات التابعة لها بالسلاح والعتاد العسكري.

وتعليقا على تطابق الموقفين الجزائري والتونسي بهذا الخصوص، قال المحلل السياسي المتخصص في الشأن الليبي مصطفى بوعزيز لـ "إرم نيوز"، إن "أهم ما في هذا الموقف المشترك أنه يمثل ردا دبلوماسيا قويا على مساعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتدخل العسكري المباشر في ليبيا، ومحاولته إقناع الطرفين التونسي والجزائري بتبني وجهة نظره للحل في ليبيا".

وأشار بوعزيز إلى أن "هناك فشلا لزيارة أردوغان إلى تونس والجزائر لمحاولة فرض رؤيته لحل الأزمة الليبية، وأن هذا الإعلان المشترك بين رئيسي تونس والجزائر يمثل نقطة ارتكاز لتوحيد المواقف وتدعيم جبهة رفض التدخل التركي في الملف الليبي، وأيضا إعادة اعتبار لدبلوماسية دول الجوار وإعادة زمام المبادرة إليها، ما يزيد من عزلة أنقرة في هذا الباب".

 من جانبه، اعتبر الخبير في الشأن الليبي مختار اليزيدي، أن "السياق الزمني لزيارة سعيد إلى الجزائر تقدم رسائل واضحة إلى أنقرة، بأن الملف الليبي يهم دول الجوار أولا"، لافتا إلى أن "الزيارة تأتي بعد أسبوعين من انعقاد مؤتمر برلين حول الملف الليبي، وبعد أسبوع من زيارة أردوغان الفاشلة إلى الجزائر".

وقال اليزيدي لـ "إرم نيوز"، إن "وضوح الموقفين التونسي والليبي في هذه المرحلة مهم جدا، خاصة أن هناك لوما كبيرا على دول الجوار وضعف دورها في هذا الشأن". موضحا أن "القوى الإقليمية والدولية تعتبر أن تدخل دول الجوار الليبي كان متأخرا، لكن الاستقرار السياسي الذي شهدته الجزائر بعد انتخاب الرئيس عبدالمجيد تبون وعودة الفاعلية للدبلوماسية الجزائرية من خلال مشاركتها اللافتة في مؤتمر برلين، أعادا إلى الجزائر دورها، وعززا الموقف التونسي المتذبذب في علاقته بالملف الليبي".

وأكد اليزيدي أن "التقارب التونسي الجزائري ووحدة الرؤية يعززان موقع دول الجوار من حل الأزمة الليبية، وأنه كلما زادت أهمية دول الجوار ضعف التأثير الأجنبي، وخاصة المساعي الرامية إلى تأجيج الوضع الميداني عبر التدخل العسكري".

أما المحلل السياسي أحمد الذيب، فقد رأى أن "اللقاء الذي جمع بين تبون وسعيد قد يكون نواة لتمتين دور دول الجوار أو منصة مهمة لإعادة مكانة هذه الدول في لعب دور فاعل في ليبيا".

 وقال الذيب لـ"إرم نيوز"، إن "تطابق الرؤية بين الرئيسين يعكس مقاربة واضحة جديدة بعيدة عن الضبابية التي تسببت في تمادي أنقرة بالتدخل في الشأن الليبي وطمعها في استمالة تونس والجزائر إلى صفها، وإن التقارب التونسي الجزائري يساعد على لعب دور فاعل ومؤثر في ليبيا من خلال الدفع نحو الحل السلمي وإنقاذ ليبيا من الميليشيات، خاصة أن عدة أطراف تبدي امتعاضها وقلقها الشديد من نشاط الميليشيات وتعاظم دورها، ما قد يجهض الحل السياسي".

واعتبر الذيب أن "الرؤية باتت واضحة، وأن الحل في ليبيا لا يكون إلا بإنهاء دور الميليشيات وإعادة الاعتبار للجيش الوطني الليبي، وإرساء حل سلمي سياسي لا تدخل أجنبي فيه".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com