بعد "فشله" في تونس.. هل يستميل أردوغان الجزائر لصالحه في ليبيا؟
بعد "فشله" في تونس.. هل يستميل أردوغان الجزائر لصالحه في ليبيا؟بعد "فشله" في تونس.. هل يستميل أردوغان الجزائر لصالحه في ليبيا؟

بعد "فشله" في تونس.. هل يستميل أردوغان الجزائر لصالحه في ليبيا؟

وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنظاره إلى الجزائر لحشد الدعم لتدخله العسكري في ليبيا، بعد أسابيع من زيارة إلى تونس أثارت كثيرا من الجدل وقوبلت برفض واسع لأي تدخل عسكري تركي في البلد الحدودي.

ووصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساء الأحد إلى الجزائر في زيارة رأى فيها متابعون خطوة من  قبل الرئيس التركي، لاستعادة المبادرة ومحاولة جديدة لتسويق الدور التركي في ليبيا لدى دول منطقة شمال أفريقيا بعد فشل زيارته الأخيرة إلى تونس.

وقال الخبير السياسي المتخصص في الشأن الليبي مصطفى العابدي لـ "إرم نيوز" إنّ زيارة أردوغان إلى الجزائر "في ظاهرها اقتصادية وفي باطنها سياسية، خاصة أنها تأتي بعد أسبوع من مؤتمر برلين الذي واجهت فيه أنقرة ما يشبه العزلة الدولية، بعد الدعوة الصريحة في مخرجات المؤتمر إلى رفض أي تدخل عسكري أجنبي لحل الأزمة الليبية".

وأضاف العابدي: "أردوغان يعلم أنّ الخطاب المباشر الذي اعتمده قبل أسابيع، خاصة منذ توقيع مذكرة التفاهم مع حكومة الوفاق في ليبيا بشأن ترسيم الحدود البحرية، لم يعد يُجدي نفعا لسببين: أوّلهما عدم تحمّس تونس لأي تدخل عسكري تركي مباشر في ليبيا".

وتابع: "وثانيهما مؤتمر برلين الذي أجهض مطامع أنقرة بأن يكون لها دور في ليبيا عبر فرض الحل العسكري، وتأييد جهة على حساب أخرى ودعمها بالمال والسلاح، من ثم كان على أردوغان أن يغيّر الخطاب ويظهر بمظهر الطرف الحريص على إحلال السلام في ليبيا وعلى وقف إطلاق النار ورفض تحويل ليبيا إلى ساحة للحرب والفوضى" وفق قوله.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أكد الأحد خلال زيارته الجزائر، "رفضه تحول ليبيا إلى ساحة للمجموعات الإرهابية"، كاشفا عن مساع لتثبيت وقف إطلاق النار تمهيدا لإطلاق حوار، بينما أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن "هناك تقاربا في المواقف بين الجزائر وأنقرة بشأن الأزمة الليبية وبشأن ضرورة دعم الحل السياسي".

ورأى متابعون في حديث أردوغان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، عن أن ليبيا "لا ينبغي أن تتحول إلى ساحة للتنظيمات الإرهابية"، محاولة لنفي الاتهامات التي توجه لبلاده بترحيل متشددين من سوريا للقتال إلى جانب حلفاء أنقرة في غرب ليبيا.

واعتبر المحلل السياسي نور الدين الخلفاوي في تصريح لـ "إرم نيوز" أنّ الموقف الذي يبديه أردوغان اليوم مختلف تماما عما كان عليه قبل أسابيع حين زار تونس، موضحا انّ أثر فشل زيارته إلى تونس بات اليوم جليا في خطابه الذي قدمه في الجزائر، وأنّ الحراك الذي قاده نشطاء في المجتمع المدني في تونس للتعبير عن الرفض التونسي الواسع لتدخل أنقرة في الشأن الليبي، كان ذا أثر على توجهات الرئيس التركي.

وأضاف الخلفاوي أنّ أردوغان "يسعى اليوم من خلال زيارته للجزائر إلى استمالة الموقف الجزائري الذي بدا أكثر وضوحا من الموقف التونسي، وأقرب إلى دعم حكومة الوفاق، وأن هذا المنطلق سيتخذه أردوغان حجة لتشكيل موقف مشترك مع الجزائر التي بدأت تستعيد دبلوماسيتها الفاعلة في الشأن الإقليمي خاصة بعد حضورها مؤتمر برلين الأحد الماضي".

لكن الخلفاوي أكد أن النظام السياسي في الجزائر "لن يرضخ للموقف التركي بسهولة، ولن يكون منصة لتمرير مواقف أنقرة تجاه الأزمة الليبية".

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com