تونس "منزعجة" بسبب إقصائها من مؤتمر برلين حول ليبيا
تونس "منزعجة" بسبب إقصائها من مؤتمر برلين حول ليبياتونس "منزعجة" بسبب إقصائها من مؤتمر برلين حول ليبيا

تونس "منزعجة" بسبب إقصائها من مؤتمر برلين حول ليبيا

أبدت السلطات الرسمية التونسية انزعاجها من عدم دعوة تونس للمشاركة في مؤتمر برلين المخصّص لبحث الوضع في ليبيا يوم 19 يناير/كانون الأول الجاري وسط تساؤلات رسمية وشعبية حول دواعي هذه الخطوة التي وصفتها أوساط سياسية بأنها غير منطقية.

وأعلنت ألمانيا مساء الثلاثاء 14 يناير / كانون الثاني 2020، أن مؤتمر برلين حول ليبيا سينتظم يوم الأحد 19 يناير / كانون الثاني الجاري، وأكدت أنها دعت رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، وقائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، وممثلين عن الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وبريطانيا وتركيا ومصر والصين وإيطاليا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وأفاد بيان للحكومة الألمانية أن "المستشارة أنغيلا ميركل قررت بالاتفاق مع الأمين العام للأمم المتحدة توجيه الدعوة للمشاركة في المؤتمر المعني بليبيا في برلين على مستوى رؤساء حكومات ودول".

وبحسب بيان الحكومة الألمانية وبيان مجلس الوزراء الألماني لم تُوجه لتونس الدعوة لحضور هذا المؤتمر، ما أثار استياء رسميا عبّر عنه مصدر دبلوماسي لـ "إرم نيوز" قائلا إنّ "تغييب تونس عن مؤتمر يهم أحد أقرب الدول إليها يُعدّ خيبة أمل لتونس التي تعتبر أمن ليبيا جزءا من أمنها القومي وتسوية الوضع بها أولوية"، بحسب تعبيره.

وأضاف المصدر أنّ تونس ستستفسر من البلد المنظم عن سبب استثنائها من قائمة الدول المدعوة للمشاركة في المؤتمر، مشيرا إلى أنها كانت تنتظر أن تتم دعوتها للمشاركة في هذا المؤتمر الذي يجري التحضير له منذ عدة أشهر، معتبرا أنه كان يُفترض تشريك دول الجوار يه دون استثناء، وفق قوله.

وأكد السفير التونسي في موسكو طارق بن سالم من جانبه أنّه "لم يتم توجيه دعوة لتونس لحضور مؤتمر برلين.

وأضاف في تصريح صحفي، أن تونس عبّرت عن عدم رضاها عن هذا الأمر، متابعا بالقول:" لقد أثرنا هذه المسألة مع روسيا التي كانت من أول الدول التي أكدت ضرورة تشريك تونس في كل المسارات التي تهم ليبيا".

وتابع بن سالم :"بالنسبة إلينا نعتبر عدم مشاركتنا في مؤتمر برلين نقطة سوداء عبّرنا عنها للمنظّمين الألمان وشركاء تونس الدوليين والإقليميين حول هذه المسألة"،بحسب تعبيره.

ومن جانبه، قال القنصل العام التونسي في ألمانيا والدبلوماسي السابق عبدالله العبيدي لـ "إرم نيوز" إنّ عدم دعوة تونس لمؤتمر برلين له ما يبرره بالنظر إلى أنّ وزن تونس دبلوماسيا كانت تستمده من شبكة علاقات فقدتها اليوم بالنظر إلى غياب سياسة واضحة وموقف مشترك واتجاه واضح، إضافة إلى السياق السياسي لا سيما في ظل غياب حكومة تضبط وتنفذ السياسة الخارجية لتونس.

واعتبر العبيدي أنّ غياب تونس عن المؤتمر لا يمثل إشكالا كبيرا لها بما أنّ هناك تفاهمات بين القوى العظمى لإعادة تشكيل الخارطة الجيواستراتيجية للمنطقة، مشيرا إلى أن الجزائر لها حجم بالنظر إلى أنها تطل على البحر وعلى الصحراء ومصر أيضا بالنظر إلى ثقلها الاستراتيجي.

وأضاف العبيدي أنّ "الملف الليبي أثقل من أن يُعهد إلى تونس التي يربطها بليبيا الموقع الجغرافي، موضحا أنّ الأوروبيين مطمئنّون إلى علاقتهم بتونس ولهم مجالات تعاون عسكري وأمني يجعلهم في غنى عن تشريك تونس في مؤتمر برلين"، بحسب تأكيده.

بدوره،قال الدبلوماسي السابق أحمد ونيس في تصريحات لوسائل إعلام محلية إن تغييب تونس عن مؤتمر برلين رغم العلاقات المتميزة بين الجانبين التونسي والألماني، قد يُفهم منه وجود قناعة لدى الجانب الألماني بعدم وجود ضرورة لتوسيع دائرة الأطراف المشاركة في المؤتمر.

وفسّر ونيس تغييب تونس عن مؤتمر برلين أيضا بما أسماه غياب الاستقرار السياسي في البلاد، عقب إسقاط الحكومة المقترحة في البرلمان وبدء مشاورات جديدة لتشكيل حكومة أخرى، ما انعكس سلبيا على الحضور الدبلوماسي التونسي بالخارج، وفق تقديره.

ولفت الدبلوماسي السابق إلى أهمية أن تبقى تونس على الموقف ذاته تجاه جميع الأطراف الليبية المتقاتلة، وفرض الحل السياسي التفاوضي في تواصل لمبدأ الحياد الذي عرفته الدبلوماسية التونسية منذ عقود، وخلص إلى أن الحضور التركي في ليبيا قلب المعادلة السياسية والميدانية، بحسب قوله.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com