تونس.. لماذا يقفز رجال الغنوشي من قارب "النهضة"؟
تونس.. لماذا يقفز رجال الغنوشي من قارب "النهضة"؟تونس.. لماذا يقفز رجال الغنوشي من قارب "النهضة"؟

تونس.. لماذا يقفز رجال الغنوشي من قارب "النهضة"؟

تشهد حركة النهضة في تونس حالة اضطراب على وقع استقالات قيادات بارزة، بينهم مقربون من رئيس الحركة راشد الغنوشي، فيما يشبه حالة تمرد على الرجل الذي بدأ رجاله ينفضون من حوله ويقفزون من "قارب" النهضة المضطرب.

الاستقالات جاءت على وقع النهج الذي رسمته الحركة مؤخرًا، وهو ما بدا في أسباب استقالة أمين عام الحركة زياد العذاري، والتي اعتبرها المراقبون كاشفة لهشاشة الحزام الذي كان يحمي الغنوشي، باعتبار الأول كان من المقربين لرئيس الحركة.

وأرجع العذاري، في بيان، سبب استقالته إلى أنه لم يكن راضيًا عن توجهاتها العامة في المرحلة الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بالاستحقاقات الانتخابية وبالتعاطي مع نتائجها.

المحلل السياسي أنور البرهومي قال إن استقالة العذاري سبقتها مقدمات كانت توحي بانفراط عقد الحركة، لا سيما انسحاب القيادات القريبة من رئيسها، بدءًا باستقالة لطفي زيتون المستشار السياسي السابق للغنوشي، مرورًا بمدير مكتبه زبير الشهودي، ووصولًا إلى ما يمكن اعتباره انقلابًا في المواقف من قيادات تاريخية عُرفت بولائها للغنوشي في الحركة، من أمثال عبدالحميد الجلاصي ومحمد بن سالم وعبداللطيف المكي، الذين لا يخفون انتقاداتهم اللاذعة للتوجه الذي اختاره رئيس الحركة في هذه المرحلة.

وأضاف البرهومي، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن استقالة العذاري جاءت لتؤكد أن هناك حالة تمرد داخل الحركة، بدأت بما شهده مجلس الشورى إبان المصادقة على الأسماء المرشحة للانتخابات التشريعية، وانتهت إلى ما توصل إليه المجلس في اجتماعه الأخير الذي اختار الحبيب الجملي لقيادة مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة.

واعتبر المحلل السياسي محسن بن مصباح أن التململ الذي تعيشه الحركة والصراع القوي الذي يشق صفوفها إلى كتل مختلفة لم يعد خافيًا قبل أشهر قليلة من عقد مؤتمرها الـ 11 المنتظر في ربيع 2020، مشيرًا إلى أن ما يحصل بات أقرب إلى صراع بين "أبناء العمل الطلابي الجامعي وخريجي الكتاتيب"، بحسب عبارة القيادي في الحركة عبداللطيف المكي، التي رددها في أكثر من مناسبة، انتقادًا لرئيس الحركة وأتباعه.

وأكد بن مصباح، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن الصراع القائم بين قواعد الحركة وهياكلها دفع بكثير من منتسبيها إلى الصمت أو الانسحاب، خصوصًا بعد عجزهم عن التصدي لمسار الحركة الجديد الذي اتخذته استعدادًا للاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، وتعاطيًا مع مخرجات هذه الاستحقاقات بشقيها الرئاسي والتشريعي، ما دفع بالرجال الذين كانوا يلتفون حول الغنوشي إلى القفز خارج البيت "النهضاوي".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com