بالتزامن مع تشكيل الحكومة.. لقاء الغنوشي وأردوغان يثير جدلًا واسعًا في تونس
بالتزامن مع تشكيل الحكومة.. لقاء الغنوشي وأردوغان يثير جدلًا واسعًا في تونسبالتزامن مع تشكيل الحكومة.. لقاء الغنوشي وأردوغان يثير جدلًا واسعًا في تونس

بالتزامن مع تشكيل الحكومة.. لقاء الغنوشي وأردوغان يثير جدلًا واسعًا في تونس

أثار اللقاء الذي جمع  رئيس حركة "النهضة" الإسلامية في تونس راشد الغنوشي بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، جدلًا واسعًا في الساحة السياسية التونسية، خاصة أنّ اللقاء تزامن مع انطلاق مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة.

وجمع  لقاء  بإسطنبول بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي.

وأفادت الرئاسة التركية على موقع التواصل "تويتر" بأن اللقاء يأتي على هامش مشاركة الغنوشي في النسخة الثالثة لأعمال "المنتدى الفكري" الذي تنظمه القناة التركية الرسمية الناطقة بالانجليزية "تي آر تي وورلد" بمشاركة سياسيين ورجال أعمال وناشطين وصحفيين وشخصيات بارزة محلية وعالمية.

وقالت مصادر قريبة من حركة "النهضة" لموقع "إرم نيوز" إنّ الغنوشي تلقى دعوة من أنقرة للمشاركة في هذا المنتدى، وإنه التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على هامش المنتدى، مشيرة إلى العلاقات المتينة بين الرجلين، لكنها رفضت التعليق على فحوى اللقاء أو ربطه بأي تطور سياسي في تونس.

ويأتي لقاء الغنوشي بالرئيس التركي مع إعلان انطلاق المشاورات الرسمية حول تشكيل الحكومة التونسية الجديدة، وغداة انتهاء أعمال مجلس شورى حركة النهضة وإعلان الحركة أنها مستعدة للحكم، باعتبارها الحزب الفائز في الانتخابات التشريعية وأنها "ستترأس الحكومة المقبلة وستشكل تركيبتها بالشراكة مع أحزاب ومنظمات انطلقت في مشاورات أولية معها" وفق رئيس مجلس الشورى عبد الكريم الهاروني.

وأوضحت المصادر أنّ رئيس الحركة راشد الغنوشي التقى على هامش هذا المنتدى، إلى جانب أردوغان، شخصيات سياسية وإعلامية وأكاديمية من بينها عضو مجلس رئاسة جمهورية البوسنة والهرسك شفيق غافيروفيتش ورئيس حزب عدالة الشعب الماليزي أنور إبراهيم وإنّ الغنوشي كان مرفقًا بصهره ورئيس مكتب العلاقات الخارجية لحركة "النهضة" رفيق عبد السلام.

وطرح تزامن لقاء الغنوشي مع انطلاق حركة "النهضة" اليوم في قيادة مشاورات تشكيل الحكومة تساؤلات عن نوايا الحركة وعن التأثيرات المحتملة لهذا اللقاء على مسار تشكيل الحكومة الجديدة وبرنامجها، وأبدى مراقبون مخاوف من أن يكون لأنقرة أثر في برنامج الحكومة التونسية المقبلة التي ستقودها حركة "النهضة" الإسلامية اعتبارًا للعلاقات المتقدمة بين رئيس الحركة راشد الغنوشي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان وللعلاقة المتينة بين نظام أردوغان وحركة الإخوان المسلمين في مختلف دول الإقليم ومن بينها حركة "النهضة" في تونس.

وقال المحلل السياسي محمد السالمي لـ "إرم نيوز" إنّ حركة "النهضة" اليوم تتحمّل مسؤولية قيادة مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة، وهذا يقتضي منها تغليب المصلحة الوطنية وترك العلاقات الشخصية والصداقات التي تربطها بشخصيات تشاركها الأيديولوجية ذاتها جانبًا، معتبرًا أنّ لقاء أردوغان في مثل هذه المرحلة وفي مثل هذا اليوم الذي بدأت فيه الحركة رسميًّا مشاوراتها يبعث برسائل سلبية إلى عموم التونسيين الذين لا ينظرون بعين الرضا للعلاقات بين الحركة ونظام أردوغان.

وأضاف السالمي أنّ الحركة تواجه اليوم اتهامات بإقحام الاعتبارات الأيديولوجية في رسم ملامح العلاقات الخارجية إبان فترة توليها رئاسة الحكومة عقب انتخابات 2011 ومنذ ذلك الحين وتونس تعيش علاقات غير متوازنة مع الجانب التركي بدءًا بعدم توازن المبادلات التجارية والعجز الحاد في هذا الميزان التجاري بسبب إغراق السوق التونسية بالسلع التركية وصولًا إلى العلاقات العسكرية غير المتكافئة والتي تبدو فيها تونس سوقًا لاستقبال الصادرات التركية في هذا المجال، حسب تعبيره.

ومن جانبه أبدى المحلل السياسي المنصف المالكي مخاوف من أن يكون لهذا اللقاء علاقة بمشاورات تشكيل الحكومة وأن يكون مقدّمة لإحياء النفوذ التركي في تونس الذي عرف أوجَه إبان حكم حركة "النهضة" في ما يُعرف بتجربة "حكومة الترويكا".

وأوضح المالكي لـ"إرم نيوز" أنّ مردّ هذه المخاوف أن الحركة مقبلة اليوم على تكرار تلك التجربة وقد بدأت اليوم فعليًّا قيادة مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة، وأكدت أن رئيس تلك الحكومة سيكون من داخل الحركة؛ ما يعني أنّ برنامج الحكومة سيكون على الأرجح برنامج "النهضة" رغم الحديث عن إعداد "برنامج شركاء" مشيرًا إلى أنّ قيادة الحركة الحكومة المقبلة واستئثارها بوزارات السيادة على الأرجح ستكون له انعكاسات بلا شك على العلاقات الدبلوماسية التونسية وأولها العلاقات مع تركيا التي قد يزداد نفوذها في تونس، وفق تقديره.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com