لماذا يدعو الغنوشي لـ"التوافق" عشية السباق الرئاسي في تونس؟
لماذا يدعو الغنوشي لـ"التوافق" عشية السباق الرئاسي في تونس؟لماذا يدعو الغنوشي لـ"التوافق" عشية السباق الرئاسي في تونس؟

لماذا يدعو الغنوشي لـ"التوافق" عشية السباق الرئاسي في تونس؟

دعا رئيس حركة "النهضة" الإسلامية في تونس راشد الغنوشي، مساء اليوم الجمعة، إلى اعتماد مبدأ التوافق، ما اعتبره مراقبون دليلًا على تراجع شعبية الحركة وعودة إلى خطاب "التحالفات الخفية"، وفق تعبيرهم.

وتحدث الغنوشي في كلمته الافتتاحية خلال ندوة لتقديم برنامج الحركة في الانتخابات التشريعية والرئاسية عن "أهمية التوافق لإخراج البلاد من الصعوبات التي تعيشها"، داعيًا المترشحين للانتخابات إلى التوافق من أجل مصلحة البلاد.

وفي مسعى لرفع كل التباس عن أسباب وحيثيات دعوته إلى اعتماد سياسة التوافق، قال رئيس حركة "النهضة" إنّ ترشيح عبدالفتاح مورو كان "دون مخالف أو معارض داخل مجلس الشورى، ولانعدام وجود مرشح من خارج الحركة توافقي"، بحسب تعبيره، ما اعتبره متابعون للشأن السياسي مغالطة، بما أنّ الحركة شهدت صراعات كادت تعصف بوحدتها وأجّلت مرارًا الإعلان عن اسم مرشحها للرئاسيات؛ بسبب تباين المواقف والخلافات الحادة بين مكونات مجلس الشورى.

وكان الغنوشي دعا في وقت سابق إلى اختيار شخصية توافقية لترشيحها للانتخابات الرئاسية، قبل أن تشهد الحركة صراعات داخلية وينتهي الأمر إلى إعلان ترشيح نائب رئيسها عبدالفتاح مورو للاستحقاق الرئاسي.

وحول عودة الغنوشي لخطاب التوافق، قال المحلل السياسي سالم المهداوي لـ "إرم نيوز": إنّ مصطلح التوافق استخدمته حركة "النهضة" للمرة الأولى عقب الأزمة التي عاشتها سنة 2013؛ بسبب الاغتيالات السياسية التي شهدتها تونس وأيضًا بعد فشل تجربة الإخوان في مصر والإطاحة بالرئيس المصري الراحل محمد مرسي آنذاك، ما يعني أنّ الحركة استخدمت المصطلح في سياق ضعف واتخذت منه مطيّة لإعادة الاندماج في المشهد السياسي الذي كان يهدد بإقصائها وتصنيفها تنظيمًا إرهابيًا، لولا "لقاء باريس" الشهير والدور اللافت للرئيس الراحل الباجي قائد السبسي.

وأضاف المهداوي أنّ عودة استخدام هذا المصطلح لأول مرة بعد رحيل السبسي يحيل إلى أزمة تعيشها الحركة لم تعد خافية على أحد، خصوصًا في ما يتعلق بوحدة قواعدها ومدى التزامهم بقرارات الهياكل الرسمية، في إشارة إلى احتمال "تمرد" شق كبير من قواعد الحركة وعدم الالتزام بالتصويت لعبدالفتاح مورو، وهو ما استشعره رئيس الحركة راشد الغنوشي، الذي أكّد أنه يطبخ لصفقة ما، ستكشفها الأيام والأسابيع القادمة، وفق تعبيره.

من جانبه، اعتبر المحلل السياسي نبيل بوبكر أنّ حركة "النهضة" عملت على امتداد الأسابيع الأخيرة على دراسة خارطة التحالفات السياسية الممكنة وعلى قياس درجة شعبية كل طرف ومدى الاستفادة من التحالف معه، موضّحًا أنّ عودة الحديث عن التوافق يُشتمّ منها إبرام صفقة ما قد يتم بموجبها إعلان دعم مرشح ما للرئاسيات مقابل التفاهم على تقاسم السلطة أو التصويت على ترشيح الغنوشي رئيسًا للبرلمان القادم.

وأضاف بوبكر في تصريح لموقع "إرم نيوز" أنّ من المرجح أن تكون الحركة قد حسمت أمر الطرف الذي ستدعمه في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية إذا ما فشل مرشحها المعلن عبدالفتاح مورو في إدراك هذا الدور، ولم يستبعد أن يكون هذا المرشح هو يوسف الشاهد، مشيرًا إلى أنّ المفاجأة تبقى قائمة إلى اللحظة الأخيرة، في إشارة إلى احتمال انسحاب مورو من السباق بطريقة ما مقابل تفويض الحركة لقواعدها سرًّا التصويت للشاهد، كما كان شأنها في التعامل مع المنصف المرزوقي، الذي نافس الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي في انتخابات 2014، وتمكن من نيل 700 ألف صوت من أنصار حركة "النهضة".

وتُجمع أوساط سياسية في تونس على أنّ حركة "النهضة" لا تزال تحتفظ بمرشح خفي لها للانتخابات الرئاسية، ولم تقتنع قطاعات واسعة من التونسيين بأنّ مورو سيكون مرشح الحركة الوحيد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com