بعد تسجيل مليون ونصف المليون ناخب جديد.. معركة الانتخابات تحتدم في تونس
بعد تسجيل مليون ونصف المليون ناخب جديد.. معركة الانتخابات تحتدم في تونسبعد تسجيل مليون ونصف المليون ناخب جديد.. معركة الانتخابات تحتدم في تونس

بعد تسجيل مليون ونصف المليون ناخب جديد.. معركة الانتخابات تحتدم في تونس

انتهت فجر يوم الأحد، فترة التسجيل للانتخابات في تونس، بتسجيل حوالي مليون ونصف المليون ناخب جديد، وسط منافسة محتدمة تغذيها استطلاعات الرأي.

وينذر العدد الجديد للناخبين الجدد، بدخول الصراع الانتخابي ما وصفها المراقبون بـ"مرحلة كسر العظام"، لا سيما في ظل المفاجآت المتوالية لاستطلاعات الرأي، التي أظهرت تراجع شعبية حركة "النهضة"، مقابل صعود قوى جديدة ربما تخلط أوراق الاقتراع المرتقب وفق مراقبين.

وكشف استطلاع آراء أجرته مؤسسة "سيغما كونساي" خلال الفترة الممتدة من 1 إلى 8 يونيو/ حزيران الجاري، تحت عنوان "تحوّلات وتقاطعات التصويت" عن "تواصل انهيار منظومة 2014 (الائتلاف الحاكم منذ العام 2014)، في نوايا التصويت خلال الانتخابات القادمة".

وبحسب نتائج الاستطلاع، حل رئيس حركة "النهضة" الإسلامية راشد الغنوشي، في صدارة قائمة الشخصيات التي لن يصوت لها التونسيون في الانتخابات الرئاسية بنسبة 21.5%، يليه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بنسبة 17.6%، ثم رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي بنسبة 14.6%، فرئيس الحكومة يوسف الشاهد بنسبة 10.9%، فالمنصف المرزوقي بنسبة 9.9%، وأخيرًا الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي بنسبة 6.7%.

واعتبر متابعون للشأن السياسي في تونس، أن نتائج هذا الاستطلاع الذي امتد لثمانية أيام وشمل نسبة كبيرة من التونسيين، تظهر أن هناك عدم رضا على منظومة الحكم التي تولت مقاليد السلطة طيلة السنوات الخمس الأخيرة، وخاصة حركة "النهضة".

وقال المحلل السياسي محمد السالمي لـ"إرم نيوز"، إن "هناك توجهًا عامًا للناخبين اليوم وخاصة من المسجلين الجدد إلى عدم التصويت للأحزاب التي سبق أن نالت حظها وأخذت فرصتها لسنوات وأثبتت فشلها وفشل توجهاتها وسياستها، وبالتالي فإن الأرقام المقدمة تعبر عن حالة غضب من الناخبين على منظومة الحكم القائمة".

وأشار السالمي إلى "الانهيار الكبير الذي تشهده حركة النهضة في شعبيتها، حيث إن قرابة نصف الناخبين لا ينوون التصويت لها، وهو ما يضعها في مأزق".

واعتبر أن "هذا الرقم مهم جدًا وسيمثل ضربة كبيرة للأحزاب التي جربت الحكم وفي مقدمتها حركة النهضة، رغم أنه من المرجح أن تتشتت هذه الأصوات بين أحزاب أخرى وسطية ومعارضة وبالتالي لن تمنح أغلبية لأحد، لكنها تمثل نقصًا كبيرًا من رصيد الأصوات التي ستمنح ثقتها للحركة، فضلًا عن النقص المتوقع في الأصوات من جانب مئات الآلاف من الناخبين الآخرين ممن منحوا أصواتهم في الاستحقاق الانتخابي الماضي للنهضة ولنداء تونس، لكن أملهم خاب في الحركتين"، بحسب قوله.

من جانبه، قال المحلل السياسي شكري بن يوسف لـ"إرم نيوز"، إن ما "تكشفه الأرقام الصادرة عن عمليات سبر الآراء يمثّل توجه الرأي العام ويقيس نوايا التصويت وفقًا لمعطيات واقعية، منها أداء الحكومة الحالية، بما يفسر ضعف نوايا التصويت لحزب تحيا تونس وأيضًا لحركة النهضة".

وأوضح بن يوسف أن "النفوس تميل إلى التغيير والشعب التونسي الذي خبر السياسيين من اليمين ومن اليسار على امتداد السنوات الثماني الأخيرة عبر أربعة استحقاقات انتخابية، يرنو اليوم إلى نخبة سياسية تمثله وتحد من معاناته اليومية ومن تدني قدرته الشرائية وتدني وضعه الاجتماعي وتفشي الفقر والبطالة، وهذه كلها مقاييس للاختيار، وقد سبق أن منح صوته لأحزاب حاكمة اليوم من أجل رفع هذه التحديات لكنها فشلت".

وأضاف بن يوسف أن الأشهر القادمة ستشهد مزيدًا من اشتعال المنافسة على ضوء ما ستُظهره نتائج عمليات سبر الآراء، متوقعًا أن تواصل أحزاب المنظومة الحاكمة اليوم التراجع.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com