حرب جديدة في طرابلس تخرق هدنة وقف إطلاق النار
حرب جديدة في طرابلس تخرق هدنة وقف إطلاق النارحرب جديدة في طرابلس تخرق هدنة وقف إطلاق النار

حرب جديدة في طرابلس تخرق هدنة وقف إطلاق النار

شهدت العاصمة الليبية طرابلس، اليوم الأربعاء، اشتباكات دامية بين الميليشيات، المتصارعة في خرق للهدنة التي رعتها بعثة الأمم المتحدة في البلاد.

واندلعت اشتباكات متقطعة بين قوة حماية طرابلس وما يسمّى بـ"اللواء السابع" بضواحي العاصمة الليبية، وهو ما أجبر عددًا من العائلات على النزوح من بيوتها، وأسفر عن سقوط قتيل، وحوالي 18 جريحًا، وفقًا لوزارة الصحة في حكومة الوفاق.

وذكرت تقارير محلية في طرابلس أنّ الميليشيات قامت بإغلاق عدد من الشوارع بالسواتر الترابية.

حرب جديدة

وتوقّع المحلل السياسي الليبي كامل مرعاش، خلال تصريح خصّ به موقع "إرم نيوز" ، أن تشهد العاصمة الليبية طرابلس حرب نفوذ جديدة بين الميليشيات من أجل السيطرة على العاصمة ومؤسساتها الحيوية، ما سيعصف بالهدنة التي دخلت حيّز التنفيذ قبل 4 أشهر.

وقال "مرعاش" إن أسباب عودة التحشيد العسكري والاشتباكات إلى العاصمة الليبية هو وجود "صراعات عميقة" بين قوة حماية طرابلس وقوة اللواء السابع، حيث ترفض الأولى مشاركة الثانية في الترتيبات الأمنية الجديدة، التي تقودها وزارة الداخلية بحكومة الوفاق.

وأضاف "مرعاش" أن مختلف الكتائب المسلحة تسعى إلى السيطرة على مؤسسات الدولة، مشيرًا إلى أن قوة "اللواء السابع" الطرف الرئيس في هذا الصراع تسعى إلى نيل حصتها ببسط نفوذها على المراكز الحيوية، والوزارات، والبنوك.

وأوضح "مرعاش" أنّ طرابلس شهدت قبل أشهر حربًا بين الميليشيات نفسها في طرابلس، وأسفرت آنذاك عن سقوط المئات بين قتيل وجريح، مشيرًا إلى أنّ اتفاقًا أمميًا أنهى تلك الحرب، وتم التعهد بإعطاء اللواء السابع مهمة حماية مطار طرابلس، لكن ذلك لم يتمّ، ما دفع باللواء السابع إلى التحشيد مجددًا.

فشل حكومي بلمّ شمل الميليشيات

وبيّن مرعاش أن وزير الداخلية في حكومة الوفاق الليبية ، باشا آغا، خطّط لدمج كل التشكيلات العسكرية في طرابلس تحت لواء وزارته، لكنه لم يفلح في ذلك، وكشف أن من بين التشكيلات الرافضة للالتحاق بوزارة الداخلية: كتائب النواصي، وقوات الردع الخاصة، وثوار طرابلس، وما يسمّى بالأمن المركزي، وهو ما خلق حالة من التوتر.

وكشف "مرعاش" أنّ قوى المنطقة العسكرية الوسطى، التي تضمّ ميليشيات مصراتة، وقوى المنطقة العسكرية الغربية، التي تضمّ ميليشيات الزنتان، بصدد التحشيد للمشاركة في الاشتباكات في ضواحي العاصمة.

وأوضح "مرعاش" أن قوة حماية طرابلس المتمركزة في العاصمة شعرت بالخطر، خلال اليومين الماضيين، بعد الأنباء عن الاستعدادات العسكرية في منطقة "قصر بن غشير"، وهو ما جعلها تقوم بهجمات استباقية لحماية نفوذها.

عرّاب الحروب

واعتبر أنّ وضع رئيس حكومة الوفاق الليبية، المتمركزة في طرابلس، فائز السراج، أصبح على المحكّ، لأنّه فشل في إخماد هذه الصراعات، ولم يتمكن من تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.

وفيما يتعلق بدور المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة ، قال مرعاش، إنّ سلامة أصبح عرابًا للحروب في ليبيا لأنه لم يتمكن من وضع حد لفوضى الميليشيات، ولأن الاتفاق الذي رعاه قبل أشهر لم يكن فعّالًا، بل كان مجرد ترتيبات وقتية للميليشيات المسلحة لالتقاط أنفاسها وحشد قواها.

وطالب مرعاش الشعب الليبي بطرد المبعوث الأممي الى ليبيا بعد الفشل الذريع الذي رافق خطة عمله، فضلًا عن تصريحاته حول تأجيل الانتخابات.

واعتبر مرعاش أنّ إجراء الانتخابات في ليبيا أصبح صعب المنال، بسبب بوادر الحرب الجديدة في طرابلس، مشيرًا الى أن العملية العسكرية التي أطلقها الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، في الجنوب، لن تتأثر بما يحصل من توتر في طرابلس.

اتفاق هشّ

من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي، أشرف بن عبدالله، خلال تصريح لموقع "إرم نيوز" أن المؤشّرات في طرابلس توحي بأن فصلًا جديدًا من حرب المصالح ستندلع بين الميليشيات المسلحة، مرجعًا أسباب ذلك إلى هشاشة الاتفاق الذي رعته الأمم المتحدة قبل 4 أشهر في مدينة الزاوية الليبية.

وقال أشرف بن عبدالله إن الطبقة السياسية الليبية، وبعثة الأمم المتحدة، أثبتتا فشلهما بصياغة حلّ أمني جذري لإنهاء الصراع المستعر منذ سنوات في البلاد، معتبرًا أنّ ما يحدث اليوم بين الميليشيات هو "صراع من أجل المصالح والمكاسب المادية".

وكانت الأحياء الجنوبية من طرابلس، شهدت في الـ 26 من آب/أغسطس 2018، اشتباكات مسلحة توقفت في الـ 4 من أيلول/سبتمبر من العام ذاته، بوساطة الأمم المتحدة، بعدما خلّفت أكثر من 100 قتيل و383 جريحًا، بحسب وزارة الصحة في حكومة الوفاق الوطني.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com