مطالبات برحيل الشاهد إثر أزمة رواتب المتقاعدين
مطالبات برحيل الشاهد إثر أزمة رواتب المتقاعدينمطالبات برحيل الشاهد إثر أزمة رواتب المتقاعدين

مطالبات برحيل الشاهد إثر أزمة رواتب المتقاعدين

تواجه الحكومة التونسية انتقادات لاذعة بسبب عدم صرف رواتب المتقاعدين، بعد أن وعد رئيس الحكومة يوسف الشاهد، بتمكينهم من كل مستحقاتهم قبل حلول عيد الأضحى.

وتسبّبت طوابير المتقاعدين الذين انتظروا ساعات طويلة أمام البنوك، بهدف صرف رواتبهم، بتوتّرات بلغت حدّ مطالبة الحكومة بالرحيل، لعجزها عن تمكين المتقاعدين من رواتبهم وحقوقهم.

وتحوّلت الانتقادات إلى حملات ضد رئيس الحكومة، ممّا دفع وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي، إلى التأكيد على أن "الحكومة فتحت تحقيقًا في هذا الملف".

وقال الطرابلسي:"الحكومة قامت بصرف القسط الأول من الزيادة الاستثنائية في رواتب متقاعدي الوظيفة العمومية، مثلما تعهّد بذلك يوسف الشاهد"، موضحًا أن "عدم صرف مستحقات بعض المتقاعدين، لا تتحمل مسؤوليته الحكومة بل البنوك"، مؤكدًا أن "وزارة الشؤون الاجتماعية ستفتح تحقيقًا مع هذه البنوك، لتحدّد المسؤوليات، وتعاقب المقصرين".

خيانة حكومية

حيال ذلك، رأى مراقبون أن "الحكومة خانت المتقاعدين الذين عملوا لأكثر من ثلاثين سنة، ثم لم يتمكنوا من الحصول على حقوقهم".

وطالب الأمين العام لحزب "مشروع تونس"، محسن مرزوق، على صفحته في "فيسبوك "، برحيل الحكومة جراء عجزها عن تمكين المتقاعدين من مستحقاتهم المالية.

وقال مرزوق:"أريد أن أخصّص التهاني في هذا العيد المبارك، لليد التي أطعمتني، والوجوه المجتهدة التي أرشدتني وخدمتني، والعيون الصارمة التي حرستني، والخبرات التي أنارتني وسقتني وجعلتني أكبُر، وأنتمي لهذه البلاد التي لا معنى لاسمها، ولا طعم لخيرها، ولا رائحة لياسمينها، دون جهدهم وعملهم وتضحيتهم".

واعتذر مرزوق في تدوينته لكل المتقاعدين، واعتبر أن " الدولة التي تهين  متقاعديها، وتعجز عن رسم مستقبل أبنائهم، هي دولة العجز في الحاضر، ونكران جميل الماضي، وإفلاس الغد"، مشيرًا إلى أن "المتقاعدين ليسوا حالة اجتماعية ، بل هم واجب وحق، ومُقتضى تنموين ومسألة أخلاقية".

من ناحيته، أكّد الكاتب العام للجامعة العامة للمتقاعدين، عبد القادر الناصري، أن "عددًا كبيرًا من المتقاعدين انتظروا أمام البنوك دون التمكن من الحصول على رواتبهم"، مشيرًا إلى أن "ما حصل  أثار استياء المتقاعدين، الذين كانوا يعولون على تسديد التزاماتهم المالية ومصاريف العيد".

وقال الناصري، لـ"إرم نيوز"، إن "جامعة المتقاعدين تستنكر عدم إيفاء الحكومة بالتزاماتها، وتمكين المتقاعدين من رواتبهم ومنحهم الاستثنائية"، مشيرًا إلى أن "عددًا كبيرًا من المتقاعدين لم يتمكنوا من شراء أضاحي العيد بسبب تقصير الحكومة".

من ناحيته، أبدى الناشط السياسي سمير عبد الله، تعاطفه مع المتقاعدين، قائلًا إنهم "أفنوا حياتهم في العمل والبذل حتّى ينعموا بالاطمئنان في خريف العمر، والحصول على مستحقّاتهم التي هي أموالهم التي دفعوها وتم اقتطاعها  من أجورهم".

وأضاف السفير السابق، لـ"إرم نيوز"، أنه "لا يريد الانخراط فيما أسماه حملة ممنهجة تستهدف رئيس الحكومة  يوسف الشاهد"، معتبرًا أن "من ينتقد رئيس الحكومة لا يطرح الأسئلة الحقيقة المتعلقة بالمسؤولين عن إفلاس الصناديق الاجتماعية، وصرف أموال المتقاعدين في تعويضات لفائدة أناس لم يعملوا أصلًا".

كبش فداء

أما الإعلامية شهرزاد عكاشة، فقد رأت أن "الحكومة بصدد التفتيش عن كبش فداء، للتضحية به في فضيحة الرواتب".

وقالت عكاشة، لـ"إرم نيوز"، إن "الغباء السياسي للحكومة يجعلها تدخل في معارك ضد المؤسسات المالية، والصناديق التي ساعدتها سابقًا في الخروج من الأزمة".

يُذكر أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد، أعلن عقب انعقاد جلسة في 8 أغسطس/ آب الماضي، أنه قرر تمكين المتقاعدين من مستحقاتهم الكاملة القديمة والجديدة، وصرفها على أربعة  أقساط على أن يتم صرف القسط الأول قبل عيد الأضحى".

فيما لم تتمكن الحكومة من صرف الزيادات المُقرّرة للمتقاعدين على رواتبهم منذ العام 2016، وهو ما أثار حالة من الغضب في صفوف 800 ألف متقاعد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com