هل فقد البرلمان التونسي هيبته وتنازل عن صلاحياته للحكومة؟
هل فقد البرلمان التونسي هيبته وتنازل عن صلاحياته للحكومة؟هل فقد البرلمان التونسي هيبته وتنازل عن صلاحياته للحكومة؟

هل فقد البرلمان التونسي هيبته وتنازل عن صلاحياته للحكومة؟

بات البرلمان التونسي محط انتقادات لاذعة وسخرية حادة بمواقع التواصل الاجتماعي، بعدما كان الأمر مقتصرًا على الشارع السياسي وقطاع واسع من المعارضة.

ويقول مراقبون، إن ممارسات بعض النواب، هي التي قادت الهيئة التشريعية إلى هذا المستوى من "التهكم وفقدان ثقة الشعب"، إذ تسبب نواب في إعطاء صورة سلبية تكاد تكون نمطية عن البرلمان.

وفاقمت كثرة الغيابات، والصراعات والتوتّر أثناء الجلسات العامة، في نشر الظواهر السلبية عن صورة النائب، والمجلس التشريعي المنبثق عن ثورة الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي في يناير2011.

ويؤكّد المراقبون أن "الأداء الهزيل للبرلمان تسبّب في تدنّي نسب المشاركة في الانتخابات، واعتُبرت صوة البرلمان سببًا رئيسًا في نفور المواطن من الشأن السياسي".

وتحوّل البرلمان من السّلطة الأولى، باعتبار الكم الهائل من الصلاحيات التي يتمتّع بها، إلى المصدر الأول للتندّر في تونس.

ويرى أستاذ القانون ونائب المجلس التأسيسي، رابح الخرايفي، أن الاختلالات التي ميّزت عمل مجلس نواب الشعب أساءت بشكل كبير لصورة السياسي في تونس.

ودعا رابح الخرايفي في تصريح لـ "إرم نيوز " إلى صياغة مدوّنة سلوك للنواب، يتم من خلالها تحديد أطر قانونية لما يقوم به النائب داخل البرلمان وخارجه.

ويعتبر الخرايفي أن النائب شخصية عامة، وعليه أن يكون قدوة في كل تصرفاته ولا يكون سببا في هجر التونسيين للسياسية.

وتقول الطالبة خولة الماجري إن "الأسباب الرئيسة لسوء صورة البرلمان في أعين التونسيين، تكمن في قلّة الانضباط".

وتُضيف خولة الماجري في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "النواب لا يحترمون مواعيد الجلسات العامة التي يتم إعلانها، ولا يتحمّلون مسؤوليتهم في الالتزام بالوقت المُحدّد".

واعتبرت خولة الماجري أن عدم احترام النواب للوقت، دفع الشعب إلى عدم احترامهم ، فيما ذهب بلال الشيخ، لاعتبار أن مجلس نواب الشعب الحالي أفقد النائب بريقه وهيبته بسبب السلوك السلبي للعديد من النواب.

وأضاف الشيخ لـ " إرم نيوز " أن النواب فقدوا احترام وثقة الشعب فيهم، بسبب "الفساد المستشري لدى عدد كبير منهم ".

ويعتبر الشيخ أن ضعف مشاركة الناخبين التونسيين في الانتخابات البلدية الماضية، يعود أساسا إلى فقدان الشعب ثقته في الطبقة السياسية بسبب أداء البرلمان.

ويؤكّد المواطن، رضا الدريدي، أنه هجر كل البرامج السياسية في تونس، وأصبح غير قادر على أن يُتابع أي برنامج تُطرح فيه ملفات سياسية ويحضره نواب وسياسيون.

ويُضيف الدريدي في تصريح لـ " إرم نيوز " أن "النواب أصبحوا محط سُخرية وتهكّم الشعب التونسي، بسبب انكشاف زيف ما يقولون، واكتشاف الشعب أن هؤلاء النواب لا يخدمون إلاّ مصلحتهم الشخصية".

ولا يفوّت روّاد مواقع التواصل الاجتماعي في تونس أي فرصة سانحة، دون التعليق على ما يحدث في البرلمان بشكل هزلي.

وكتب أحد أعضاء جمعية "بوصلة " المُكلّفة بمراقبة أعمال البرلمان، محمد بن حميدة، تدوينة على صفحته في " فيسبوك "ساخرًا "اليوم حضر النائب محمد غنام للبرلمان، إنه ليوم سعيد، ويوم عيد، النائب حضر إلى البرلمان ولم يكتف بالحضور فقط، بل شارك في أعمال اللجنة ولم يصبه أي مكروه، الحمد لله ".

واعتبر الإعلامي بوخضرا حاجي أن الصورة الحقيقة لتونس ليست ما يُقدّمه نواب البرلمان أو وزراء الحكومة.

وكتب بوخضرا حاجي في تدوينة على صفحته في "فيسبوك"، "نواب فاسدون ومطلوبون للعدالة، مكّنهم مجلس النواب من الحماية بشهادة القضاء التونسي، وتم شراء أصوات الناس ووعدوهم بالتشغيل، حقيقة لقد جمعني عدد كبير من الحوارات مع نواب وسياسيين، لكن الصورة التي يقدمونها ليست الصورة الحقيقية لتونس".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com