الدبلوماسية المصرية.. نجاحات وإخفاقات في عام 2015

اجتازت الدبلوماسية المصرية 3 تحديات على مدار عام 2015 ضمن جملة من المهام الشاقة، بالتزامن مع أزمات داخلية عديدة أهمها مواجهة الإرهاب والتحديات الاقتصادية، بينما لم يحالفها التوفيق في تخطي عقبة "سد النهضة" من خلال سلسلة مفاوضات شاقة.

وشكل الانتصار على مساعي جماعة الإخوان المسلمين في بريطانيا، والفوز بعضوية غير دائمة بمجلس الأمن الدولي والنجاح في تنظيم فاعليات القمة العربية بمدينة شرم الشيخ المتاخمة لمعقل التنظيمات الإرهابية بحضور قادة وزعماء العرب، نجاحا يحسب للدبلوماسية المصرية في 2015.

حصار الإخوان

ونجحت الدبلوماسية المصرية في ختام العام الجاري ةبعد مساع حثيثة، في إفشال جهود جماعة الإخوان المسلمين في بريطانيا التي كانت تسعى للحصول على دعم دولي لما تسميه الشرعية الدولية لأحقية مرسي في الحكم.

المساعي المصرية بدأت بمطالبة لندن بحظر نشاط الإخوان وتسليم المطلوبين أمنيا على أراضيها، قبل أن تقدم ملفات للسلطات البريطانية تُثبت تورط الجماعة وأعضائها في الإرهاب.

وفتحت السلطات البريطانية تحقيقا بمطالبات الخارجية المصرية، في أعقاب زيارات متتالية للمسؤولين المصريين وزيارة للرئيس عبدالفتاح السيسي، قبل أن تصدر لندن تقريرا يعترف بتورط الإخوان في العنف واتصاله بجماعات مسلحة.

المفاجأة البريطانية حملت الجماعة على البحث عن قبلة جديدة لتمركزها، غير أنها لم تجد حتى الآن سوى تركيا التي تتخذها مقرا لمكاتبها الإدارية وتنسيقها الدولي، بفضل حصار الدبلوماسية المصرية في اتصالاتها الخارجية بالعديد من الدول التي تنوي الجماعة التوجه صوبها، وعلى رأسها السودان وماليزيا وبلجيكا.

عضوية مجلس الأمن

النجاح الثاني للدبلوماسية المصرية، تمثل في الحصول على عضوية غير دائمة بمجلس الأمن الدولي للمرة السادسة في تاريخها، ليبدأ العمل بها مطلع العام المقبل في أعقاب حملة ترويجية وتنسيق دولي وإقليمي منح القاهرة المقعد بالتزكية.

وتشارك مصر في مجلس الأمن عن قارة أفريقيا وكدولة عربية وحيدة، بعدما نجحت العام الماضي في تنقية الأجواء مع الاتحاد الأفريقي والعودة لممارسة دورها في إطارها، وبعد أن جمد الأخير عضويتها مؤقتا إبان ثورة 30 يونيو، وهو ما ساعد القاهرة في الحصول على ثقة الدول الأفريقية كمرشح وحيد للقارة في انتخابات المقعد الدولي.

القمة العربية بشرم الشيخ

وتمثل التحدي الثالث، الذي واجه الدبلوماسية المصرية بالتعاون مع كافة أجهزة الدولة خاصة الأمنية، بالنجاح في تنظيم فاعليات القمة العربية بمدينة شرم الشيخ المتاخمة لمعقل الجماعات الإرهابية.

وتُوجت القمة العربية في دورتها الأخيرة، باتخاذ أول قرار عسكري مشترك بإنشاء القوة العربية المشتركة من خلال سلسلة مناقشات ومباحثات استضافتها القاهرة خلال الاجتماعات التحضيرية، قمة الزعماء ومداولات أخرى سبقت الموعد المحدد بشهور في المقر الدائم للجماعة بالعاصمة المصرية.

أزمة سد النهضة

المفاوضات الشاقة حول سد النهضة الإثيوبي والتي ستتأجل إلى العام المقبل، لم تنجح الدبلوماسية المصرية رفقة أجهزة الدولة المعنية في تسجيل تقدم يذكر خلالها، وهو عدم التوفيق الذي لازم الجارة السودان أيضا.

وفاقت المفاوضات المكثفة والشاقة خلال عام 2015 كافة المساعي التي قادتها مصر خلال الأعوام السابقة، ولكنها لم تنجح في حلحلة الموقف لأسباب عديدة، يأتي على رأسها مماطلة الجانب الإثيوبي بالتزامن مع الإسراع في بناء السد وهو ما أوصل المفاوضات إلى مرحلة حرجة، بحسب وصف الحكومة المصرية.